جريدة الجرائد

نسأل عن كيف... ولكن متى يتقسم العراق؟

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

وائل الحساوي


شاهدت قناة العهد الفضائية العراقية تعرض أفلاما عن المجازر الدموية التي جرت في العراق خلال الايام الماضية في مناطق السنة ومناطق الشيعة. لقد كانت المناظر رهيبة والجثث متناثرة والدماء تسيل في الشوارع.
بعدها عرضت القناة مشهد جلسة البرلمان الطارئة بالامس والتي رفضت كتلة رئيس الحكومة حضورها فما كان من رئيس البرلمان إلا ان اشبع المالكي نقدا ووصفه بالهروب من المحاسبة ثم بعدها تناوب نواب كتلة دولة القانون التابعون للمالكي النقد اللاذع لرئيس المجلس النجيفي.
لا يحتاج المشاهد لما يجري في العراق اليوم الى ذكاء ليدرك بأن هذا البلد ينزلق بسرعة الى اتون حرب اهلية لا ترحم وان سلسلة التفجيرات والسيارات المفخخة والاعتصامات المستمرة ما هي إلا مؤشرات واضحة على تلك الحرب القائمة.
نحن ندرك بأن جيش الاحتلال الاميركي قد زرع بذرة الشر في العراق قبل ان ينسحب وانه قد وزع الادوار بين الطوائف المختلفة بطريقة تنذر بالانفجار في اي لحظة، بل وترك العراق نهبا للتدخلات الخارجية والاطماع الدولية.
ان محاولة التقليل من حجم الازمة العراقية الحاصلة اليوم والاصرار على ان المزيد من الممارسات الديموقراطية كفيل بحل تلك المعضلة هو نوع من الوهم، وان التعويل على ان الدول الكبرى ستتدخل لانهاء الصراع الدائر في العراق هو وهم اكبر، والسيناريو الاكثر ترشيحا هو ان يترك العالم العراق ينزلق الى المزيد من التوتر والانفجار، ثم تتبلور الامور في نهاية المطاف ليصل العراق الى مرحلة التقسيم الطائفي والعرقي، فالاكراد يتمنون ان يتقسم العراق ليضمنوا حصولهم على استقلالهم ودولتهم المنشودة ولا يهمهم مايحصل بعدها، والشيعة لديهم اغنى المناطق التي فيها النفط وكذلك المحافظات المهمة، اما السنة فهم الاقل حظا في الولايات الغربية من العراق، ولكن ليس هذا هو الاهم، بل ان تقسيم بلد عربي مسلم كان موحدا طوال عصور التاريخ ومتعدد الطوائف والاعراق، هذا التقسيم لا يقل جريمة عن تقسيم السودان وهو مقدمة لخطة محكمة يتم طبخها على نار هادئة ببطء لتقسيم جميع دول المنطقة، فسورية قد تشهد تقسيما طائفيا اذا ما اصرت موسكو على دعم النظام، وليبيا قد تشهد تقسيما عرقيا، واليمن قد ينجح دعاة تقسيمه الى شمال وجنوب من جديد، وهكذا بقية الدول.
لا ادري كيف يمكن انقاذ العراق من ذلك المصير المظلم، ولكن لاشك ان اي تطورات تحدث للعراق ستمسنا في الكويت بطريقة مباشرة، وسيؤثر ذلك بالطبع على دول الخليج ويهدد بتمزقها.
اما الأمر الآخر فهو ان الانسان ليشعر بالحزن على هذا البلد الشقيق الذي يعتبر من اغنى البلدان العربية والذي يملك جميع مقومات التقدم والحضارة، والذي كان منارة للحضارة الاسلامية طوال قرون كثيرة، لكنه ابتلي منذ زمن طويل بقيادات فاسدة دمرت جميع مقومات التقدم فيه ومازالت، وحولته الى بلد من الجياع والفقراء والقتلى!!


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ما دخل الكورد
برجس -

هناك مشاكل و قضايا كبيرة في العراق و القيادات العراقية من الشق العربي بشقيه الشيعي و السني لا يخطون خطوة واحدة في الاتجاه الصحيح لحل تلك المشاكل و القضايا فهم يعقدان الصراع فيما بينهم, و لكن الغريب ان بعض الكتاب يريدون لوم الكورد لمشاكل ليس لهم اي دخل فيها , فمثلا هل يعلم الكاتب بان المشكلة الطائفية المتجذرة في المجتمع العراق لا علاقة للكورد بها لا من بعيد و لا من قريب . فالقيادات العراقية العربية عاجزة على حل المشاكل و القضايا و لهذا من حق الكورد تقرير مصيرهم بنفسهم , فالعراق عبء كبير على كوردستان بسبب مشاكله الكثيرة و الكبيرة و المستعصية على الحل