جريدة الجرائد

طائرات إيران فوق البحرين وسوريا!

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

عبد الرحمن الراشد

هل نحن أمام تطور نوعي في المواجهة مع إيران؟ أخشى ذلك. نلمس تصعيدا سياسيا وعسكريا، مثل ما تواترت به الأنباء عن إسقاط طائرة استطلاع إيرانية فوق المياه الإقليمية البحرينية، وما ذكرته مصادر المعارضة السورية عن إسقاط طائرة مماثلة فوق مناطق القتال في القصير.

إن كان ذلك صحيحا، أعني جرأة إيران على السباحة في الأجواء البعيدة مخترقة قواعد الاشتباك السياسية المتعارف عليها، فإنه يشي بتطور خطير يفترض أن نقرأه في إطار الأحداث الأخرى، مثل إرسال مقاتلين إيرانيين إلى سوريا، وتنشيط خلايا تجسس في البحرين والكويت والسعودية، وقبلها الجرأة على إرسال سفينة أسلحة إلى اليمن.

هذه دلالات على تعاظم عدوانية السياسة الإيرانية التي يبدو أنها تتجه نحو التصعيد لأحد سببين؛ إما لإحساسها بالمحاصرة الدولية وتراجعها الإقليمي، نتيجة برنامجها النووي وتطورات الثورات العربية، وإما لأنها تشعر أن في المنطقة فراغا وفرصة نتيجة شبه غياب للأميركيين. سياسة الرئيس باراك أوباما ربما توحي باللامبالاة حيال صراع أقطاب المنطقة، وعدم وجود شهية عنده للمعارك والمواجهات في العالم، وتحديدا في الشرق الأوسط.

وأنا أرجح السبب الثاني؛ شعورها بوجود فرصة لمد نفوذها وليس سبب الخوف. إيران قد تظن أن أمامها فرصة نادرة للتقدم على الأرض نتيجة العزلة الأوبامية التي لم تعرف المنطقة مثلها منذ ما قبل زمن الحرب العالمية الثانية. وهي لذلك تظن أن أوباما لا ينوي الدخول في مواجهات عسكرية مهما عظم التنازع على مناطق النفوذ، ومهما تقاتلت دول المنطقة، وتريد إيران، تحت قيادة الحرس الثوري، التقدم وإحراز مكاسب أرضية، في سوريا والعراق، مع تهديد مناطق البترول بدءا من البحرين وما وراءها.

هل هذا مجرد شعورنا بالخوف أم أن له دلائل على الأرض؟ المسلحون، والخلايا النشطة، وطائرات الاستطلاع، وغيرها الكثير يوحي بأن إيران تنوي فتح معارك وفرض وجودها غير مبالية بالحسابات الدولية التي طالما كانت جزءا من المعادلة الإقليمية في مناطق البترول تحديدا. وشراسة التوجهات الخارجية الإيرانية يغذيها إحساسها بقدرتها على اجتياز الامتحان النووي، بعد فشل التهديدات الغربية، وكذلك فشل العقوبات الاقتصادية في وقف مشروع التخصيب النووي، واستمرارها في تطوير منظومتها العسكرية بشكل عام. وصار الموقف الروسي الملتصق بإيران يدفع بالأمور إلى الأسوأ.

نحن أمام غول يكبر اسمه النظام الإيراني الذي لن يتوقف، مع تعاظم نفوذ مؤسسة الحرس الثوري وهيمنتها على الكثير من القطاعات الحيوية للبلاد، مثل النفط، وشركات الاقتصاد الرئيسة، والاستخبارات، وقرارات الخارجية. الغول الإيراني سيدفع المنطقة إلى المزيد من التوتر والصدامات وتوسيع دوائر الحروب.


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
أمة ضعيفة
باسم -

ستستمر ايران في سياساتها التوسعية التخريبية طالما انها توجه كل شرورها نحو المنطقة العربية وخصوصا أهل السنة منهم فهذا امر مسموح من الغرب وعلى رأسهم اسرائيل فمن سلم العراق على طبق من فضة للايرانيين غير امريكا التي تلعب على كل الحبال خدمة لمصالحها الذاتية ونسأل انفسنا سؤالا جوهريا لماذا نحن العرب لا نتحد فيما بيننا ونقف سدا منيعا أمام شهوات هذا الغول الايراني أم ما زلنا ننتظر الحصول على إذن من اوباما لتنفيذ ذلك لماذا لا تكون كلمتنا مسموعة في الدنيا ونفرض على العالم ان يحترموا رغباتنا بالعيش بسلام في منطقة آمنة من شرور هذا الغول ؟ ام نحن مشغولون ونتبارى ببناء الأبراج التي تناطح السماء لماذا بناء هذه الأبراج اذا كنا نعيش في منطقة مهددة دائما من قبل الايرانيين ؟ أليس الأولى ان نحصن ذاتنا من كل النواحي درءا للخطر القادم من وراء الحدود وايران تتصرف بدهاء لأنها تعرف أن لا أحدا من منطقتنا العربية يجرؤ على الوقوف بوجهها ويحطم حلمها بالتوسع طالما انها تلقى الدعم منأمريكا التي هدفها تفتيت المفتت وتقسيم المقسم

أمة ضعيفة
باسم -

ستستمر ايران في سياساتها التوسعية التخريبية طالما انها توجه كل شرورها نحو المنطقة العربية وخصوصا أهل السنة منهم فهذا امر مسموح من الغرب وعلى رأسهم اسرائيل فمن سلم العراق على طبق من فضة للايرانيين غير امريكا التي تلعب على كل الحبال خدمة لمصالحها الذاتية ونسأل انفسنا سؤالا جوهريا لماذا نحن العرب لا نتحد فيما بيننا ونقف سدا منيعا أمام شهوات هذا الغول الايراني أم ما زلنا ننتظر الحصول على إذن من اوباما لتنفيذ ذلك لماذا لا تكون كلمتنا مسموعة في الدنيا ونفرض على العالم ان يحترموا رغباتنا بالعيش بسلام في منطقة آمنة من شرور هذا الغول ؟ ام نحن مشغولون ونتبارى ببناء الأبراج التي تناطح السماء لماذا بناء هذه الأبراج اذا كنا نعيش في منطقة مهددة دائما من قبل الايرانيين ؟ أليس الأولى ان نحصن ذاتنا من كل النواحي درءا للخطر القادم من وراء الحدود وايران تتصرف بدهاء لأنها تعرف أن لا أحدا من منطقتنا العربية يجرؤ على الوقوف بوجهها ويحطم حلمها بالتوسع طالما انها تلقى الدعم منأمريكا التي هدفها تفتيت المفتت وتقسيم المقسم