الجارالله: التطورات السورية تسير باتجاه الحل السلمي ... وأتمنى خطأ تقديراتنا في شأن لبنان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
غادة عبدالسلام
أعرب وكيل وزارة الخارجية خالد الجارالله عن امله في ان تكون التطورات التي تشهدها سورية تسير باتجاه الحل السلمي، لافتا على صعيد آخر إلى أن تحذير الكويت لرعاياها من السفر الى لبنان جاء نتيجة وجود مؤشرات لا تدعو للارتياح.
وأوضح الجارالله في تصريح للصحافيين على هامش مشاركته مساء أول من امس في احتفال السفراء الافارقة باليوبيل الذهبي لتاسيس الاتحاد الافريقي الذي اقيم في فندق ريجنسي، أن هناك اجتماعا سيجمع الكويت مع الامانة العامة لجامعة الدول العربية والاتحاد الافريقي لبحث مواضيع القمة العربية الافريقية التي تستضيفها الكويت في نوفمبر المقبل، مشيرا الى انه رغم ان القمة ستناقش مواضيع سياسية الا ان الطابع الاقتصادي يطغى عليها لاسيما ان شعارها "شركاء في التنمية والاستثمار".
وبخصوص عدم مشاركة الكويت التي تعتبر عضوا مراقبا بالقمة الأفريقية الأخيرة رغم توجيه الدعوة لها، قال: الكويت شاركت في القمة السابقة عندما شارك سمو الأمير كضيف شرف بها، وكانت مشاركة سموه بهذه القمة فاعلة وحازت تقدير أشقائنا وأصدقائنا الأفارقة لما لسموه من مكانة وحكمة وخبرة ودراية في مثل هذه المؤتمرات.
وعلى صعيد المستجدات المتعلقة بالأزمة السورية، أكد الجارالله أن "هناك تطورات سريعة ومتلاحقة على صعيد هذه القضية، نأمل أن تكون إيجابية وتسير باتجاه الحل السياسي الذي يحسم المحنة التي يمر بها أبناء الشعب السوري ويضع حدا لمأساتهم"، معربا عن تفاؤله "بالمؤشرات والتحركات التي تجري والتي من شأنها أن تحدث شيئا إيجابيا وحاسما في المستقبل في هذه القضية"، مبينا ان "الموقف العربي رغم أنه يحمل بعض التأثير ولكنه ليس بالحاسم، وما نريده هو التأثير الحاسم، وما يجري حاليا على مستوى الدول الكبرى وما يعرف بـ"جنيف 2" أعتقد أنه من الممكن أن يشكل الحسم".
وعن العلاقات الكويتية-العراقية، قال الجارالله: "علاقاتنا مع الإخوة العراقيين مرت بآلام والكل يدركها ولكن اليوم نسير في الاتجاه الصحيح وبخطوات ثابتة وواضحة وخصوصا بعد توقيع مذكرات التفاهم بين الجانبين خلال زيارة وزير الخارجية العراقي".
وتطرق الجارالله إلى تحذير الكويت لرعاياها من الذهاب إلى لبنان في الفترة الحالية، موضحا أن "تحذير الكويت لرعاياها جاء نتيجة وجود مؤشرات لا تدعو للارتياح، وأن الدعوة وجهت لهم بالمغادرة فورا، ونتمني ألا نكون مصيبين في تقديراتنا ونحن نتمني الاستقرار والسلام للبنان، لكن المؤشرات غير مريحة".
وكان الجارالله ألقى كلمة اشار فيها الى ان العلاقات التاريخية والعميقة التي تربط الكويت والدول الافريقية بدأت بعد استقلال الكويت في عام 1961، لافتا الى أنه من منطلق الحرص على مد جسور التعاون مع القارة الافريقية بدأت الكويت بإقامة العلاقات الديبلوماسية مع العديد من الدول، وكان عملها الديبلوماسي يسير بالتوازي مع حرصها على تنمية القارة عبر الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية الذي امتد نشاطه الى ثمانية واربعين دولة من اصل خمسين دولة عضو في الاتحاد الافريقي، اضافة الى مساعدات ومنح تقدر بحوالي مئة وعشرين مليون دولار.
وبين ان الصندوق شارك في مبادرة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي عام 1996 لتخفيف عبء المديونية عن 24 دولة، اضافة الى مساهمات الكويت في الكثير من الصناديق التي انشئت لمكافحة الفقر والجوع بمبالغ تتجاوز 300 مليون دولار، كما التزمت بمبلغ 500 مليون دولار في مؤتمر المانحين لشرق السودان و60 مليونا في مؤتمر المانحين لاجل مالي.
بدوره، ألقى عميد السلك الديبلوماسي بالانابة سفير الصومال عبدالقادر امين كلمة باسم السفراء الافارقة ورؤساء البعثات الديبلوماسية المعتمدة لدى الكويت، اشار فيها الى: اننا في هذه الايام التي يعيش فيها شعب افريقيا احتفالاته السنوية، نذكر ما انجزه الاتحاد الافريقي عبر السنوات الماضية في مسيرته، سواء باستغلال الثروات الطبيعية التي تزخر بها القارة او عن طريق التصدي لكل التحديات ومواجهة صعاب مشكلاتها الامنية والتنموية، موضحا ان الاتحاد قام بتحقيق الكثير من اهدافه في مجالات عدة بفضل التعاون والجهد المبذول من قبل قادتنا وتطلعاتهم للتقدم والعيش في رفاهية وامان".
وتوجه السفير الصومالي بالتحية للكويت "لمد جسور التعاون بين العرب والقارة الافريقية والعمل على تحقيق التقارب والتعاون العربي الافريقي في مجالات عديدة"، مشيرا الى ان "الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية كان له دور بارز في تنمية القارة والنهوض بها حيث امتد نشاطه الى كثير من دول الاتحاد الافريقي وساهم في عدة مشاريع مختلفة إضافة الى المساعدات والمنح الكويتية للشعوب الافريقية عبر الجهات الرسمية والخيرية".
من جهته، القى سفير اثيوبيا محمد جوديتا كلمة رئيس وزراء بلاده ورئيس الاتحاد الأفريقي، اعتبر فيها أن الاحتفال بيوم أفريقيا في هذا العام يشكل احد المعالم المهمة في تاريخ المنظمة القارية حيث انه قبل خمسين عاما مضت قام آباؤنا المؤسسون مستلهمين المثل العليا للوحدة الأفريقية بهدف تعزيز التفاهم المشترك بين شعوب القارة السمراء وتحقيق قدر اكبر من التعاون بينها"، مستعرضا تاريخ المنظمة والدور الذي لعبته في عمليات التحرير من الاستعمار والتمييز العنصري إضافة لمساهمتها أيضاً في عملية التكامل في القارة السمراء حيث كانت بمثابة نقطة انطلاق القارة للعمل المشترك داخل أفريقيا والتعامل مع بقية دول العالم.