جريدة الجرائد

مرسي يطيب خاطر الجيش والسلفيون يهاجمونه.. خصومه يثنون على السيسي.. ورئيس الوزراء مكتئب

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

القاهرة - حسام عبد البصير

لا تشرق على الرئيس المنتخب طلعة شمس إلا وأرسلت له الأقدار ازمات جديدة.. كثير منها من صنع خصومه وبعضها من حصاد انصاره وما تبقى من مصائب اقترفتها يداه. هذا الأسبوع كانت النازلة التي حلت على الرئيس المبتلى بحكمه قضية مستشاره لشؤون البيئة خالد علم الدين، فما كاد الرئيس يتعافى من ازمة تعيين نجله في احدى مؤسسات شركات الطيران والتي لم تندمل آثارها بعد إلا ووجد نفسه في ازمة كبرى تعصف بالتحالف بين حزبه واقوى الاحزاب التي منحته قبلة الحية في مشواره نحو مقعد الرئاسة وهو حزب النور السلفي إذ فوجئت الجماهير بوجه مضيء عيناه تنهمر بالدموع رافعاً اكف الضراعة داعيا الله على الرئيس وجماعته بسبب رميه زوراً وبهتاناً باستغلال المنصب.. وبالفعل فقد وجد الرئيس نفسه في محنة لم يعهدها من قبل، وذلك حينما سأله علم الدين متحشرجاً ببكائه اين تذهب اموال رئاسة الجمهورية وهو لم ينل منها دولاراً ولاجنيهاً.. وقد مثلت الواقعة صيداً ثميناً للصحف التي تعادي الرئيس وجماعته، فقد جاء لهم الصيد على غير موعد ليوجهوا سهمهم نحو القصر الرئاسي ويتقدموا خطوات للأمام نحو الرئيس ليصيبوه في مقتل، وقد جاءت صحف الجمعة لتصب مزيدا من اللعنات على الجماعة والرئيس مستعينة بصرخات مستشاره الباكي ذي اللحية الصغيرة وكثير من المتعاطفين معه من حزبه ومن رموز السلفيين الذين صرخوا في وجه الرئيس مطالبين اياه بأن يتقي الله ويخرج ما في حوزته من ادلة تفيد بالجريمة التي لأجلها تم اقصاء علم الدين من منصبه، غير ان مرسي كان مشغولاً بما هو أهم وذلك حينما التقى وزير الدفاع والتأكيد على عمق العلاقة بينه وبين المؤسسة العسكرية، بعد حالة الغضب التي اعترت كبار قيادات الجيش المصري اثر الانباء التي اطلقها رموز من الجماعة عن قرب اقالة وزير الدفاع.
كما حفلت صحف الجمعة بالعديد من المعارك الموجهة ضد مرشد الاخوان وحكومة هشام قنديل، وراح بعض الكتاب يعدون الايام على قرب زوال حكم الاخوان ومعهم شركاؤهم السلفيون، فيما ذهبت بعض سهام الكتاب تهاجم قادة جبهة الانقاذ الوطني التي تتعرض للتفكك بسبب كثرة الناطقين باسمها وتراجع تواجد حمدين صباحي احد ابرز نجومها في فعاليات الجبهة، ومن احدث ما تعرضت له اعلان عدد من ابرز اعضائها الاستقالة، ومن بين هؤلاء الاعلامي حسين عبد الغني.

في هذه الحالات
سينزل الجيش للمدن

البداية ستكون حول امكانية نزول الجيش للشوارع، وهل اصبح ذلك متاحاً هذا ما يثيره عمرو هاشم ربيع في جريدة 'الوطن': ولنزول الجيش درجات، أقلها حدة نزوله لدواعي ضبط الأمن. هنا قد ينزل الجيش بشكل واسع النطاق، كما حدث في 17 و18 يناير 1977، عندما استدعى السادات الجيش لضبط الأمن في الشارع المنفلت بعد رفع أسعار بعض السلع. وكذلك يوم 28 يناير 2011 عندما استدعى حسني مبارك الجيش لضبط الأمن في شوارع مصر، وكان يظن أن هذا الإجراء لن يدوم إلا أياماً معدودة حتى تهدأ الأمور. وقد يكون نزول الجيش محدوداً كما في حالة استدعاء مبارك له في 26 فبراير 1986، على خلفية تمرد بعض جنود الأمن المركزي في بعض المحافظات. أو كما كان الحال في دعوته في نهاية يناير 2013 للنزول إلى شوارع مدن القناة الثلاث، السويس والإسماعيلية وبورسعيد، وفي هذه الحالة يجب أن نتذكر أن هذا النزول أُجبر عليه الرئيس مرسي جبراً؛ فهو بالتأكيد يجب ألا يرى عودة لمن استبعده من الحياة السياسية، ومن ثم كان متردداً كثيراً في اتخاذ هذا القرار، غير مفرق بين نزوله لغرض الأمن ونزوله لغرض لعب دور سياسى. ولولا حال الانفلات الأمني الذي من الممكن أن يؤثر على الملاحة في قناة السويس ما كان ليستدعي الجيش مطلقاً للنزول إلى الشارع، وكانت هاتان المحافظتان أكثر التهاباً من محافظة كالإسماعيلية الحالة الثانية لنزول الجيش هي نزوله لأداء دور سياسى، وهنا عادة ما يكون نزول الجيش رغماً عن قائده، وهنا حالتان: حالة 23 يوليو 1952، وحالة 11 فبراير 2011 عقب تخلي مبارك عن السلطة؛ حيث تسلم الجيش الشأن السياسي يضيف ربيع : إن نزول الجيش إلى الشارع لممارسة عمل سياسي لن يكون إلا من خلال الإطاحة بالسلطة السياسية، ما يعقبه تعليق الدستور. وهذا الأمر شرطه سيادة مناخ العنف في الشارع والوصول لحد العصيان المدني مدعوماً بترحيب المعارضة علناً بعودة الجيش للشارع، وكثرة الأحقاد الاجتماعية ثورة جياع فهل يستطيع الرئيس مرسي أن يقي البلاد من الوصول إلى هذا السيناريو'.

لماذا يشعر الاخوان بالذعر
عند ذكر اسم الجيش؟

ونبقى مع نفس الموضوع، ولكن من وجهة نظر اخرى يطرحها محمود خليل في ذات الجريدة 'الوطن' تصاب جماعة 'الإخوان' بقدر كبير من القلق عندما تستمع إلى رسائل الجيش التي تؤكد أنه يقف على مسافة متساوية من جميع الفرقاء السياسيين في مصر، وأنه حريص في الأول والآخر على حماية الشعب المصري، وأنه سوف يتحرك في ثوان لحماية المصريين إذا وصلته إشارة منهم تطلب ذلك. فالجماعة ورئيسها يتعشمان أن تبادر القيادة العسكرية إلى التأكيد على ضرورة احترام الشرعية، في اللحظات التي ترتبك فيها الأمور بالشارع، ولا بأس من الذود عن الجماعة ضد معارضيها إذا اقتضى الأمر ذلك.
وإذا كان أمر التأكيد على الشرعية وارداً من باب العشم! فإن الأمر المتعلق بتدخل الجيش لحماية الجماعة من غضبة الشعب لا يصدر إلا عن خيال مريض، يعيدنا مرة ثانية إلى وصف 'الرعونة'، الذي استخدمناه في وصف أسلوب تعامل الجماعة مع المؤسسة العسكرية، وقد يكون السر في ترخّص الجماعة في التعامل مع الجيش (من خلال ملاعبته بالإشاعات) مرتبطاً بالاطمئنان إلى وجود طرف ثالث يمكن العودة إليه في حالة احتدام الخلاف بينهما، وهو الطرف الأمريكي، خصوصاً في ظل الدور الذي سبق أن لعبه في حسم انتقال السلطة إلى مرشحهم الرئاسي محمد مرسي، بالإضافة إلى تمرير خطوة إقالة كل من المشير حسين طنطاوي والفريق سامي عنان، لكن الإخوان يجهلون أن الإدارة الأمريكية ليس لديها تصور جامد أو سيناريو واحد للتعامل مع الظروف والأوضاع في مصر، فهي تتعامل من منظور براغماتي بحت، وهي في كل الأحوال ترتب مع كافة الأطراف حتى لا تفاجأ بموقف لم تعدّ له البديل المناسب!

