اسرائيل ستندم.. نحن في الانتظار
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
عبد الباري عطوان
صحيح ان الغارة الاسرائيلية التي استهدفت مركزا للأبحاث جنوبي دمشق، ولم تستغرق الا اربع دقائق، قد احرجت النظام السوري، الا انها احرجت ايران بقدر اكبر، وهذا ما يفسر، في اعتقادنا، ردة الفعل الايرانية الغاضبة والمتوعدة بالانتقام.
السيد سعيد جليلي امين المجلس الاعلى للأمن القومي الايراني الذي طار الى دمشق فور اذاعة انباء الغارة، والتقى الرئيس بشار الاسد اكد في مؤتمر صحافي عقده بعد اللقاء 'ان الاسرائيليين سيأسفون لهذا العدوان'.
المسؤولون الايرانيون اكدوا اكثر من مرة ان اي اعتداء على سورية هو اعتداء على ايران، وان الاخيرة لن تسمح بسقوط نظام الرئيس بشار الاسد. ولا شك ان هذه الغارة الاسرائيلية وضعت هذه الاقوال موضع اختبار جدي، خاصة ان منتقدي ايران في اوساط المعارضة السورية استغلوها للتشكيك في هذا الالتزام، ورددوا اتهامات تقول ان ايران تدعم النظام في مواجهة شعبه، ولكنها لا تفعل الشيء نفسه عندما يتعلق الأمر بالعدوان الاسرائيلي.
اللهجة التي استخدمها السيد جليلي في مؤتمره الصحافي، والتهديدات بالانتقام من العدوان الاسرائيلي التي وردت على لسانه، جاءتا مختلفتين عن كل التصريحات والتهديدات السابقة، مما يوحي ان احتمالات الرد على هذا العدوان الاستفزازي الاسرائيلي باتت اكثر ترجيحا من اي وقت مضى.
السؤال هو عما اذا كان هـــــذا الرد المفــــترض سيكون مباشرا، اي من قبل قوات او طائرات او صواريخ ايرانية، او عبر الطرف السوري نفسه الذي تعرض لأكثر من عدوان مماثل حتى قبل اندلاع الثورة السورية، او من خلال طرف ثالث مثل حزب الله في لبنان والجهاد الاسلامي في قطاع غزة؟
' ' '
نختلف مع بعض الآراء، خاصة في منطقة الخليج، التي تقول ان ايران لم تحارب اسرائيل مطلقا، فحزب الله اللبناني الذراع العسكرية لإيران في المنطقة العربية حقق انتصارين كبيرين في حربين ضد اسرائيل، الاول عام 2000 عندما اجبر اسرائيل على التسليم بالهزيمة والانسحاب من جانب واحد من جنوب لبنان، ودون اي اتفاق مع المقاومة اللبنانية. والثاني عندما صمد صيف عام 2006 لاكثر من 33 يوما وحطم اسطورة دبابة 'الميركافا' الاسرائيلية.
ولا يمكن ان ننسى ان الصواريخ التي ردت فيها المقاومة الفلسطينية على الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة، سواء كانت 'فجر5' التي كانت في حوزة الجهاد الاسلامي، او 'ام 75' الحمساوية من صنع ايراني بالكامل، مثلما هو حال صواريخ الجهاد، او من مواد وقطع ايرانية وتركيب خبراء حركة 'حماس'.
العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة الذي استغرق ثمانية ايام كان اختبارا للقبة الحديدية الاسرائيلية في مواجهة صواريخ ايران، التي وصلت للمرة الاولى الى تل ابيب ومشارف القدس المحتلة، والغارة الاسرائيلية التي استهدفت مركز الابحاث او القافلة التي كانت تنقل اسلحة وصواريخ مضادة للطائرات الى حزب الله، حسب الرواية الاسرائيلية، جاءت لاختبار مدى صلابة التحالف الايراني السوري،الى جانب كونها رسالة استفزازية لإيران لهزّ صورتها امام الرأي العام العربي او قطاع عريض منه.
ما يجعلنا نميل اكثر هذه المرة الى احتمالات الردّ الانتقامي على هذه الغارة، وربما في فترة قريبة، انه لو حدث فعلا، سيخلط كل الأوراق في المنطقة، وسيعزز موقف النظام السوري، وسيحرج المعارضة السورية، وقد يعطي الرئيس الاسد 'عجلة انقاذ' من مأزقه الحالي.
