جريدة الجرائد

باسم يوسف... أزمة مصرية - أميركية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

القاهرة

اثارت ملاحقة مصر عدداً من الاعلاميين وأبرزهم مقدم البرامج الساخر باسم يوسف تراشقا كلاميا اميركيا - اخوانيا، خصوصا بعد ان وزعت السفارة الاميركية في القاهرة مقطع فيديو من حلقة برنامج "ذا دايلي شو" على شبكة "سي ان ان" للمقدم الساخر جون ستيوارت ينتقد فيه بشدة الرئيس محمد مرسي ويدافع عن "صديقي واخي باسم".


وفي محاولة للسيطرة على الغضب الأميركي لمحاولة تكميم الأفواه واستهداف الإعلاميين، قالت مؤسسة الرئاسة المصرية إنها "تحترم حرية التعبير والصحافة والإعلام" مشددة على أن من حق جميع الـمُواطنين التعبير عن أنفسهم بعيدا عن القيود التي كانت سائدة في ظل مرحلة ما قبل الثورة، علما بأن أول تشريع صدر للرئيس محمد مرسي لدى توليه مهام منصبه كرئيس للجمهورية كان يتعلق بحظر الحبس الاحتياطي للإعلاميين.
ودعت الرئاسة في بيان المواطنين المصريين إلى ممارسة حقهم في التعبير عن الرأي، وحثتهم على الالتزام باحترام القانون.
وأوضحت أنها لم تتقدم بأي بلاغ ضد الإعلامي باسم يوسف أو أي شخص آخر، وأن النظام القانوني في مصر يتيح لأي شخص التقدم ببلاغ للنائب العام
وردت الرئاسة المصرية، عبر حسابها باللغة الإنكليزية على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، على ما نشره حساب السفارة من مقطع فيديو من برنامج جون ستيوارت "ذا ديلي شو" عندما انتقد المذيع الأميركي الساخر التحقيق مع باسم يوسف.
وكتبت الرئاسة في ردها على السفارة: "إنه من غير الملائم لبعثة ديبلوماسية أن تشارك في هذه الدعاية السياسية السلبية".
وكان المثير في الأمر أن حساب الرئاسة باللغة الإنكليزية قد حذف هذا الرد بعد أقل من ساعة من كتابتها، بعد أن تلقى كمًّا هائلا من الردود السلبية عليه، وكان منها اللائق وغير اللائق.
وقال المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية إن حرية التعبير في وسائل الإعلام المصرية تعد أحد أهم مكتسبات ثورة 25 يناير التي كفلها الدستور، وأكد استقلالية القضاء المصري والتزام الحكومة المصرية بعدم التدخل في القضايا المنظورة أمامه أو التعليق عليها.
وقالت مصادر ديبلوماسية إن بيان الخارجية جاء تعقيبا على تصريحات المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فكتوريا نولاند بشأن استدعاء النيابة العامة المصرية يوسف للنظر في البلاغ المقدم ضده من قبل أحد المواطنين، وفيه انتقدت الخارجية الأميركية أمر الضبط والإحضار الصادر بحق يوسف والتحقيق معه بشأن بلاغات تتهمه بازدراء الدين الإسلامي وإهانة الرئيس محمد مرسي وتكدير الأمن العام، متهمة مصر بـ "خنق" حرية الرأي.
وقالت نولاند: "السلطات المصرية تلاحق قضائيا المتهمين بإهانة الحكومة بشكل انتقائي، بينما تتجاهل أو تقلل من شأن الهجمات التي يتعرض لها المتظاهرون المناوئون لها"، وذكرت أن قضية يوسف وأوامر الضبط والإحضار التي صدرت بحق نشطاء سياسيين آخرين تسلط الضوء على "اتجاه مثير للقلق لزيادة القيود على حرية التعبير في مصر".
في الوقت نفسه، أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري ان لدى الرئيس باراك أوباما والإدارة الأميركية "قلقا فعليا حيال المسار الذي تسلكه مصر"، إثر وقوع أعمال عنف متفرقة وتوقيفات.
ومن جهته، قال باسم يوسف مغردا: "صلوا على النبي يا رجالة".