الدعوة لسقوط الدولة
اسرع من انقاذها

ولكن لأي مدى تؤثر دعوات العصيان المدني في حركة الاحداث هذا ما يطرحه عبد الناصر سلامة رئيس تحرير جريدة 'الاهرام'، الذي يتخوف من دعاوى العصيان التي بدأت تلقى قبولاً في عدد من المحافظات: 'يبدو أن مخطط إسقاط النظام الحاكم في مصر يسير بوتيرة متسارعة, ربما لا يستطيع النظام مجاراتها أو التعامل معها بالكيفية التي تمكنه من احتوائها, مما جعل البعض يتكهن بالمدة الزمنية التي يمكن خلالها تحقيق هذا الهدف, وما إذا كانت ثلاثة أسابيع, أو ثلاثة أشهر, طبقا لمدى ارتفاع حدة الأزمتين السياسية والاقتصادية معا، فما يسمى بالعصيان المدني, الذي دعا إليه شباب الألتراس في بورسعيد, قد حمل دلالة بالغة في هذا الاتجاه, لم تنتبه إليها الدولة, إلا مع الإعلان عن عصيان آخر في محافظة الإسماعيلية, مع أنباء أخرى متواترة عن استعدادات في السويس والإسكندرية والغربية, وهو ما يؤكد أن القضية ليست مرتبطة بأزمة بورسعيد مع النادي الأهلي أو الأمن أو النظام ككل, وإنما هي مرتبطة بالنظام وأزمته مع القوى السياسية.
إذن.. فقد قررت هذه القوى, وعلى طريقتها الخاصة, التخلص من النظام خارج صناديق الانتخابات البرلمانية التي بقي عليها نحو الشهرين, وأعتقد أن هذه المدة كانت كافية للوصول إلى رجل الشارع لإقناعه بالتغيير, إلا أنه بدا واضحا أنها ليست واثقة لا في قدراتها ولا في رجل الشارع, فآثرت أن تستغل مناصريها في إغلاق طرق الوصول إلى العمل, وتعطيل الإنتاج, في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى العمل والإنتاج.. ولأن الأمر كذلك.. يجب أن نعترف بأن ما يحدث هو مقدمة لشلل كامل, ليس بعيدا, وعلى مستويات أكبر, مع الأخذ في الاعتبار, أن عصيان بورسعيد كان سلميا, أو منضبطا إلى حد كبير, لم تتخلله أعمال تخريب هنا, أو تدمير هناك, لسبب وحيد, هو أن أهالي المدينة الباسلة يعرفون بعضهم بعضا, أما حينما تنتقل هذه الآفة إلى بؤر أخرى, فإن أحدا لن يستطيع السيطرة على الموقف بما يضمن سلميته'.

'الاهرام': الخراب قادم فلا تستعجلوا

ونبقى مع 'الاهرام' والكاتب عزت السعدني الذي هاله ما تمر به مصر من انفلات فأخذ يمضي لمزيد من اليأس: 'الفوضى في كل مكان.. مظاهرات ومليونات بسبب وبدون سبب.. تظاهر الأول وبعدين اعرف السبب.. تماما كما كنا زمان.. عندما نجد طابورا نقف فيه ربما حصلنا على فرخة أو كيس سكر أو زجاجة زيت، كما كان يحدث في طوابير الجمعية الاستهلاكية! اغلقوا ميدان التحرير بالضبة والمفتاح.. وتسأل: من أغلق الميدان؟ ويقولون لك: انهم الثوار الذين قاموا بالثورة ولم تتحقق مطالبهم حتى الساعة! وتسأل: ما هي مطالبهم؟ ويقولون لك: عيش ـ حرية ـ عدالة اجتماعية.. ونسأل: طيب احنا لسه في أول الطريق.. ولدينا رئيس منتخب وحكومة كاملة العدد.. ومجلس شورى لسن القوانين إلى رئيس الحكومة.. حتى تجري انتخابات جديدة للبرلمان.. وحسب الدستور فإن من يفوز حزبه أو جماعته في الانتخابات بأعلى الأصوات سوف يشكل الحكومة الجديدة.. ولاننا في جمهورية برلمانية فإن رئيس الوزراء الجديد سوف يصبح مثل مصطفى النحاس باشا.. رئيس وزراء قوي.. أما رئيس الجمهورية فهو مجرد رئيس يملك ولا يحكم تماما كما كان الملك فاروق الأول في عهد حكومة الوفد برئاسة مصطفى النحاس باشا!
لماذا إذن نثور؟ لماذا إذن نحرق البلد؟ لماذا إذن نولع في الفنان؟ ونضرب السياحة في مقتل؟ لماذا إذن نغلق المصانع.. ونمتنع عن العمل ونخرب بيتنا بأيدينا نحن؟
هذا هو حالنا أيها السادة.. بلد اسمه الفوضى.. في انتظار الخراب القادم.. وكل ثورة وأنتم طيبون'.