انا شخصيا سمعت السيد سمير النشار العضو القيادي في المجلس الوطني السوري يدين العدوان الاسرائيلي على سورية، ويؤيد اي ردّ عليه، وقال بالحرف الواحد في مقابلة على قناة 'الميادين' الفضائية انه لو كان في السلطة لما تردد في استخدام كل الاسلحة للتصدي لهذا العدوان والثأر منه.
السؤال هو حول قدرة النظام السوري على التخلص من عقدة الخوف تجاه اسرائيل، والاقدام على الرد على هذا العدوان السافر، لوضع حدّ لهذه الإهانات الاسرائيلية المتكررة، خاصة ان اسرائيل تهددّ بتكرار الغارات، واقامة منطقة عازلة بعمق 17 كيلومترا داخل الحدود السورية في مواجهة هضبة الجولان المحتلة.
اسرائيل لم تخرج منتصرة في جميع حروبها التي خاضتها منذ عام 1973 ضد العرب، والمقاومتين اللبنانية والفلسطينية على وجه الخصوص، صحيح انها اجتاحت لبنان مرتين، الاولى عام 1982 ،والثانية عام 2006، ولكنها اضطرت للانسحاب مهزومة في المرتين، وهاجمت واجتاحت قطاع غزة مرتين ايضا، الاولى شتاء عام 2008 ، والثانية في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، واضطرت الى استجداء وقف اطلاق النار ولم تحقق ايا من اهدافها في القضاء على حركات المقاومة الرئيسية مثل حماس والجهاد الاسلامي، او تدمر ترسانتها المكتظة بالصواريخ الحديثة من مختلف الأوزان والأحجام.
' ' '
نتمنى ان يراجع الرئيس الاسد التجربة الامريكية في العراق، والاخرى في افغانستان، ولا نعتقد ان اسرائيل تستطيع ان تحقق في سورية ما عجزت امريكا، القوة الأعظم في التاريخ، عن تحقيقه.
صحيح ان العرب ممزقون، والمستقر مجازا منهم يقف في الخندق الآخر المعادي لسورية، ولكن هؤلاء لم يكونوا جميعا عونا لسورية، والاستثناء الوحيد هو مصر، واذا صحت البيانات الايرانية العسكرية التي تتحدث بشكل دوري عن اختبار صواريخ بعيدة المدى، وانتاج طائرات قادرة على اختراق الرادارات، وعن مناورات عسكرية برية وبحرية، فإن سورية تجد دعما من حليف قوي يستطيع ان يعوضها عن كل العرب.
الغرب ينصب صواريخ باتريوت لحماية حليفته تركيا، وحلف الناتو يؤكد انه سيقف الى جانبها في حال تعرضها لأي عدوان خارجي، ومن المفترض ان تفعل ايران الشيء نفسه بالنسبة الى حلفائها في سورية، اوهكذا يقول المنطق.
ما نريد ان نقوله، وبكل اختصار، ان هــــذه العـــــربدة الاســرائيلية يجب ان تتوقف، وان التهديدات والتوعدات الايرانية والسورية يجب ان تترجم الى افعال حتى يتم اخذها بالجدية المطلوبة. واذا تحقق ذلك فإن اقنعة الكذب والنفاق والتبعية لاسرائيل وامريكا ستسقط عن وجوه كثيرة بشعة.
التعليقات
الأ يمان
fuko -وأعدوا لهم ماأستطعتم من قوة
الأ يمان
fuko -وأعدوا لهم ماأستطعتم من قوة
hope
AHMAD ALHALABI -السلام عليكم تماما مثلك كل العرب والمسلمين يتمنون ما تتمناه وكما قلت سابقا ليت بشار يرد والان ليت ايران ترد وغدا سيكتب في جريدتكم الغراء الكاتب الايراني السيد الحسيني وبالتحليل الاستراتيجي ان ايران لا تتعامل مع ردات الفعل اما دخول الطيران التركي السريع فقد تم التعامل معه بغموض افلام جيمس بوند وان الاجواء السورية محمية بالنسور السوريه والتقنية الروسية والصواريخ الايرانية؟يا رب تحقق اماني ورغبات عبدك ابن اًل عطوان . امين
وقالت قارئة الفنجان ....
