القصير وجنيف وأوهام الأسد!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
راجح الخوري
اذا كان بشار الاسد يظن انه سيذهب الى "جنيف - 2" ليلقي بجثة مدينة القصير على الطاولة قائلاً هذه شروطي للحل و"يا ايها السوريون ادفنوا قتلاكم وتعالوا انتخبوني رئيساً منتصراً"، فانه واهم تماماً، اولاً لأن لا مكان له في المؤتمر على رغم تمسك روسيا بهذا الامر، وثانياً لأن سقوط القصير [اذا سقطت] سيبتلع "جنيف - 2" لأنه سيشكل البوابة الميدانية لتقسيم سوريا ووصل اجزاء ذلك الشريط الممتد من ايران الى جنوب لبنان عبر وصل منطقة الهرمل بالدولة العلوية المتصلة بعراق المالكي الايراني!
واذا كان الاسد يعتمد على عراقيل واوهام الرفيق سيرغي لافروف الذي كرر مع فيصل المقداد ان على المعارضة ان تذهب الى جنيف صاغرة ومن دون اي شروط لتبصم على شعار "الاسد قائدنا الى الأبد"، فهو واهم ايضاً، ثم اذا كان يظن انه سيدخل الى جنيف برفقة حلفائه الايرانيين كما تريد موسكو التي تصر على ان تشرك طهران في المؤتمر فهو واهم كذلك!
ذلك ان "اصدقاء سوريا" في عمان كانوا واضحين هذه المرة في القول، ان لا مكان للأسد في جنيف او في مستقبل سوريا، وقد جاء ذلك عبر بيان رسم خريطة طريق الى "جنيف - 2" عندما قال ان الحل السياسي يجب ان يقوم على تشكيل حكومة انتقالية خلال اطار زمني يتم الاتفاق عليه، لتتسلم مهماتها وسلطاتها الكاملة بما في ذلك السلطات الرئاسية، اضافة الى السيطرة على القوات المسلحة والاستخبارات والاجهزة الامنية..."وان الرئيس بشار الاسد ونظامه ومساعديه المقربين والذين تلطخت ايديهم بدماء السوريين يجب الا يكون لهم اي دور في مستقبل سوريا".
وعندما يدين بيان اجتماع عمان تدخل ايران و"حزب الله" في القتال الى جانب النظام في القصير وغيرها من المناطق السورية ويدعوهما الى سحب مقاتليهما فوراً من الاراضي السورية لأن هذا التدخل يشكل تهديداً للأمن والاستقرار في المنطقة، هل يكون من المعقول ان يشارك الايرانيون في البحث عن حل وهم يقاتلون الى جانب الاسد؟
جون كيري يرى ان "جنيف - 2" يشكل فرصة اخيرة لمنع انزلاق سوريا الى التقسيم والمزيد من المذابح، والسوريون لن يتوقفوا طبعاً عند تهديداته، وخصوصاً بعدما تأكد لهم منذ عامين ونيف ان التهديدات الاميركية في زمن اوباما لا تساوي سوى الهراء، فعندما يحذّر كيري الاسد من ان عدم موافقته على التفاوض، وفق بيان "اصدقاء سوريا"، "سيدفعنا الى استمرار دعمنا للمعارضة لتمكينها من مواصلة الكفاح من اجل بلدها"، فإن ذلك لا يقيَّد في خانة الالتزام بل في سياق الوهم المفجع، الذي تفرضه الادارة الروسية - الاميركية المشتركة للقتل في سوريا!