هل أكتشف السلفيون
عيوب الاخوان فجأة؟

وإلى العلاقة المتوترة بين الاخوان والسلفيين والتي عبر عنها تساؤل المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين د. أحمد عارف هل ظهرت عيوب الإخوان للسلفيين فجأة؟ وهل أصبح أعضاء الجماعة سيئين بين يوم وليلة؟ وذلك في اعقاب توتر العلاقه بين الاخوان المسلمين وحزب النور السلفي, بسبب إقالة مستشار الرئيس لشؤون البيئة وهو سلفي من قيادات الحزب. ويرد على عارف في صحيفة 'الاهرام' الكاتب ابراهيم سنجاب: بالطبع لا, فالعلاقه - منذ البداية - بين قطبي مجلس الشورى الذي تحول بمرسوم رئاسي الى برلمان يشرع ويقنن هي علاقه انتهازية نفعية بالاساس, ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب, فالاخوان يبذلون الجهد دائما لاقناع السلفيين بانهم ليسوا أهل سياسة ولا خبرة لهم بدهاليزها. والسلفيون يرون في حكم الاخوان مرحلة انتقالية, بحيث يحطمون معا فكرة الدولة المدنية, ثم يطيحون بهم في مرحلة لاحقة بظن أنهم أكثر عددا ونفيرا وفي سبيل ذلك وفي ظل تشتت بقية القوى السياسية, ارتكب الفريقان من الاخطاء والخطايا, ما اظهرهم بمظهر المراهقين سياسيا وانهم متطلعون الى السلطه بأي سبيل حتى لو ضحوا بكل ما رفعوه من شعارات اسلامية براقة, عندما كانوا في صفوف المعارضة أو خلف أسوار السجون والمعتقلات. وأصبح واضحا أن كلا الفريقين في مصر يراهنان على الانتخابات النيابية المقررة خلال شهرين, وهم يفترضون أنها ستوفر لهم الأكثرية المطلقة في المجلس النيابي، إضافة إلى أكثريتهم في مجلس الشورى، بحيث يمسكون بمفاصل الحكم بسلطاته التنفيذية والتشريعية والقضائية, ويفعلوا بالاخرين ما شاْء لهم ان يفعلوا. لكن أوضاع مصر، من الشارع إلى الاقتصاد إلى الانقسامات الخطيرة التي تتهدد المجتمع، لا تحتمل التلاعب بحاضره أو بمستقبله, فالمجتمع مهدد في وحدته وهذا هو الاخطر، خصوصاً في الشهور القليلة الماضية التي حفلت بالتظاهرات والوقفات المعارضة أو المؤيدة وكلما رأينا وعايشنا الصعوبات الحادة التي تواجهها مصر اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً. تتأكد الرؤية بأننا في أمس الحاجة الى نظام حكم قادرعلى قيادة البلاد نحو تحقيق أهداف ثورته - ان كانت فعلا ثورة'.

النائب العام بين غضب
رجال النيابة ورحمة الرئيس

هذا الأسبوع قرر حمدي رزق المتخصص في الهجوم على الرئيس في جريدة 'لمصري اليوم' توجيه سهام قلمه ضد النائب العام، دعاياً اياه لأن يلملم اوراقه ويخرج من مكتبه: لو كنت مكان النائب العام، المستشار طلعت عبدالله، لقدمت استقالة 'مسببة' من منصبي إلى رئاسة الجمهورية، استقالة من سطر واحد لا غير: 'لا أقبل على ضمير القاضي أن أكون سبباً في شق الصف الوطني'. سيادة المستشار، وثيابك فطهّر. الاتهامات تلاحقك في بيانات جد خطيرة، منها البيان الأخير الصادر عن شباب النيابة، الذي تضمن اتهامات بتدخل مكتب النائب العام في سير التحقيقات بما يؤثر على العدالة، وهذا بيان لو صح فهو جد خطير بيدي لا بيد عمرو، بيدك لا بيد الرئيس، لا تنتظر قراراً علوياً، لقد صدر القرار بالفعل، شباب النيابة يقاطع مكتبك، يهدر تعليماتك استقالة النائب العام لا تمثل فقط إسهاماً فعلياً في الحل السياسي بل واحتراماً لإرادة أحدث عضو في النيابة العامة، بالاستقالة يسجل المستشار طلعت موقفاً، قبل أن يسجل عليه التاريخ موقفاً لا يتحمله ضمير قاضٍ محترم. يتابع رزق مناشدته للنائب العام خذها ولا تخف، سنعيدك إلى سيرتك الأولى، قاضيا ذا مناقب تعز على الكثيرين، وكما يقولون لو كان تعيينه في ظرف غير هذا، في بلدنا هذا، لكان محل امتداح وليس استنكاراً فعلياً، الوحيد الذي ننتظر عودته إلى المنصة العالية هو المستشار طلعت عبدالله، الوحيد الذي يجب أن يتضامن مع شباب النيابة ورجال القضاء في مطلبهم العادل باستقالة النائب العام، وإطلاق يد المجلس الأعلى للقضاء في حسم اختيار النائب العام الجديد، الذي يعيد للمنصب بهاءه، وللنيابة العامة تألقها، ويستعيد ثقة الشارع العادي قبل السياسي في محامي الشعب، هكذا يسمون النائب العام في أوروبا والدول المتقدمة، أقول الوحيد ليس الرئيس، ولا وزير العدل، ولا المجلس الأعلى للقضاء، فقط هو المستشار طلعت عبدالله، النائب العام، فليتضامن مع نفسه، فليقف مع نفسه، ومع النيابة العامة، ومع القضاء، ومع المجلس الأعلى للقضاء، ويجنب القضاء فتنة، ألا تستشعر الحرج يا رجل'؟!

'المصري اليوم': اخلع عقلك
يا أخي أنت في زمن الإخوان

العنوان ليس من عندي لكنه لسحر جعارة، التي دخلت في معركة ضد عصر الاخوان بسبب تحويل الكاتب يوسف زيدان للقضاء بتهمة إزدراء الأديان تقول في 'المصري اليوم': لا وجود للفكر ولا للمفكرين. دعاة التنوير وإعمال العقل خطر على نظام قائم على 'السمع والطاعة'! ولكل زمان رجاله، ورجال هذا العصر من أمثال 'أبوإسلام'، الذي يسب نساءنا القبطيات على الملأ ويتهمهن بالشذوذ الجنسي، دون أن يتحرك أحد الغيورين على الأديان السماوية ليتهمه بـ'ازدراء الأديان'! لكن هذه الدعوى تلاحق المفكر الكبير الدكتور يوسف زيدان، فقد آن الأوان ليسدد ثمن كتاباته ضد 'حكم المرشد'، وتحطيمه أصنام الجماعة بالفكر وحده.. بثورة العقل! إنه صاحب جائزة 'البوكر'، صاحب موسوعة 'الشامل'، المفكر 'المتصوف' وأستاذ الفلسفة الإسلامية.. إنه مثقف 'حقيقي' في زمن المسخ، وبالتالي فهو يشكل خطراً جسيماً على نظام يقوم على غسيل عقول أتباعه، وتعبئتهم لينفجروا في وجه خصومهم وينسفوا قوة مصر الناعمة.
الانفجار جاء على هيئة 'دعوى حسبة'، تقدم بها أحد المحامين قبل الثورة، ثم طلبت نيابة أمن الدولة العليا تقريراً من مجمع البحوث الإسلامية عن كتاب 'اللاهوت العربي وأصول العنف الديني'.. وجاء التقرير، على هوى موظفي المجمع، ليوصي بعدم تداول الكتاب ليجد المفكر العربي الكبير نفسه في مواجهة تهم: 'ازدراء الأديان السماوية الثلاثة، وإحداث فتنة في البلاد، وترويج التطرف الديني'! تصوروا أن الكتاب الذي جاء ليؤكد أن الديانات السماوية الثلاثة جوهرها واحد، وإن اختلفت مظاهر التدين.. الكتاب الذي قال عنه الدكتور عبدالمعطي بيومي- رحمه الله- الذي كان عضواً في مجمع البحوث الإسلامية، إنه: 'لا غنى عنه لأي دارس للفكر الإسلامي'.. هذا الكتاب دليل إدانة الدكتور 'زيدان'! تقرير المجمع 'من باب التلكيك' توقف أمام قول زيدان في كتابه عن تسمية الأديان الثلاثة بالأديان السماوية بأن: 'أي دين أياً كان هو بالضرورة سماوي لغة واصطلاحاً بمعنى العلو والسمو.. لكن الصفة المميزة للديانات الثلاثة هي أنها ديانات رسالية، لأنها أتت برسالة من السماء، وبرسول أو نبي'.