الف ميم -أسد جريح وذئاب تنتظر هلاكه لتنهش لحمه والقائمون على حماية هذا الأسد الجريح مشغولون باسعافه كي لايموت ..و اخوة آخرون مبتلون بما يكفيهم من المشاكل والازمات ..اما القائمون على مساعدة الذئاب فقد خرجوا منذ زمن طويل من (القضية ) وهم الآن في واد والقضية في واد آخر ..وانت ياايها الشريد الطريد لازلت متفائلا بأن لمأساتك نهاية ولغربتك حد .. ستظل ياولدي تكتب وتكتب وتكتب في قدسك عن قدسك الذي سوف تعود وسوف تعود انت اليها لكن ياولدي ..في غياهب الاحلام !!!!!!!!
hope
AHMAD ALHALABI -السلام عليكم تماما مثلك كل العرب والمسلمين يتمنون ما تتمناه وكما قلت سابقا ليت بشار يرد والان ليت ايران ترد وغدا سيكتب في جريدتكم الغراء الكاتب الايراني السيد الحسيني وبالتحليل الاستراتيجي ان ايران لا تتعامل مع ردات الفعل اما دخول الطيران التركي السريع فقد تم التعامل معه بغموض افلام جيمس بوند وان الاجواء السورية محمية بالنسور السوريه والتقنية الروسية والصواريخ الايرانية؟يا رب تحقق اماني ورغبات عبدك ابن اًل عطوان . امين
this is it
moes -قبل أي تنفيذ لهذا الوعد لابد علينا كمتتبعين أن نعترف بشيء وهو أي خراب أو مأساة تحل على رأس إسرائيل فإننا نفرح لها ونهلل وندعو لمن قام بذلك سواء كان الراحل صدام حسين,نصر الله,أو المقاومة الفلسطينية ,لذلك أعتقد أن إسرائيل ربما أعطت بشار فرصة لاثبات داته وشرعيته,ومن ثم تلميع صورته لدى ًالشعوب ًالعربية مما سيكسبه مصداقية أكثر وتعاطف زائد,فهل سيستغل الاسد هفوة وغطرسة نتنياهو؟
this is it
moes -قبل أي تنفيذ لهذا الوعد لابد علينا كمتتبعين أن نعترف بشيء وهو أي خراب أو مأساة تحل على رأس إسرائيل فإننا نفرح لها ونهلل وندعو لمن قام بذلك سواء كان الراحل صدام حسين,نصر الله,أو المقاومة الفلسطينية ,لذلك أعتقد أن إسرائيل ربما أعطت بشار فرصة لاثبات داته وشرعيته,ومن ثم تلميع صورته لدى ًالشعوب ًالعربية مما سيكسبه مصداقية أكثر وتعاطف زائد,فهل سيستغل الاسد هفوة وغطرسة نتنياهو؟
ماكيافيلي
نور -أتمنى من الكاتب أن يكون واقعياً ويبتعد عن الأنانية والمصلحة الشخصية في تنظيراته الصميدعية....لا نرى منك اي موقف أخلاقي تجاه الشعب السوري الجريح ، حتى انك تتمنى ما يفشل الثورة السورية لتلبية احلامك النرجسية، صدعت رأسنا بالمقاومة والانتصارات الوهمية ، لماذا لا تنزل بنفسك إلى ارض المقاومة وتسترجع أراضيك المحتلة بدلا من تمنياتك بسحق الشعب السوري وخلط الأوراق كما تتمنى ، وهل تظن ان أسيادكم في دمشق وطهران سيردوا، حتى لو ردوا، هل تظن أن هذا سينقذ صاحبك الوحش من الشعب السوري الذي تحمل الذل والهوان لأربعين سنة بحجة القضية التي بيعت بسوق النخاسة على ايدي أبناءها......
استعد .......واستريح....
مالك الحزين!!!!!! -وتمضي مواكب ابطال الهزيمة وما زلنا ننتظر......مضت 65 سنة ونحن ننتظر.......جيل وجيلان ثم ثالث ونحن ما زلنا ننتظر......عار عليكم ,لانكم ملاءتم افكاركم باوهام الانتظار....والان سؤالي لك يا سيد عطوان ,ما الذي يجعل انتظار اليوم او الغد يختلف عن انتظار الامس او انتظار 65 سنة مضت؟؟؟؟؟؟؟لعنة الله على الماضي لانه كان امل الحاضر!!!!!!
استعد .......واستريح....
مالك الحزين!!!!!! -وتمضي مواكب ابطال الهزيمة وما زلنا ننتظر......مضت 65 سنة ونحن ننتظر.......جيل وجيلان ثم ثالث ونحن ما زلنا ننتظر......عار عليكم ,لانكم ملاءتم افكاركم باوهام الانتظار....والان سؤالي لك يا سيد عطوان ,ما الذي يجعل انتظار اليوم او الغد يختلف عن انتظار الامس او انتظار 65 سنة مضت؟؟؟؟؟؟؟لعنة الله على الماضي لانه كان امل الحاضر!!!!!!