جريدة الجرائد

آخر أكاذيب الأسد: أنا معقل العلمانية الأخير!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

عبد الرحمن الراشد

في حديثه مع صحيفة الـ"صنداي تايمز" اللندنية سعى الرئيس السوري المتهاوي بشار الأسد لدغدغة عواطف ومخاوف الغرب. ادعى أنهم أمام خيارين؛ إما نظامه أو تنظيمات القاعدة. أيضا، استعطف الرأي العام الغربي قائلا، "ينبغي الشعور بالقلق على الشرق الأوسط، لأننا المعقل الأخير للعلمانية في المنطقة. وإذا كان ثمة قلق على الشرق الأوسط، فينبغي على العالم بأسره أن يكون قلقا على استقراره". أي إنه الآن بزعمه أصبح نظاما علمانيا!

تخويفه للغرب بأن البديل له هو "القاعدة"، ركيزة استراتيجيته الدعائية منذ بداية الثورة الشعبية، وصار يتمحور حولها خطابه الإعلامي والسياسي منذ البداية لأنه يعرف أن الغرب يتبنى ويدعم الحركات الشعبية، كما فعل في تونس ومصر واليمن، لكنه يعاديها ويقاتلها إن كانت جماعات دينية متطرفة كما يفعل في أفغانستان واليمن.

ورغبة في تزيين صورة النظام أطلق صفة العلمانية على نظامه وهو فعليا لا يمت لها بصلة. نظام الأسد عسكري أمني قمعي فاشي، وريث نظام أبيه الذي أسسه بانقلاب عسكري قبل أربعين عاما، يشبه نظام كوريا الشمالية ولا علاقة له بالعلمانية. وكون الأسد لا يتبنى الفكر الديني لا يعني أنه علماني، بل فيه الكثير من الطائفية المقيتة، من حيث حكر المناصب والمنافع على المقربين منه من المنتمين للطائفة العلوية. والعلمانية، كجزء من الفكر الليبرالي، الواسع تقوم على احترام الحريات في حين يحكم سوريا نظام أمني صارم، وإلى قبل فترة قريبة فقط كان يسجن من يعثر في بيته على جهاز فاكس المحرم امتلاكه إلا بموافقة أمنية! وهذا التضييق ينطبق على كل تفاصيل الحياة اليومية من فتح المحلات التجارية إلى تحويل الأموال. لم تكن سوريا بلدا علمانيا، ولا نظامها نظاما ليبراليا على الرغم من أناقة زوجته أسماء الأسد. ومن السذاجة الحكم على المظاهر لتوصيف الدول وإلا لقلنا إن كوبا بلد إسلامي بسبب لحية الرئيس كاسترو الكثة!

تونس كانت نظاما أمنيا، وليبيا القذافية كانت مثل سوريا الأسدية، لم تكن أنظمة دينية بل أمنية، فيها اشتكى الناس من القمع والحصار البوليسي.

لا توجد دولة عربية واحدة يمكن أن ينطبق عليها صفة النظام العلماني ولا مجتمعها بمجتمع ليبرالي، حتى لبنان الأقل تشددا تحكمه طوائف دينية سنية وشيعية ومسيحية ودرزية!

بالنسبة للأسد المحاصر فإنه يعرف منذ بدايات الحرب على الإرهاب أن دفع المعارضة في حضن المتطرفين وإقناع العالم بأنهم جماعات تشبه "القاعدة" قد يقلب الرأي الدولي ضدهم، ليس في الغرب وحده بل حتى في المنطقة العربية التي تحارب هذه الجماعات. ونصف حديث الأسد للصحيفة كان موجها للرأي العام الغربي يحاول إقناعهم بأنه مثلهم يحارب التطرف الإسلامي! لكن الأسد هو نصير الجماعات المتطرفة من نظام إيران الشيعي المتطرف وكذلك حزب الله المتطرف جدا، علاوة على علاقته بتنظيمات سنية متطرفة مثل فتح الإسلام التي حاربت حكومة الحريري في لبنان، وكذلك تنظيمات "القاعدة" العراقية، التي عاثت في العراق قتلا وتدميرا.

لا يمكن للدارس لشؤون منطقتنا أن يغفل تلاقي التناقضات، لكنها مبررة على الرغم من غرابتها. فإيران المتطرفة شيعيا تدعم "القاعدة"، التنظيم السني المتطرف، على الرغم من العداء التاريخي بين الغلاة من الطائفتين لأنها تلتقي وإياها في نفس الأهداف، ومعظم قيادات "القاعدة" القدامى في إيران اليوم، وقد استوطن سيف العدل، أحد قادة "القاعدة" في إيران منذ التسعينات، ولجأ أولاد أسامة بن لادن أيضا إلى إيران بعد هروبهم من أفغانستان ولم يغادروها إلا قبل ثلاث سنوات.

رئيس سوريا، على الرغم من كونه غير متدين، فإنه أكبر داعم للجماعات الجهادية التي تدور في فلك نظامه مثل حركة حماس وتنظيم الجهاد المسلح الفلسطيني وتقريبا كل الجماعات الجهادية في العراق وفتح الإسلام الفلسطيني في لبنان، وبالطبع حزب الله اللبناني. اليوم يحاول الأسد إقناع الغرب أنه علماني وليبرالي ويكافح التطرف الإسلامي، لكن العاملين في الحقل السياسي هناك يعرفون جيدا نظام الأسد، وأنه ليس سوى ملحق بالنظام الإيراني المتطرف دينيا وسياسيا. لقد تبنى أبوه حافظ الأسد دعوى البعث العربي من أجل تبرير استيلائه واستمراره في الحكم طائفيا، وسعى ابنه بعده لمعاشرة أصحاب اللحى الطويلة من المرشد خامنئي إلى حسن نصر الله إلى شلح وعقد المؤتمرات الإسلامية الجهادية في دمشق، وبعد اندلاع الثورة صار يتحدث الآن عن العلمانية ويدعيها!



التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
طبيب عيون!!
عبدالله العثامنه -

اثبت الأسد انه معقل العقلانيه ومعقل العلمانيه ايضا فقد صرّح بأنه ليس وحشا!!ولا مانع لديه من أن يترك الرئاسه ويفتح عيادة للعيون!!بصراحه هذه عين العقلانيه وعين العلمانيه يعني كلها عيون في عيون لكن انظر لهذه العقلانيه يريد أن يفتح عيادة بعد ان قتل ربع مليون سوري تخيّل زبائنه الموتورين ماذا سيفعلون به؟ اكيد سينشرون لحمه كما تنشر ربة المنزل غسيلها على الحبال، تخيّل لو راجعه احد الذين ساهموا في اسقاطه اكيد سيقوم الطبيب البارع باقتلاع عيونه وربما خلع اشياء أخرى ...لا أنصح احدا بالذهاب الى عيادته،، قال يفتح عياده قال ههههههه وين؟؟ في دمشق خخخخخخ فعلا المجانين في نعيم.

طبيب عيون!!
عبدالله العثامنه -

اثبت الأسد انه معقل العقلانيه ومعقل العلمانيه ايضا فقد صرّح بأنه ليس وحشا!!ولا مانع لديه من أن يترك الرئاسه ويفتح عيادة للعيون!!بصراحه هذه عين العقلانيه وعين العلمانيه يعني كلها عيون في عيون لكن انظر لهذه العقلانيه يريد أن يفتح عيادة بعد ان قتل ربع مليون سوري تخيّل زبائنه الموتورين ماذا سيفعلون به؟ اكيد سينشرون لحمه كما تنشر ربة المنزل غسيلها على الحبال، تخيّل لو راجعه احد الذين ساهموا في اسقاطه اكيد سيقوم الطبيب البارع باقتلاع عيونه وربما خلع اشياء أخرى ...لا أنصح احدا بالذهاب الى عيادته،، قال يفتح عياده قال ههههههه وين؟؟ في دمشق خخخخخخ فعلا المجانين في نعيم.

العلمانية
مواطن -

لو كان الاسد اخر معقل العلمانيون فعلا فهذا سبب يضاف للاسباب التي تستوجب اقصاءه

العلمانية
مواطن -

لو كان الاسد اخر معقل العلمانيون فعلا فهذا سبب يضاف للاسباب التي تستوجب اقصاءه

الكاتب على حق
سعودي -

أتفق مع عبدالرحمان الراشد حين يقول: (( رئيس سوريا، على الرغم من كونه غير متدين، فإنه أكبر داعم للجماعات الجهادية التي تدور في فلك نظامه مثل حركة حماس وتنظيم الجهاد المسلح الفلسطيني.. وفتح الإسلام الفلسطيني في لبنان، وبالطبع حزب الله اللبناني)) الكاتب محق تماما في ذلك، ولهذا السبب تشن حاليا على الرئيس بشار الأسد حربا كونية لإسقاط نظامه، ولهذا السبب تصطف مشيخات النفط الرجعية وراء أسيادها في الغرب في حربه على سورية من أجل تغيير نظامها للتفرغ لإيران. بشار لا يحارب لأن نظامه أمني وقمعي، ففي المنطقة أنظمة تحكم شعوبها، كما كانت تحكم طالبان أفغانستان، وهي الحاضنة التي تفقس الإرهاب والإرهابيين الذين ينتشرون في عموم العالم، ولكن الغرب يوفر لهذه الأنظمة الساقطة الحماية ما دامت قد اختارت، بخلاف النظام السوري، العمالة نهجا واختيارا لطريقتها في الحكم.

الكاتب على حق
سعودي -

أتفق مع عبدالرحمان الراشد حين يقول: (( رئيس سوريا، على الرغم من كونه غير متدين، فإنه أكبر داعم للجماعات الجهادية التي تدور في فلك نظامه مثل حركة حماس وتنظيم الجهاد المسلح الفلسطيني.. وفتح الإسلام الفلسطيني في لبنان، وبالطبع حزب الله اللبناني)) الكاتب محق تماما في ذلك، ولهذا السبب تشن حاليا على الرئيس بشار الأسد حربا كونية لإسقاط نظامه، ولهذا السبب تصطف مشيخات النفط الرجعية وراء أسيادها في الغرب في حربه على سورية من أجل تغيير نظامها للتفرغ لإيران. بشار لا يحارب لأن نظامه أمني وقمعي، ففي المنطقة أنظمة تحكم شعوبها، كما كانت تحكم طالبان أفغانستان، وهي الحاضنة التي تفقس الإرهاب والإرهابيين الذين ينتشرون في عموم العالم، ولكن الغرب يوفر لهذه الأنظمة الساقطة الحماية ما دامت قد اختارت، بخلاف النظام السوري، العمالة نهجا واختيارا لطريقتها في الحكم.

بضاعة لا وجود لها
هيثم الحلبي -

أتعجب كاتب بقامتك يتكلف عناء تفنيد أقوال ذلك التافه فهو منفصل عن الواقع منذ زمن وإذا وضعناه خارج فكرنا فسنأتي إالى نقطتين أثرتهما في مقالك النقطة الأولى هي العلمانية وهي كالديموقراطية عملة أنشائية غير قابلة للصرف لا وجود لها إلا بمخيلات الحالمين فبالله عليك هل هناك دولة علمانبة على وجه البسيطة ومن أدعى أمتلاكها فشل عند أول أمتحان كفرنسا مثلا وما تهمة معاداة السامية مثلا إلا دليل واحد من دلالات عدم أمتلاكها والديمقراطية تندرج أيضا تحت هذا البند وتدار هذه اللعبة من محافل ماسونية وأجهزة أعلامية ومخابراتية تملكها تتدرج الحرفية فيها حسب كل بلد وشعب ومصالح والمضحك المبكي أنهم بلونا بنسخ مشوهة أمثال القذافي وبشار ذلك دليل أستخفافهم بنا وبعقولنا وحتى الانكى من ذلك أن بدلائهم نسخة منهم ولكن بلحى والأمر من ذلك دفعنا ثمنهم من دمائنا وبيوتنا وأرزاقنا أما النقطة الثانية فأتعجب لتعجبك تحالف القوى المتطرفة أو المتشددة مع متناقضاتها فهذا بديهي إذ أن هذه القوى تصنع ولا تولد فهي صنيعة مخابراتية وكل دولة تمتلك مثلا قاعدتها وقوامها عناصر مغيبة تدار من ضباط مخابرات ذات كفاءة عالية توجه مريدوها حسب الحاجة لهم وهناك نسخ في كل المعمورة بديانات مختلفة فلا تستغرب أن نسمع يوما عن تحالف القاعدة مع مقتدى الصدر بالعراق أو جبهة النصرة مع العلويين ضد الجيش الحر

بضاعة لا وجود لها
هيثم الحلبي -

أتعجب كاتب بقامتك يتكلف عناء تفنيد أقوال ذلك التافه فهو منفصل عن الواقع منذ زمن وإذا وضعناه خارج فكرنا فسنأتي إالى نقطتين أثرتهما في مقالك النقطة الأولى هي العلمانية وهي كالديموقراطية عملة أنشائية غير قابلة للصرف لا وجود لها إلا بمخيلات الحالمين فبالله عليك هل هناك دولة علمانبة على وجه البسيطة ومن أدعى أمتلاكها فشل عند أول أمتحان كفرنسا مثلا وما تهمة معاداة السامية مثلا إلا دليل واحد من دلالات عدم أمتلاكها والديمقراطية تندرج أيضا تحت هذا البند وتدار هذه اللعبة من محافل ماسونية وأجهزة أعلامية ومخابراتية تملكها تتدرج الحرفية فيها حسب كل بلد وشعب ومصالح والمضحك المبكي أنهم بلونا بنسخ مشوهة أمثال القذافي وبشار ذلك دليل أستخفافهم بنا وبعقولنا وحتى الانكى من ذلك أن بدلائهم نسخة منهم ولكن بلحى والأمر من ذلك دفعنا ثمنهم من دمائنا وبيوتنا وأرزاقنا أما النقطة الثانية فأتعجب لتعجبك تحالف القوى المتطرفة أو المتشددة مع متناقضاتها فهذا بديهي إذ أن هذه القوى تصنع ولا تولد فهي صنيعة مخابراتية وكل دولة تمتلك مثلا قاعدتها وقوامها عناصر مغيبة تدار من ضباط مخابرات ذات كفاءة عالية توجه مريدوها حسب الحاجة لهم وهناك نسخ في كل المعمورة بديانات مختلفة فلا تستغرب أن نسمع يوما عن تحالف القاعدة مع مقتدى الصدر بالعراق أو جبهة النصرة مع العلويين ضد الجيش الحر