'المصريون': ماكينة تشويه تعمل داخل الجماعة

وإلى محنة مستشار الرئيس للبيئة خالد علم الدين الذي اتهمته الرئاسة باستغلال منصبه وهو ما ازعج حتى المتعاطفين مع التيار الاسلامي ورموزه ومن بينهم جمال سلطان رئيس تحرير جريدة 'المصريون': إن ماكينة الأكاذيب وبث الشائعات وتشويه الخصوم بدأت تنشط من جديد، وكنت أظن تلك الآفة قد انتهت بانتهاء العمل السري وتولي مسؤولية إدارة دولة، وكانت تلك الطريقة هي التقليدية في عمليات تشويه وتدمير كل خصوم الإخوان، عملية تلغيم الأجواء من حولهم ببث شائعات لتدمير الشخص وتدمير سمعته مستقبله المهني والسياسي وتزداد ضراوة ماكينة التشويه إذا كان الشخص عضوًا بالجماعة وتركها من أجل حماية أعضاء الجماعة من التأثر بأسباب خروجه أو أفكاره.
وتزداد الضراوة عنفًا ووحشية إذا كان هذا الذي غادر الجماعة قياديًا بارزًا فيها، وقد عايشت بنفسي طرفًا مما حدث لشخصية رفيعة المقام تركت الجماعة قريبًا، ولديهم قاعدة مدهشة جدًا صكت بحيث تنغلق العقول عليها تمامًا وهي 'أن الجماعة تنفي خبثها' فكل من خرج من الجماعة 'خبيث' ويبقى الاجتهاد محصورًا في تفسير نوع هذا 'الخبث'، ومستحيل أن يرد على خاطر عضو الجماعة العكس، أن تكون الجماعة أخطأت أو أن يكون لخروج الشخص ما يبرره، لا يجرؤ العقل على تأمل تلك الفرضية أبدًا بل ويستعيذون بالله منها كوسوسة الشيطان، وأذكر أن قيادة سياسية رفيعة الآن في أحد الأحزاب الكبيرة كان عضوًا قياديًا بالجماعة وتركها قبل سنوات ليست بالقليلة قال لي خلال جلسة بوح: إنني أتعاطى ستة أنواع من الأدوية بسبب الأمراض التي سببها لي الإخوان بعد أن تركتهم، والخطير في هذا الأسلوب أنه يستبيح الأعراض وشرف الناس بالدس سرًا وتمرير الشائعات بطريقة العارفين ببواطن الأمور ولكنهم يتعففون عن التفصيل فيها! دون أن يجرؤا على الإعلان أو الحديث الصريح أو مواجهة من خاضوا في أعراضهم وجهًا لوجه، لأن الأمرمجرد استباحة للكذب واستحلال للأعراض لمصلحة الجماعة وهم يتعبدون برميك بالبهتان والزور ويتابع سلطان كنت أتمنى أن يربأ بنفسه الدكتور محمد البلتاجي أن يتورط في عرض أخيه علم الدين ويلمح بشكل غير لائق أن لديه معلومات عن هذه الاتهامات، ولا نعرف من أين اطلع على هذه المعلومات'.

مرشد الجماعة: التآمر
على الثورة بأموال اجنبية

ولم يترك مرشد الاخوان الرئيس بمفرده في ساحة المواجهة مع خصومه فوجه كلمته التي نشرتها عدة صحف اسلامية وحكومية الهجوم على داعاة العصيان والانفلات، قال الدكتور محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين: 'هناك من يكره لمصر ولكل دول الربيع العربي الخير والنهضة، وهناك أموال تُدفع، ومؤامرات تُدبَّر، وخطط خبيثة لإجهاض كل خطوات الثورة في التحرر وإعادة البناء ومقاومة الفساد ومطاردة الفاسدين'، وتساءل المرشد في رسالته الأسبوعية: من صنع هؤلاء البلطجية؟ ومن جنَّدهم؟ ومن يدفع لهم ليُوهِمَهم أو يوهم المخدوعين بهم أنهم (ثوار) أو متظاهرون أو معتصمون؟ في ثورة يناير كان كل المتظاهرين سلميين واجهوا الباطل بصدورهم العارية، سقط منهم الشهداء الأبرار لم يعتدوا، لم يُتْلِفوا، كان الملايين يجتمعون في الميادين لم تحدث حادثة واحدة للاعتداء أو الإيذاء، لم تحدث حادثة تحرش واحدة كان الاتحاد والتآلف والتراحم واقتسام كسرة الخبز. وأضاف المرشد: أين هذا الآن من محاولة هدم مؤسسات الدولة وحرقها بالمولوتوف وقطع الطرق وتعطيل مصالح الناس ورشق الشَّعب بالرصاص الحي والخرطوش مع استخدام كل الموبقات من خمور ومخدرات وتحرُّش واغتصاب؟! ينبغي أن نميِّز جيدًا بين الشباب الطَّاهر الثائر البريء الذي يتمنى الإصلاح وربما يستعجل آثاره ونتائجه، وبين دخلاء يتم استخدامهم لإفشال النظام الشرعي المنتخب بعد جهد جهيد من صبر الشعب ومصابرته وبذله وتضحياته'.

الذين يتحدثون باسم الجيش
يرتكبون خطيئة كبرى

ونتحول نحو صحيفة 'الشروق' والكاتب وائل قنديل الذي يحذر من كثرة المتحدثين باسم القوات المسلحة: 'وفي وسط هذه الأجواء المشحونة لا يصح أن ينصب أحد نفسه متحدثا باسم الجيش أو عنه أو له، تلميحا أو تصريحا، باستدعائه للدخول في آتون معركة سياسية، بصرف النظر عن أن للجيش متحدثين رسميين، لا أتصور أبدا أنه من الممكن أن يقدموا على خطيئة الاشتباك مع المأزق الراهن لقد جربت كل أطراف اللعبة السياسية في مصر خيار اللجوء إلى المجلس العسكري بعد ثورة 25 يناير، وكانت النتائج فادحة وكارثية، دفع الجميع ثمنها دما وضياعا في متاهات ودروب تسببت في نزيف للثورة المصرية ومن عجب أن بعضا من الذين أطاح بهم المجلس العسكري خارج المشهد، على كثرة ترددهم عليه والجلوس بين يديه هم الذين يستدعون المؤسسة العسكرية للحضور في الأزمة القاتمة الراهنة ومن هنا يبدو مفارقا وصادما أن الذين قالوا يوما 'أيوه بنهتف ضد العسكر' يرددون الآن 'أيوه بنهتف باسم العسكر' بعد أسابيع قلائل فقط من تصفيقهم لرئيس الجمهورية المنتخب على قراره بإقصاء المشير والفريق من آتون السجال السياسي والتشريعي، وإعادة الجيش إلى ثكناته ويتذكر قنديل محاولة من هذا النوع جرت في شهر أكتوبر الماضي ولم تؤت أكلها وعلق عليها بقوله، تناول المؤسسة العسكرية في مستوياتها العليا كان عملا عاديا بل ومطلوبا عندما كان المجلس العسكري حاكما للبلاد ومهيمنا على السلطتين التشريعية والتنفيذية فيها، وكان انتقاده ومهاجمته واجبا عندما كانت المذابح ترتكب في حق الثورة والثوار تحت إدارته للمرحلة الانتقالية.. أما وقد بدأت الأمور تعود إلى نصابها بعودة القوات إلى ثكناتها، ووجود سلطة تنفيذية منتخبة، فإن الكلام عن المؤسسة العسكرية ينبغي أن يكون بحساب، إذ لا يحدث في أي مكان في العالم أن تتحول أدق تفاصيل القوات المسلحة وفروعها وميزانياتها مادة تلوكها الألسنة على الشاشات'.

الازمة التي تعيشها مصر
سببها تآكل شرعية الحكم

هذا ما توصل اليه ابراهيم الهضيبي في جريدة 'الشروق ': جوهر الأزمة الحالية ـ السياسية والاقتصادية والاجتماعية ـ هو عدم امتلاك النظام السياسي لقدر كاف من الشرعية يجعل اللجوء لآلياته بديلا مقبولا من القوى المختلفة سياسيا واجتماعيا، ونقطة الانطلاق لتغيير هذا الوضع هي اتخاذ الإجراءات التي من شأنها تعميق الشرعية.
لا يقتصر سؤال الشرعية على شخص الرئيس، على النحو الذي يشغل بال الأطراف المتصارعة حول خياري استكماله مدته الرئاسية واللجوء للانتخابات المبكرة، فأزمة الشرعية القائمة تتصل بالسياسات أكثر من اتصالها بالأشخاص، وتعني بالقرارات والسياسات الصادرة عن مؤسسة الرئاسة أكثر من اعتنائها باسم الشخص الذي يتجه للقصر للعمل كل صباح وهذا الغياب للشرعية يتبدى في لجوء السياسيين المتزايد لسبل موازية أو مغايرة للسبل الرسمية للتعامل مع القضايا الحالة (جلسات الحوار الوطني نموذجا)، وفي اضطرار النقابيين اللجوء للإضراب لفشل مفاوضاتهم مع الدولة غير مرة، وفي عجز القوى السياسية ـ حكومة ومعارضة ـ عن احتواء موجة العنف في بورسعيد أو حتى مناقشة أسبابها بجدية، وفي ارتفاع معدل الجريمة والعنف الاجتماعي وهذه الظواهر التي كانت موجودة من قبل اتسع نطاقها مع انهيار الأساس الذي بني عليه نظام مبارك شرعيته وهو خوف المواطنين من بطش الدولة، وهي شرعية يستحيل استعادتها في الأمد القريب، لأن القوة الباطشة للدولة ثبت عجزها أمام إرادة الجماهير، ولأن تلك القوة تعرضت لتصدع انتقص منها، ولأن ما بقي منها صار يستفز أكثر مما يخيف فينتج عن استعماله ردود أفعال مضادة للمراد، ثم ازداد اتساع الظاهرة مع تزايد كفر الناس بالنظام السياسي الذي يتشكل، والذي فشل - فيما يبدو - في اكتساب ثقتهم والمطلوب بالتالي كما يراه العضيبي تأسيس شرعية جديدة للنظام السياسى، تقوم لا على أساس الخوف من البطش، وإنما على أساس العدل والمصداقية، ولأن تغيير السياسات لا مجرد غياب الرئيس عن المشهد يبدو - إلى هذه اللحظة - سبيلا أنجع في بناء تلك الشرعية، فمن الواجب الانشغال بالتغييرات في السياسات التي قد تكون حلا، مع التسليم بأنه ليس ثمة إجراءات من شأنها بناء شرعية فورية تختفي بها تلك الظواهر، بيد أن بعض التغييرات في السياسات قد تكون أعمق في التأثير من غيرها'.

