جريدة الجرائد

معركة القصير الكاشفة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

عبدالعزيز صباح الفضلي


خلال الحرب العراقية - الإيرانية، وقف الكثير من العرب مع صدام، وساندوه بالأموال والسلاح، واعتبره البعض حامي الحمى، حتى أُلفت فيه القصائد ونُظمت لأجله المدائح.
وفي أجواء هذا الانبهار وقعت جريمة غزوه للكويت، ليصحو الناس من غفلتهم، ولتتكشف لهم حقيقة هذا الطاغية المجرم.
أرى المشهد نفسه يتكرر اليوم مع حسن نصرالله زعيم "حزب الله"، فلسنوات طويلة انبهر الناس به، واعتبروه رجل المقاومة الذي استطاع أن يقصف إسرائيل، ويقف ندا لجيش الصهاينة، وازدادت شعبيته بعد حرب تموز- يوليو عام 2006، ليس عند الشيعة فقط بل حتى عن كثير من أبناء السنة، لكن إرادة الله عز وجل أرادت أن تكشف حقيقة هذه الشخصية، والتي خسرت تأييد كثير بل لا أبالغ إن قلت كل أبناء السنة بعد تدخله السافر وتأييده المعلن للنظام السوري في عدوانه وبغيه على الشعب السوري، واتضحت حقيقة ذلك الدعم من خلال التصريح المعلن عن إرسال مقاتلي الحزب لنصرة نظام الأسد، خصوصا في المعركة الدائرة حاليا في مدينة القصير.
لقد اتضح النفس الطائفي المقيت الذي حاول نصرالله إخفاءه فترة من الزمن،
لكن الله تعالى كشف حقيقة العقيدة والفكر الذي يتبناه حزب الله وقائده وأتباعه.
هل يمكن لأي بشر يملك ذرة إنسانية أن يدعم نظاما يقتل الأطفال ويعتدي على الأعراض ويهدم بيوت الآمنين على أصحابها؟ هل يعقل ألا تحرك مشاعر من يدعي المقاومة مشهد تلك الأم التي تودع طفلها الشهيد وهو في عمر الزهور؟ ألم تؤثر في زعيم المقاومة المزعوم دموع الطفلة الصغيرة وهي بجانب جثمان والدها الشهيد وهي تترجاه أن يعود إليها؟
لقد ضيع نصرالله كل التعاطف والنصرة التي كان يجدها من أبناء السنة، ولم يترك مجالا بأن يشك أحد بأنه عنصري وطائفي لأبعد الحدود، ولقد كان يسعه أن يقف على الحياد، أو على الأقل عدم إظهار التأييد المعلن لطاغية دمشق، ولكن يأبى الله إلا أن يظهر الناس على حقيقتهم ويكشف الأقنعة التي كانوا يختبئون وراءها.
لقد سرد نصر الله أعذارا واهية ليبرر من خلالها أسباب تدخله في القصير، ومنها محاربة التحالف الأميركي - التكفيري كما سماه ضد سورية، والكل يعلم العداوة بين فكر القاعدة وأميركا فأي تحالف بين عدويين؟
ثم يزعم أن هناك حربا تقودها أميركا ودول غربية وإسرائيل ضد النظام السوري، ونقول لو ان أميركا دعمت الثورة السورية بالفعل لما بقي بشار على كرسيه كل هذه المدة، بل إن الكل يدرك أن أميركا لا تريد سقوط بشار حاليا، لغاية ستكشفها الفترة القادمة.
لا يمكن أن نجعل تواجد مجموعات متعددة من المقاتلين العرب ممن جاؤوا لنصرة الشعب السوري بعد رؤيتهم للمجازر التي ترتكب، أن نجعلها عذرا لتدخل "حزب الله" في معركة القصير وعموم المناطق، فمقتالو "حزب الله" جاؤوا لدعم نظام ظالم باغٍ، وقدموا إلى سورية بشكل منظم، وهو تدخل بشكل رسمي ضد أبناء الطائفة السنية، بينما المقاتلون العرب جاؤوا لمقاتلة نظام باغي، ولم يقتلوا مدنيا على أساس طائفي لذا فلا وجه للمقارنة.
أخيرا أتعجب من بعض أبناء الطائفة الشيعية سواء عندنا في الكويت أو خارجها عندما يقول ان موقف نصر الله يمثله، وأقول هل معنى هذا أنك راض عن دماء الأبرياء التي تسيل هناك دون ذنب أو جرم؟ وهل تقبل في تدخله لو حصل خلاف بين السنة والشيعة في الكويت؟
واختم بالقول وحتى لا أتهم بالطائفية، بأنني ضد أي اعتداء على الأبرياء المدنيين أينما كانوا ما داموا غير محاربين، والكثير يعرف أنني كنت ضد العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان، ودعوت من منبر الجمعة للوقوف مع أهل الجنوب ودعمهم ومناصرتهم، برغم اختلافي الطائفي معهم، لكن كلمة الحق لابد أن تقال، فهل يفعلها عقلاء الشيعة؟


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف