جريدة الجرائد

المحاكمة الثانية (والعادلة) لطارق عزيز

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

سمير عطا الله

تبدو مقابلات طارق عزيز في "العربية" إعادة محاكمة للرجل، بعد المحاكمة الهزلية والسمجة، التي أقامتها "دولة القانون" لنظام صدام حسين. وأما رد الاعتبار أو عدمه، فلا يزال في يد القانون الذي لا وجود له. يؤكد أداء طارق عزيز، ما كان معروفا لدى كثيرين من قبل، وهو تميزه عن الطاقم الذي تولى عليه صدام حسين. فهو لم يأت به من بطانة طيعة لا خبرة لها في أي إدارة أو دولة أو حكم، بل كان صاحب كفاءة برزت قبل أن يقضم صدام الحزب ويقضي عليه ويحوله إلى مفرزة أمنية ومضبطة سجون.

مثل نفر قليل من الوزراء الدائمين، جاء طارق عزيز ومعه كفاءة رجل الدولة. صحيح أنه أظهر الولاء التام، مدركا ما هو بديل ذلك، لكن في قلب الحكومة مثل طارق العراقيين الذين يعقلون، حتى في أقصى ساعات الجهل والجنون، وفي خارج العراق مثل العراقي المثقف غير الملقن.

الكثير من صورة طارق عزيز الحقيقية ظل مجهولا، ومقابلات "العربية" منصة وفرصة لتصحيح ما كان ممنوعا من إظهاره، في الحكم وفي السجن. ربما كان خطأ الرجل أنه كان الأكثر إقناعا في الدفاع عن النظام، سواء وهو يخرج من مكتب الأمين العام للأمم المتحدة، أو وهو يدخل إلى قاعة المفاوضات مع جيمس بيكر أو ميخائيل غورباتشوف.

كان نقيض سيده. ونقيض غالبية المسؤولين والأركان. صلب لكن بأدب جم، ومعاند ولكن كان واضحا لدى محادثيه أو سامعيه، إنه أكثر دبلوماسية بكثير من العناد العبثي الذي تمسك به عشية حرب الكويت، سواء في محادثات الكرملين مع السوفيات، أو مع الأميركيين في محادثات "إنتركونتيننتال جنيف".

هل يلغي ذلك مسؤولية طارق عزيز في السياسة الخارجية العراقية؟ لا. لكن المقابلات فرصة لكي يبرئ نفسه من الاتهامات الجرمية التي لحقت به. وهي أيضا فرصة لإظهار عادات الديكتاتور في إبعاد أهل المعارف من حوله والاعتماد على الرؤوس المنحنية والركب الخاشعة. لقد أبعد الديكتاتوريون العرب المؤهلين المستحقين بسبب عقد نقص عميقة ومتراكمة. اعتمدوا في الأمن البطاشين وفي الإعمار خبراء السجون وفي التعليم ملغي التاريخ وجهلاء المستقبل. ماذا لو سمع صدام حسين رأي طارق عزيز في غزو الكويت؟ ربما كان لا يزال حاكما حتى اليوم.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
هل انت عراقي ؟؟
Mohammad -

السيد كاتب المقال. ... هل انت عراقي حتى تتفلسف علينا وتعطي رايك الحاقد على النظام السابق في العراق؟؟ ها حقا شاهدت اللقاء وعرفت كم الاخترام والتقدير الذي يكنه السيد طارق عزيز الى الرئيس صدام حسين ؟؟ رغم كل الضغوطات التي مورست على السيد عزيز وتراه يمدح قائده بطريقه تبرهن مدى حبه واعتزازه برئيسه... لا اظنك عراقي فانت في واد والعراقيين في واد اخر.. لا تتكلم في امور انت لاتعرفها وفي غنى عن الدلو برايك اللاموضوعي والحاقد على النظام السابق... فقل الحق او اصمت فلا نريد ان نسمع كلامك الغير منصف... بالمناسبه اللقاء مع عزيز اثبت العكس مما تقول وان صدام كان ييستمع لجميع اعضاء حكومته ووزرائه وكان مهذبا ولم يهن احد ابدا... واخيرا تساؤلك بان لو استمع صدام لراي عزيز في موضوعة الكويت .. قلت ان صدام ربما كان يحكم لحد الان.. وانا اقول انه لو استمع صدام لعريز لبقي في السلطه ولكنت لازلت تستلم المكافئات من النظام السابق.. اليس كذلك يا سيد سمير؟؟؟ ارجوا النشر كااااااااملا بدون حذف او تغيير

هل انت عراقي ؟؟
Mohammad -

السيد كاتب المقال. ... هل انت عراقي حتى تتفلسف علينا وتعطي رايك الحاقد على النظام السابق في العراق؟؟ ها حقا شاهدت اللقاء وعرفت كم الاخترام والتقدير الذي يكنه السيد طارق عزيز الى الرئيس صدام حسين ؟؟ رغم كل الضغوطات التي مورست على السيد عزيز وتراه يمدح قائده بطريقه تبرهن مدى حبه واعتزازه برئيسه... لا اظنك عراقي فانت في واد والعراقيين في واد اخر.. لا تتكلم في امور انت لاتعرفها وفي غنى عن الدلو برايك اللاموضوعي والحاقد على النظام السابق... فقل الحق او اصمت فلا نريد ان نسمع كلامك الغير منصف... بالمناسبه اللقاء مع عزيز اثبت العكس مما تقول وان صدام كان ييستمع لجميع اعضاء حكومته ووزرائه وكان مهذبا ولم يهن احد ابدا... واخيرا تساؤلك بان لو استمع صدام لراي عزيز في موضوعة الكويت .. قلت ان صدام ربما كان يحكم لحد الان.. وانا اقول انه لو استمع صدام لعريز لبقي في السلطه ولكنت لازلت تستلم المكافئات من النظام السابق.. اليس كذلك يا سيد سمير؟؟؟ ارجوا النشر كااااااااملا بدون حذف او تغيير