'التحرير': لا يريدون الشريعة بل الحكم

ونعود للمعارك الصحفية مجدداً حيث يواصل ابراهيم عيسى رئيس تحرير جريدة 'التحرير' هجومه على الأخوان: 'لا شريعة ولا شرع، القصة كلها خديعة وزيف. فها هو ذا التيار المتمسح بالإسلام المدَّعِي كذبا وزورا أنه يريد تطبيق الشريعة، ويعمل لنا فيها السبع الثائر، ويدعو إلى جمعة تهديد وجمعة ترويع وجمعة تكفير وجمعة شريعة من أجل الخديعة، جلس بعضهم مبتسما فرحا مدهوشا مبهورا بأنه يزور مرسي في قصر الرئاسة مواليا له، وهو يخالف الشريعة حين يقترض بالربا، وحين يعذب المعتقلين، وحين يظلم المواطنين، وحين يقول ما لا يفعل طول الوقت، ويحنث باليمين ويخالف العهد، كما أنه طبعا لم يطبق الحدود كلهم يشاركون في خداع الفقراء والجهلة بأكذوبة سعيهم لتطبيق الشريعة، أولا هؤلاء لا يفهمون في الشريعة إلا كما يفهم ضيقو العقول قاصرو التفكير غليظو الروح والوجدان، ثانيًا هؤلاء لا مشروع لديهم إلا التكفير والانفصام عن الواقع وإقفال باب الاجتهاد وتقديس الشخص لا النص، ثالثا هم يتاجرون بتشددهم من أجل الفوز بالمكاسب والغنائم بعد طول إرهاب فاشل السعي وقتل خائب المسعى، وليس فيهم من يَصْدُق في عزيمته إلا حين يهدد بالقتل ويروع المخالفين لأفكاره (إن كان ما يملكه أفكارا أصلا!)، لكن لا مشروعات حقيقية ولا خطط واقعية ولا حلول يومية ولا إدارة ولا كفاءة ولا فكر ولا رأى.. لم يقدم أي حزب إسلامي أو حركة سلفية تسانده قائمة تضم حصرا بالقوانين المخالفة للشريعة الإسلامية أو المواد المخالفة داخل قانون هنا أو هناك في شبكة التشريعات المصرية، لا حزب ولا جماعة ولا حركة ولا دعوة فعلتها أبدا، هي تكتفي فقط بشعار المطالبة بتطبيق الشريعة، لكنها لا تتحدث إطلاقا في تفاصيل، لأن التفاصيل سوف تكشف أن مصر تطبق الشريعة في جوانب تشريعاتها كافة، فيما عدا اللَّمَم'.

الأوقاف تستعين بسلفي الماني للدعوة للاسلام

ونتحول نحو تقرير من الصفحة الاخيرة لـ'المصري اليوم' التي تلقي الضوء حول قرار وزارة الاوقاف مع عدد من الاحزاب الاسلامية الدعوة للاسلام بين السياح تقول الصحيفة : 'الحدث 'الإسلامي' هذه المرة لن يكون بجوار تمثال النهضة، ولا أمام مسجد، بل في حضرة عدد من التماثيل والآثار الفرعونية بأسوان، حيث دعا الداعية الألماني بيير فوجل إلى انطلاق مليونية من أمام معبد رمسيس الثاني بمدينة أبوسمبل للتعريف بالنبي الكريم المليونية الإسلامية ستكون على هامش مؤتمر للتعريف بالإسلام بمعبد أبو سمبل، بحضور وزير الأوقاف د. طلعت عفيفي والداعية الدكتور محمد إسماعيل المقدم، والدكتور محمد صلاح، عضو جمعية تبليغ الإسلام الحملة تنظمها وزارة الأوقاف بالتعاون مع جمعية المسجد الجامع بأسوان، وحزب الأصالة السلفي، وجمعية أنصار السنة المحمدية، وجمعية التبليغ والدعوة بالإسكندرية، وفقا ليحيى الشربيني، منسق حركة ثوار مسلمون، أحد منظمي الحملة الشربيني أكد أن الحملة تستهدف تعريف السائحين الأجانب بالإسلام، وإبراز صورته الحقيقية وسماحته من خلال عقد مؤتمر دعوى كبير بعنوان 'ما هو الإسلام' ومن المقرر أن يتم توزيع أسطوانات وأكثر من ألف كتاب مترجم إلى 110 لغات من لغات العالم بالمجان على السائحين الأجانب، لتعريفهم بالإسلام، وأضاف الشربيني أن عددا كبيرا من المتطوعين والمرشدين السياحيين سيقومون بتوزيع برديات على السائحين الأجانب، أثناء تجولهم في المزارات والأماكن السياحية بالمجان، بجانب تنظيم رحلات سياحية للأجانب الوافدين إلى المحافظة، تطبيقًا لمنهج 'الدين المعاملة'.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف