معارضة دينية مسيّسة!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
أحمد الفراج
من يتابع الحراك المتجدِّد هنا في المملكة، لا تخطئ عينه كمية المعارضة لكل ما له علاقة بالمناشط الثقافية، والاجتماعية، فلا يكاد يمر يوم دون أن تعج وسائل التواصل الاجتماعي بإثارة، وأكشن من نوع خاص، ولا يخلو هذا الأمر من طرافة، فقد نشرت كتائب " الشغب الاجتماعي" قبل أيام عن مجموعة من المحتسبين الذين داهموا أحد مكاتب خطوط الطيران معترضين على تشغيل الأغاني في الطائرة !، وربما نسمع قريباً عن مجموعة من هؤلاء في جولة احتسابية على شركات السيارات يطالبون بنزع أجهزة التسجيل منها، وتعطيل أجهزة الراديو، وربما نسمع عما هو أطرف، فترقبوا، واستعدوا للأكشن!.
الملاحظ هو أن هؤلاء المحتسبين يأتمرون بأمر ما اصطلح على تسميته بمجموعة " البكائين "، وهؤلاء هم مجموعة من القعدة، تخصصت في الإثارة، والتشغيب على كل منشط، وعلى كل ما يبعث على الفرح، وهذه المجموعة تتميّز بانتقائيتها العجيبة، فهم ينتمون إلى تيارات الإسلام الحركية، وبالتالي فسلوكهم يعتبر نوعاً من المعارضة السياسية المغلّفة بغلاف الدين، أكثر منه غيرة على الدين، والدليل الذي يراه الأعمى، ومن به صمم على ذلك، هو أنهم بكوا، واستبكوا على من أساء لسيد البشر عليه السلام، وذلك عندما صدرت الإساءة ممن لا ينتمي لحركتهم . هذا، ولكنهم صمتوا صمت القبور، ولا زالوا عن الإساءات التي صدرت من أحد جهابذتهم، مع أن إساءاته أكبر، وأعظم، ولا تزال هذه وتيرتهم حتى اليوم، فالإساءات الجارحة للدين يتم تصعيدها، أو تجاهلها عطفاً على هوية المسيء، فالدين ذاته لا يعني لهم كثيراً للأسف الشديد !.
ويستطيع ناشطو الحركات السياسية المسيّسة من " البكائين " أن يثيروا حفيظة البسطاء باسم الدين، وهذا هو مصدر الخطورة، أي عندما يتم استغلال الجانب المحافظ في المواطن البسيط لإثارته ضد الدولة، وضد حركة التنمية باسم الدين، ومن هنا تأتي أهمية بيان خبث هؤلاء، وأهدافهم الحقيقية من إثارة الشغب، والبلبلة ضد كل ما له علاقة بالحراك الاجتماعي، سواء تعلق الأمر بالمناشط المتكررة، كمعرض الكتاب، ومهرجان الجنادرية، أو بحركة التنمية كالتوظيف، والابتعاث، , وغيرها، وأخطر من كل هذا هو تحايل هؤلاء " البكائين "، وأتباعهم على علمائنا الأفاضل، واستغلال غيرتهم الدينية من أجل أن يساندوهم في مشروعهم السياسي، والذي - كما أسلفنا - لا علاقة له بالدين من قريب، أو بعيد، فهل يستيقظ أحبتنا المغيّبون من سباتهم، ويميّزوا " المحتسب" الصادق، من " المحتسب" المسيّس، أو إن شئت " المحتسب المعارض"؟!.