عبد العظيم: ثلاث عقبات أمام التفاهم الروسي - الأميركي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
لندن
حذر رئيس "هيئة التنسيق الوطني للتغيير الديموقراطي" المعارضة حسن عبد العظيم من ان استمرار العنف والصراع في سورية سيؤدي الى "انتقال الحريق السوري الى لبنان والاردن والعراق"، مشيراً الى وجود ثلاث نقاط خلافية تعيق التفاهم الروسي - الاميركي لحل الأزمة السورية، خصوصاً ان واشنطن تريد الاتفاق على "جميع تفاصيل" المرحلة الانتقالية.
وكان عبدالعظيم يتحدث في اتصال هاتفي مع "الحياة" بعد لقائه نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، حيث تناول موضوع زيادة حدة العنف في سورية في الفترة الاخيرة ووصوله الى "درجة تهدد البلاد وتمزق النسيج الوطني وتمهد لاستمرار الصراع المسلح والحل الامني، ويمكن ان يؤدي الى احتراب طائفي ومذهبي وتصعيد اجتماعي كان آخره خطف الأسقفين الامر الذي يهدد الوجود المسيحي المشرقي" في سورية والمنطقة، اضافة الى نتائج المفاوضات الاميركية - الروسية والاتصالات التي تجريها "هيئة التنسيق" على صعيد وحدة المعارضة، وسط "تجاهل" قوى في المنطقة والعالم هذه الجهود والتركيز على "الائتلاف الوطني السوري".
وقال عبدالعظيم "يجب عدم التركيز على جهة واحدة في المعارضة، اذ ان الاعتراف بالائتلاف ممثلاً وحيداً للشعب السوري، محاولة لتكريس النهج الاستبدادي والاقصائي ذاته، انه منهج الحزب الواحد والحزب القائد والجبهة القائدة، ما يعني الانتقال من نظام اقصائي الى آخر".
وعن نتائج الاتصالات الروسية - الاميركية، قال ان هناك "تفاهماً مبدئياً على تفعيل" تنفيذ بيان جنيف الذي تم التوصل اليه في حزيران (يونيو) الماضي، غير ان ثلاث عقبات تقف دون ذلك: الاولى، ان الجانب الاميركي يعتقد بامكانية دعم المعارضة المسلحة بما يؤدي الى "تغيير ميزان القوى على الارض" ويضغط على النظام لقبول التسوية، الأمر الذي يقابل بحصول النظام على مزيد من الدعم من حلفائه لتغيير ميزان القوى لصالحه، فيما ترى موسكو ان هذا يعقد الحل ويبعد عن امكانيته.
الثانية، ان الادارة الاميركية تريد الاتفاق على "جميع تفاصيل" المرحلة الانتقالية بما في ذلك الاسماء لكل منصب من المناصب كرئيس الحكومة الانتقالية وأعضائها، فيما تريد موسكو اتفاقاً عاماً على المبادئ، وان يترك للسوريين الاتفاق على المرحلة الانتقالية، وان تقوم الدول الداعمة للتدخل لتسهيل الحوار بين السوريين.
وقال بوغدانوف في اللقاء ان بلاده تريد قراراً دولياً بموجب الفصل السادس لا تستعمل روسيا والصين حق النقض (فيتو) ضده يتضمن وقف العنف من كل الاطراف واطلاق متبادل للمعتقلين والأسرى وبدء التفاوض بين السلطة والمعارضة.
الثالثة، ان واشنطن ترى ان "الائتلاف" ممثلاً شرعياً ووحيداً للشعب السوري وان تنضم اليه باقي القوى المعارضة، في حين تدعم موسكو تعاوناً بين قوى المعارضة خصوصاً "هيئة التنسيق" ومؤتمر الانقاذ الذي ضم فصائل اخرى في نهاية العام الماضي، لتشكيل هيئة تنسيقية عليا والدخول في تفاوض مع السلطة.
ولاحظ عبد العظيم ان دولاً غربية بدأت تغيير موقفها من هذا النقطة في الفترة الاخيرة، اذ انها بدأت مقتنعة من الانقسامات في "الائتلاف" وتدعم فكرة "توسيع جوهري" له، اضافة الى ارتفاع منسوب القلق من العنف و "احتمال خروجه عن السيطرة".
وكان بيان صادر عن "هيئة التنسيق" امس افاد بأن عبد العظيم وبوغدانوف اكدا ان "استمرار العنف وتصاعده اصبحا يهددان الدولة السورية بكيانها ووجودها على المستويات العسكرية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وتوافقا على ضرورة اعتماد الحل السياسي، وان لا امكانية لنجاح الحل العسكري".
واذ نقل البيان عن عبد العظيم وبوغدانوف اتفاقهما على "التعاون لوضع حد للتدخلات الخارجية المسلحة حتى لا يمتد الحريق الى لبنان والاردن وغيرها"، شدد رئيس "هيئة التنسيق" لدى لقائه الامين العام لـ "التنظيم الشعبي الناصري" أسامة سعد في بيروت "أهمية أن يكون دور القوى الوطنية اللبنانية ودور لبنان عدم صب الزيت على النار بإرسال مسلحين الى سورية من أي طرف، بل أن يكونوا عوناً لنا في وقف العنف ونزيف الدماء، وفي الضغط على القوى الدولية كي يكون هناك مناخ حل سياسي للأزمة وانتقال سلمي للسلطة".
الى ذلك، كان لافتاً ان رئيس اقليم كردستان رئيس "الحزب الديموقراطي الكردستاني" مسعود برزاني ترأس اجتماعاً لقادة الاحزاب الكردية السورية في صلاح الدين في كردستان العراق. وشارك فيها ممثلون عن احزاب "المجلس الوطني الكردي" وسط مقاطعة "الحزب التقدمي الاشتراكي الكردي" عبد الحميد درويش و "الاتحاد الديموقراطي الكردي" بزعامة صالح مسلم. ونقل موقع "ولاتي" الكردي عن رئيس "حزب ازادي الكردي" مصطفى أوسو قوله ان اللقاء تناول "وضع المجلس الوطني الكردي والخلافات ضمن صفوفه"، اضافة الى ضرورة تفعيل تطبيق "اتفاق هولير" بين "المجلس الوطني" و "مجلس غربي كردستان" للتوحد وتشكيل قوة عسكرية موحدة.