وأعلن حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان، تحفظه على تصريحات نولاند. وأوضح في بيان أن المتحدثة لديها جرأة واستعجال وتدخل سافر في الشأن الداخلي المصري بتوصيف قضية قانونية لاتزال قيد التحقيق، ما يثير علامات استفهام كبيرة عن توجهات الإدارة الأميركية.
وقال مستشار وزير الاستثمار طارق محمد، إن الإنذار الذي وجهته الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة لشركة "المستقبل للقنوات الفضائية"، لا يعني نية إغلاق قناة "سي بي سي"، لكنه يستهدف منع التجاوزات التي يمارسها يوسف في برنامج "البرنامج"، الذي تبثه القناة، وهو ما يتعارض مع الضوابط المتفق عليها في الترخيص الممنوح للقناة.
وأكد أن هناك العديد من الشكاوى وردت للهيئة متضمنة عددا من الحلقات التي يقدمها يوسف تتضمن مخالفات وإيحاءات جنسية، وهو ما جعل الهيئة تنذر إدارة القناة وفقًا للقوانين المتبعة.
وشنت الإعلامية لميس الحديدي هجوما على النظام السياسي الحالي وجماعة الإخوان بعد خطاب الهيئة العامة للاستثمار للقناة بضرورة الالتزام بميثاق الشرف الإعلامي، وقالت إنه من الأفضل أن "تشد الفيشة"، في إشارة منها لعدم الالتفات للإنذار الذي أرسلته الهيئة العامة للاستثمار، واعتبرت أنه في ظل العالم المعاصر لا قيود على حرية الرأي والتعبير.
وكانت المواقع الاجتماعية والنشطاء قد تداولوا بشكل موسع فيديو للإعلامي الساخر ستيوارت يسخر وينتقد بشدة من الرئيس المصري محمد مرسي خلال برنامجه "ذا ديلي شو"، بعد ما وصفه ستيوارت بالتضييق على برنامج "البرنامج"، قائلاً لمرسي: "لقد سخر باسم يوسف من قبعتك ومن قلة أدائك الديموقراطي الموعود، لماذا أنت قلق وأنت رئيس مصر ولديك جيش، هو لديه برنامج وأنت لديك الدبابات والطائرات، ونحن نعلم لأنه لاتزال لدينا إيصالات الدفع".
وأضاف: "إسكاتك للكوميديا لا يؤهلك لتكون رئيسا لمصر وعندما تكون قويا يجب أن تتغاضى عن الأمور التافهة، أنا أعلم ذلك لأنني تافه طوال الوقت".
وأعلن غضبه من توجيه تهم ليوسف لإهانته لمصر والإسلام. قائلا: "أنا أعرف باسم إنه صديقي وأخي، وأكثر شيء يحبهما من قلبه هما مصر والأهرام".
وتابع ستيوارت ساخرا: "أنا آسف لابد أن تسمع ما نقوله عن رئيس يفترض أننا نحبه - يقصد باراك أوباما - أنت رئيس مصر ووريث من أعظم البلاد والشعوب في التاريخ، الشعب المصري الذي اخترع الحضارة".
ودانت جبهة الإنقاذ الوطني بشدة الهجمة الشرسة التي يشنها نظام حكم الإخوان على حرية الإعلام المصري والإعلاميين.
وتقدم المحامي بالنقض سمير صبري، بدعوى مستعجلة أمام محكمة القضاء الإداري بطلب عدم الاعتداد بالإنذار الموجه من الهيئة العامة للاستثمار لقناة "سي بي سي" بإغلاقها.
في السياق ذاته، عرض جابر القرموطي، مقدم برنامج "مانشيت"، المذاع على فضائية "أون تي في"، عددا من الأخبار الواردة في صحف القاهرة، التي تناولت إحالته لنيابة أمن الدولة العليا طوارئ، بتهمة تكدير السلم العام.
وقال القرموطي: "قبل أن تتهمني بتكدير السلم العام اسألوني عن ما هو السلم العام وفهمني كيف قمت بتكديره!".
وأضاف: "أنا مبعرفش أكدر بيتي المكون من ثلاثة أشخاص، أنا زوجتي وابنتي"، متسائلا بسخرية: "كيف وأنا لا أستطيع أن أكدر سلم أسرتي المكونة من ثلاثة أشخاص أن أكدر السلم العام بكامله".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف