جريدة الجرائد

سليمان: أنا الماروني الأول.. وسأطعن بـ"الأرثوذكسي"

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك


سليمان: أنا الماروني الأول.. وسأطعن بـ"الأرثوذكسي"

جورج بكاسيني

شهدت الاندفاعة القوية لاقتراح "اللقاء الارثوذكسي" التي توّجت بإقرار اللجان النيابية المشتركة لهذا الاقتراح الأسبوع الفائت، تراجعاً ملحوظاً في الأيام الثلاثة الماضية تمثّل بمعطيين: الأوّل هو عبارة عن موقف قديم جديد لرئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان كرّره بقوّة في عشاء الوزيرة السابقة نايلة معوض مساء أول من أمس، والثاني كشف النقاب عن موقف للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أبلغه إلى القيادات المارونية في بكركي مساء الخميس الفائت في الاجتماع الذي دعاهم إليه، حيث أكد للعماد ميشال عون والحاضرين أنّ المشروع الارثوذكسي يواجه اعتراضات مسيحية واسعة، داعياً تلك القيادات إلى البحث عن بديل آخر "يضمن حسن التمثيل المسيحي ويتجنّب الشرخ بين اللبنانيين"، فيما رشحت من كواليس قوى 8 آذار أنّ "حزب الله" أبلغ رئيس مجلس النواب نبيه برّي أنّه مستعد للموافقة على اقتراح آخر غير المشروع الارثوذكسي، هو مشروع الرئيس برّي نفسه، أي انتخاب نصف مجلس النواب على أساس أكثري والنصف الآخر على أساس نسبي، لكن مع إصراره على أنه لا يمكن التراجع أكثر من ذلك قيد أنملة.
موقف الرئيس سليمان الذي جاء رداً على كلمة ترحيبية من رئيس "حركة الاستقلال" ميشال معوض، بدا واضحاً وحاسماً في آن، حيث قال، حسب مصادر المشاركين في مأدبة العشاء، أنّه سيطعن بقانونين في حال إقرارهما هما مشروع "اللقاء الارثوذكسي" والتمديد للمجلس النيابي. وأضاف ان الطعن الذي سيتقدّم به ضدّ المشروع الارثوذكسي "محسوم"، وأنّ الرئيس نبيه برّي يعرف ذلك، أما الطعن بالتمديد للمجلس النيابي فنتيجته غير محسومة لكن حظوظه جدية خصوصاً إذا لم تُشكل هيئة الإشراف على الانتخابات، لأنّه في هذه الحال يظهر وكأنّ المجلس النيابي مدّد لنفسه عن سابق تصوّر وتصميم وليس بناء على ظروف قاهرة.
واستطرد الرئيس سليمان، كما تؤكد المصادر، قائلاً: "طالما أنا رئيس جمهورية لبنان فلن أقبل بإجراء الانتخابات على أساس الاقتراح الارثوذكسي، وموقفي هذا ينبع من موقعي كرئيس للجمهورية ومن كوني الماروني الأول، فالمسيحيون هم عبارة عن دور وليس عدداً، وهم طالما شكّلوا جسر تواصل بين السنّة والشيعة، وعندما كانوا أكثرية في لبنان ويملكون الثروة اختاروا "لبنان الكبير" وتمسّكوا بالميثاق الوطني، فهل يجوز في وضعهم اليوم أن يتقوقعوا في قانون ارثوذكسي أو ما شابه ذلك، وأن يتخلوا عن الميثاق الوطني؟". وتابع سليمان انه ينسّق دائماً مع الرئيس أمين الجميّل (الذي كان حاضراً إلى جانبه خلال العشاء) ويعرف تقديري لمواقفه وأنا نصحت العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع اللذين احترمهما أيضاً بأن يكونا جسر تواصل بين السنّة والشيعة، لأنّ هذا هو دور المسيحيين الأساسي ويجب أن يلعبوه لئلا يُلاموا في المستقبل بسبب عدم اضطلاعهم بهذا الدور.
وقال، حسب المصادر، "إذا لم يتم التوصل إلى بديل من الارثوذكسي فيصبح لزاماً علينا اعتماد القانون المعمول به وهو قانون الستين"، معتبراً انه "القانون الأفضل في حال عدم التفاهم"، مضيفاً رداً على سؤال كيف يواجه اعتراضات المعترضين على هذا القانون الذين يهددون بالويل والثبور في حال اعتماده بالقول "أنا الأقوى لأن سلاحي الدستور"، مطمئناً الجميع إلى ان الانتخابات ستجري في موعدها وان الاقتراح الارثوذكسي لن يمر.
معوض
وكان ميشال معوض ألقى في بداية المناسبة كلمة اعتبر فيها ان رئيس الجمهورية "يمثل حصانة وأملاً للبنانيين وللقوى السياسية في ظل المخاطر الحقيقية التي تحدق بلبنان وتهدف إلى تفتيته، تحت اسم المشروع الارثوذكسي". وشدد على ان موقف الرئيس سليمان هو حصانة للجمهورية اللبنانية بمفهومها السيادي والديموقراطي الحديث، كما ان اعلان بعبدا هو رسالة واضحة بأنّ الحياد الإيجابي عن كل ما يحصل في المنطقة هو أمر مفيد وضروري للبنان في مواجهة مَن يريد تحويله إلى ساحة لتهريب السلاح أو الوقوف إلى جانب أنظمة تصارع وتقتل شعبها.
كما اعتبر معوض "ان موقف الرئيس من المشروع الارثوذكسي يشكل مظلة سياسية للقوى الرافضة لهذا المشروع، والذي يهدف إلى تفتيت الكيان اللبناني وتحويله إلى طوائف متصارعة وإلى اغتيال لبنان المعتدل وخلق لبنان متطرف، وهذا ما يضرب أسس الدولة اللبنانية"، داعياً إلى "الكفّ عن المتاجرة بحقوق المسيحيين وجرّهم إلى صراعات المنطقة واعتبارهم أقليات لأنهم جزء أساسي من مكوّنات المجتمع اللبناني".
وشارك في العشاء الرئيس أمين الجميل وعقيلته جويس، صولانج الجميل، الرئيس فؤاد السنيورة، نائب رئيس مجلس النواب النائب فريد مكاري، الوزراء: غازي العريضي، وائل أبو فاعور. النواب: بطرس حرب، دوري شمعون ، أحمد فتفت، هنري حلو ،نعمه طعمه، نديم الجميل، ميشال فرعون ، فؤاد السعد وانطوان سعد. الوزراء السابقون: ليلى الصلح، مروان حماده. النواب السابقون: جواد بولس، صلاح حنين، سمير فرنجية، رئيس حركة التجدد الديمقراطي كميل زيادة، رئيس الهيئات الاقتصادية عدنان القصار، منسق الامانة العامة لقوى الرابع عشر من آذار الدكتور فارس سعيد، اللواء أشرف ريفي، أمين عام حركة التجدد الديمقراطي انطوان حداد، عضو الامانة العامة لقوى الرابع عشر من آذار يوسف الدويهي، رئيس غرفة الصناعة والتجارة محمد شقير وعقيلاتهم وشخصيات اعلامية واقتصادية واجتماعية.
الراعي
أما اجتماع بكركي الذي دعا إليه البطريرك الراعي فأبرز معطى جديداً كما كشفت مصادر المجتمعين لـ"المستقبل" تمثّل بإبلاغ البطريرك الراعي الحاضرين أنه تبلّغ مجموعة واسعة من الاعتراضات المسيحية على مشروع "اللقاء الارثوذكسي" في مقابل اعتراضات إسلامية واسعة أيضاً تفترض البحث عن اقتراح بديل يضمن صحة التمثيل المسيحي ولا يُحدث شرخاً بين اللبنانيين.
وأضافت المصادر ان النائب آلان عون، بدعم من رئيس تكتله العماد ميشال عون، حاول خلال الاجتماع اقناع الحضور بإصدار بيان يؤكد موافقة المجتمعين على الاقتراح الارثوذكسي من باب التأكيد على الموقف الذي صدر عن الاجتماع الماروني الرباعي السابق، إلاّ أنّ النائب بطرس حرب تصدّى لهذه المحاولة، مؤكداً انه ضدّ الاقتراح الارثوذكسي وأنه يصرّ على إبراز اعتراضه عليه في حال صدور مثل هذا البيان، وإلا إصدار بيان يُظهر تمسّك كل من المجتمعين بموقفه. وتابع بحسب المصادر، ان ثمة شريحة كبيرة من المسيحيين غير موافقة على هذا الاقتراح ومعها شريحة كبيرة من المسلمين، وإذا كان الهدف من دعوتي الى الاجتماع الموافقة على ذلك فهذا غير وارد.
وكان الرئيس أمين الجميل وافق البطريرك على السعي إلى إيجاد اقتراح بديل من "الارثوذكسي" منعاً لشعور مكوّنين أساسيين في البلد بالعزل، فيما دعا النائب جورج عدوان إلى التفكير جدّياً باقتراح الرئيس نبيه بري المختلط على أساس 64 نائباً وفق النظام الأكثري و64 وفق النظام النسبي، معتبراً ان هذا الاقتراح يضمن صحة التمثيل المسيحي. لكن البطريرك الراعي ردّ بالقول انه سأل خبراء وقد أكدوا له أن هذا الاقتراح لا يراعي صحة التمثيل المسيحي.
أما النائب ميشال عون فقال، بحسب المصادر، انه منع العزل عن "حزب الله" من خلال تفاهمه معه ولا يمكن ان يكون مع عزل أحد، تماماً كما كان ضدّ "عزل" حزب الكتائب في منتصف السبعينيات. فردّ الرئيس الجميل بالقول "حزب الله" شيء وحزب الكتائب شيء آخر. أما النائب حرب فقال لعون انت لم تمنع العزل عن "حزب الله"، وإنما تحالفت معه وغطيت فساده، مكرراً انه ضدّ الاقتراح الارثوذكسي من موقعه كماروني ابن تنورين، وأن أحداً لا يمكنه المزايدة عليه في مارونيته، مذكّراً ان عائلته يُنسب إليها بلقب الخوري حرب، فردّ النائب سليمان فرنجية ان "الأبونا" سمعان (الدويهي) خوري ايضاً، فقال حرب هو خوري من زغرتا وليس من تنورين.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف