الإعلام الواعي.. كفاءة مواجهة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
تركي عبدالله السديري
قبل بضعة أيام نشرت في هذه الزاوية رأياً يتعلق بأهميات المملكة الأولى.. فذكرت أننا إذا كنا نرى في هذه الأهمية ضخامة ما اتجه إليه التعليم من تنوّع وكثافة مؤهلين وكذا ضخامة تنوع القدرات الاقتصادية التي إذا توفر وعي عام مرموق وتمكن التعليم من إنجاز مهمة التأهيل الوظيفي، وقبل كل ذلك وجود تبادل مفاهيم منتجة بين الدولة ومصادر الأموال الخاصة برعاية المواطن المحلي الذي لم يحصل على تأهيل متميز، لكن كلنا نعلم أن هناك مستويات بسيطة في إدراك قدرات العمل المتواضع، فلماذا لا تكون شأناً محلياً بدلاً مما هي استيعاب للعديد من فئات تجنس غير مأمونة النهايات؟..
قلت - وهذا ما أعنيه هنا - إننا إذا كنا فخورين بمواقع الانطلاق المتعدد نحو الأفضل، فنحن فخورون أيضاً بأن لدينا قدرات حماية خاصة جزيلة الحضور وجزيلة النتائج.. وكانت ولا تزال لها نتائج جيدة في حفظ حدودنا وتوالي سلامة مواطنينا.. أعني بذلك أجهزة الأمن من ناحية، وأجهزة وزارة الدفاع من ناحية أخرى والحرس الوطني كقوة ثالثة.. أريد أن أضيف ضرورة تطوير المفاهيم وأساليب الأداء في مجال العمل الإعلامي عبر مختلف أساليب طرحه..
نحن في إعلامنا وعبر سنوات طويلة، بل عبر مراحل كانت تستهدفنا وسائل إعلامية في دول "ثورية" تصفنا آنذاك بالجهل، وبعض آخر من الصحافة الأجنبية العربية كان يساوم على مبالغ دفع يبيع بها مواقفه.. الحقيقة التي تميزت فيما بعد هو أن المواطن احتقر تلك الأساليب لأنه قارن بين واقعه المتميز في الحاضر آنذاك وبين ما يعصف بتلك المجتمعات من تمزّقات وفتن مرفوضة..
هذه المسلكية جيدة.. لكن نحن الآن نواجه أساليب تدخلات إعلامية تختلف عن الماضي وتأتي عبر أساليب متعددة ومختلفة يجمعها شعار واحد وهو فرض التشكيك في وجاهة مجتمع مستقر وآمن، وليس هذا هو تميّزه فقط، وإنما جزالة ما يتجه إليه فعلياً من تعدد تطورات سوف تلحقه اقتصادياً وحضارياً بالعالم المتقدم الذي هو الآن الأكثر علاقات وتعدد ثقة مع مجتمعنا..
ما قيمة من يأتي بكلمتين عارضتين يريد بهما فرض شك حائر في عقل من لا يعي؟.. ما قيمة من يفتح باباً من عديد أبواب الإسلام ويحاول إلحاق إساءة بدولتنا التي هي الوحيدة الملتزمة بتطبيق قيم الإسلام ورفض كل محرماته؟..
مثلما يحدث في تهريب المخدرات يأتي تهريب مفاهيم ضحلة وواهية تسعى لأن تخلق شكوكاً بإيحاء رأي إسلامي مفتعل.. يقلق العقول مثلما تفعل المخدرات، بل في توجه أخطر وهو المحاولة الغريبة المتكررة لإزعاج كل استقرار والحلم بفتن واهية..
إعلامنا يفترض أنه السلاح الأول في مواجهة هذا التخريف والتجاوز الذي يسيء إلى الإسلام قبل أن يسيء إلينا..
لا نريد إعلاماً شاتماً؛ وإنما نريد إعلاماً متعدد الوعي وجزالة الإدراك والمفاهيم لمواجهة كل منطلقات هذه الأكاذيب والأوهام..