جريدة الجرائد

جنبلاط: وقعنا في الفخ!

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

مشاري الذايدي

اغتيال الوزير والمستشار اللبناني محمد شطح، أحد العقول المفكرة في معسكر الاعتدال السني "الوطني" في لبنان، اغتيال لفكرة "الوطنية" نفسها.

وليد جنبلاط، يعتبر من أكثر الساسة اللبنانيين استبصارا وقدرة على التقاط الإشارات، واسترواح اتجاهات الرياح وما تحمله من رشات المطر وعواصف النار.

من أجل ذلك لفتني تعليقه، وهو يقدم واجب العزاء في محمد شطح، حيث قال لوسائل الإعلام إن اغتيال شطح "يدل على أننا وقعنا في فخ لعبة الأمم القائمة على التقاتل كما يجري في سوريا والعراق وبعض الدول العربية إذا كان لا يزال هناك دول عربية".

شطح كما نشر في مراثيه، كان ذاهبا لحوار يضم قوى 14 آذار، المعارضة لجبهة حزب الله وبري وعون والبقية. وكان يعد لخطة سياسية لشق طريق سياسي للدولة اللبنانية.

ضع اغتيال شطح، مع خبر آخر حصل في الشرق من لبنان، في العراق، حيث انقضت قوات نوري المالكي، بشهية طائفية، على المعارضة في الغرب العراقي، المعارضة السنية السياسية. لا نتحدث عن "القاعدة" ودولة "داعش" وجماعات أبو بكر البغدادي، بل عن نواب ووزراء وساسة عراقيين، من أنصار الدولة الوطنية، تم ضربهم وقتلهم وسجنهم وشطبهم من المشهد السياسي.

اعتقلت قوات نوري المالكي النائب الدكتور أحمد العلواني، أحد قادة المظاهرات ضد حكومة المالكي في الأنبار، وقتلت شقيقه. والعلواني هو أحد الشخصيات السياسية البارزة التي تدعم مظاهرات العرب السنة ضد سلطة المالكي الطائفية، وكان فاعلا في الاحتجاجات التي اندلعت ضد المالكي على خلفية اعتقال حراس السياسي السني الآخر الوزير، في حكومة المالكي، رافع العيساوي.

ماذا يعني كل هذا؟

يعني ازدهار التطرف السني، لأنه إذا أزحت الساسة والتيارات المدنية المؤمنة بفكرة الدولة الوطنية من المشهد، بسبب ضيقك من معارضتهم، فإنك بسهولة تتيح المجال لمن يريد الانقضاض على فكرة الدولة نفسها، والقضاء عليك بوصفك كافرا خائنا، وهو ما يعزز في الطرف الآخر دعايات التطرف الشيعي أيضا، حيث الصورة لديهم أن الخصوم هم أعداء آل البيت في استعادة لأجواء الطف وكربلاء والدماء و"مقاتل الطالبيين".

كان رئيس الحكومة العراقية السابق، إياد علاوي، وهو من أنصار الفكرة الوطنية المدنية، وهو أيضا ينتمي لخلفية عائلية شيعية، محقا وهو يقول في قناة "سي إن إن" للمذيعة الأميركية كريستيان أمانبور: "إن السنّة فقدوا ثقتهم بالعملية السياسية والانتخابات بعد تجاهل نتائج الانتخابات السابقة، معتبرا أن ذلك أعاد القوة لتنظيم القاعدة". المتطرفون لا يقدرون على الحوار مع المعتدلين، لذا يبحثون عمن يشبههم، خصما، فهذا أسهل للفهم.

"وقعنا في الفخ" كما قال "عراف لبنان" وليد جنبلاط.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف