أوباما الخاسر في سباق بوسطن!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
راجح الخوري
أياً تكن الجهة التي تقف وراء انفجاري "ماراثون بوسطن"، سيواجه باراك اوباما الآن أياماً حرجة تتصل بالسياسات التي ينفذها، داخلياً في مواجهته مع اليمين المتطرف في مسألة الحق في امتلاك السلاح، وخارجياً في ما يتصل باستعجال الانسحاب من العراق ثم من افغانستان وانهاء الحرب على الارهاب التي شنها جورج بوش بعد "غزوة نيويورك"، في 9 ايلول من عام 2011.
الذين نفذوا التفجيرين تعمدوا اثارة موجة من الاهتمام تتجاوز حجم الاضرار التي نجمت عن العبوتين، اولاً لأن اكثر من اربعين دولة تشارك في السباق، وثانياً لأنهم تعمدوا وضع العبوتين عند خط الوصول حيث أمكن الكاميرات التقاط لحظة الانفجارين وما سبباه من الاصابات، لكن ما يجب التوقف عنده بعد انقشاع الدخان وانتشال القتلى واسعاف الجرحى، هو حال من عدم اليقين في معظم الدول الغربية، والدليل على هذه الاجراءات الامنية الفورية حول البيت الابيض وفي واشنطن ونيويورك وكذلك في لندن وباريس وعدد من العواصم الاوروبية، بما يؤكد ان "فوبيا الارهاب" تمسك بتلابيب اميركا والغرب رغم كل التقارير التي تحدثت في الاشهر الاخيرة عن انحسار التهديد الارهابي بعد تشتت "القاعدة" .
كان من الضروري ان يتعمّد أوباما في تعليقه الاولي، القول انه "لا يجوز اعطاء اي تأويلات قبل ان تكون في حوزتنا جميع المعطيات"، لأن رياح "الاسلاموفوبيا" لا تزال تعصف في المجتمع الاميركي منذ 12 عاماً، والدليل ان صحيفة "نيويورك بوست" كانت قد سارعت الى نشر خبر عن توقيف مشتبه فيه من التابعية السعودية وهو ما نفاه المسؤولون عن الامن في بوسطن.
إذا ثبت ان الانفجارين من عمل اليمين المتطرف الذي سبق له ان نفذ عملية اوكلاهوما في نيسان من عام 1995 رداً على اصدار قوانين تمنع حيازة الاسلحة الهجومية، وخصوصاً الآن بعدما تكررت عمليات القتل المجاني وآخرها مجزرة المدرسة في "نيوتاون" قبل اشهر، وهو ما دفع ادارة اوباما الى الضغط في اتجاه اصدار قرارات تحد من حرية الاميركيين في اقتناء الاسلحة الهجومية، فان ذلك سيرتب على اوباما خوض معركة داخلية صعبة تتصل بالحريات المدنية وكذلك بمواجهة مع "لوبي السلاح" المتجذر في المجتمع الاميركي!
أما اذا ثبت انهما عمل الخارج "القاعدة" او غيرها، فان اوباما سيواجه حملة قوية من الجمهوريين واوساط "البنتاغون" التي تنتقد سياسة الاقتطاع من المخصصات العسكرية، وكذلك ستهب عليه عاصفة من الحملات، لطالما انتقدت سياسته التي عجلت الانسحاب من العراق حيث تشكل الفوضى الدموية ادانة صارخة لواشنطن، والتي تأخذ عليه التسرّع في التخطيط للخروج من افغانستان، وقد وصل الى حد الانخراط في التفاوض مع "طالبان" .