جريدة الجرائد

أوباما الانعزالي في سوريا

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

عبد الرحمن الراشد

منذ تولي باراك أوباما الرئاسة الأميركية قبل نحو خمس سنوات، قورن بينه وبين الرئيس الأسبق جيمي كارتر، ووصف بأنه نسخة مشابهة. وتردد هذا التوصيف خلال فترة الاضطرابات في مصر وتونس، لأنه كرر موقف كارتر إبان اضطرابات طهران التي أدت إلى خلع الشاه واستيلاء الخميني على الحكم.

لكن من الإنصاف القول إن أوباما اختار الموقف السليم، حيث وقف على الحياد في مصر وتونس واليمن، وحتى عندما اختار الاشتراك في الحرب مع فرنسا وبريطانيا في ليبيا لإسقاط نظام معمر القذافي، لأنها حركة جاءت من الشارع وضد أنظمة فشلت في تطوير نفسها وصار من الصعب إنقاذها من أخطائها.

إنما في سوريا، اختار أوباما موقفا خاطئا، وله تبعات خطيرة على المنطقة والعالم لاحقا. ترك نظام بشار الأسد، ومعه الإيرانيون وحزب الله، يحاصرون الانتفاضة الشعبية حتى أصبحت تهدد المنطقة. السيناتور جون ماكين أكثر وعيا بما يحدث؛ سوريا حبلى بالكثير من الأخطار، ويفترض أن يكون لبلاده دور قيادي. قال: "الشرق الأوسط دائما أهم من مجرد البترول. للولايات المتحدة أصدقاء وحلفاء في الشرق الأوسط يعتمدون على الولايات المتحدة لأمنهم ويساهمون في أمن واستقرار أميركا بشكل أكبر مما يعرفه الأميركيون. لكنهم سيدركون هذا الدور، صدقوني، إن تأثرت الملاحة في قناة السويس أو إن فقدنا شركاء أميركيين مهمين مثل الأردن".

حاليا، تبذل إدارة أوباما جهدا كبيرا في ملاحقة سفن إيرانية في أنحاء العالم حتى لا تبيع البترول، أو لتفتش حاوياتها لتمنعها من إيصال الأسلحة. المفارقة أن الحكومة الأميركية نفسها تسكت اليوم عن آلاف الإيرانيين الذين يقاتلون في سوريا. هذا التناقض الصارخ بين ملاحقة بضع سفن في أنحاء المحيطات والسكوت عن آلاف المدججين بالسلاح - هو ما يصيب الكثيرين بالحيرة. لم نعرف دورا كبيرا لموسكو في المنطقة منذ عام 1972. ولم تستطع إيران العمل في المنطقة باستثناء لبنان وغزة، بشكل محدود.

هل سياسة أوباما تعلن نهاية مبدأ أيزنهاور الذي صار سياسة الولايات المتحدة منذ عام 1957 والخروج من منطقة الشرق الأوسط ليتركها للروس والإيرانيين؟ وكما أشار ماكين، فأخطار الشرق الأوسط على أمن العالم كانت دائما عظيمة، وما يفعله الإيرانيون في سوريا هو تحويلها إلى ساحة انطلاق لمشاريعهم الإرهابية التي ستهدد الجميع.

الرئيس أوباما، يكاد يكون الرئيس الأميركي الوحيد الذي حظي بمحبة الكثيرين من العرب لأنه جاء إلى منطقتهم وتحدث بلغتهم وآمالهم، وأيد ثوراتهم. اليوم، خسر كل ما بناه بسبب خذلانه لهم في سوريا رغم بشاعة ما يحدث من مجازر ويستخدم في حربها من أسلحة ثقيلة وكيماوية محرمة.


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
النداما و سياسة اوباما
عبدالله العثامنه -

لو كان جون ماكين مكان اوباما لفعل نفس الشيء فأوباما ليس مخير انما مسير ،،اللوبي الصهيوني يمنعه لأن اللقمه وصلت الى الفم ولن يضيّع اليهود فرصتهم التاريخيه في اقامة دويلات طائفيه سعوا اليها منذ زمن ودفعوا الغالي والنفيس لأنجازها ثم ان الحلف الصهيوصفوي يقوم بأنجازات هائله لا تسمح لأوباما ان يمسها،، ثم لماذا تستغرب التناقضات الأمريكيه حيال ايران فهي ليست تناقضات انها سياستان واحده علنيه لذر الرماد في العيون والثانيه تقيه سياسيه تمد ايران بالدعم اللازم،،،في القصير قامت بأعطاء احداثيات الجيش الحر لأيران عبر القمار الأصطناعيه من خلال اجهزة الأتصالات التي اهدتها للجيش الحر(حذرت منها في تعليق او تعليقات متعدده قبل سنه).

عار العروبة
علي صفاء -

كم هو مثير للشفقة و السخرية بنفس الوقت هذا الراشد! يستشهد بقول ماكين الذي يحث بلاده على التدخل لحماية حلفاءه و الذين على راسهم إسرائيل. هذا يعني, و بدون خجل من الراشد, أن على أميركا التدخل لحماية إسرائيل على الأقل و منع تهديدها من النظام السوري المتحالف مع النظام الإيراني و الذي يشكل حزب الله راس حربته. من المؤسف أن نسمع من كثير من العرب تخبطاً في تعاملهم مع إيران, فبعض رجال الإعلام و السياسيين يقولون كما يقول الراشد أن النظام الإير اني خطر على مصالح أميركا و ضمناً مصلحة إسرائيل و لكن في المقابل نسمع إعلاميين آخرين و سياسيين و أناس عاديين عن مؤامرة بين إيران من جهة و بين أميركا و إسرائيل من جهة أخرى لتقاسم المنطقة و أن كل ما يحدث هو عبارة عن مؤامرة. إلى متى ستظلون أغبياء يا عرب؟ نعم أنتم عبارة عن أمة غبية فقدت عقلها و رشدها منذ زمن و السبب هو أنكم تتعاملون بعواطفكم و ليس بعقولكم . أنا عربي و هذا واقع علي التعامل معه. و لكن, ليس من العار أن تكون عربياً, و لكن من العار أن تظل عربياً .

وماذا عنكم أنتم؟
عدنان -

اتفضلوا أنتم يا حكام الخليج وارسلوا جيوشكم للقتال في سورية. لماذا تنتظرون من غيركم القتال دائما نيابة عنكم؟ العراق في حرب الثماني سنوات ضد إيران نموذجا، والأمريكان في العراق لا حقا؟ أليست لديكم شوارب طويلة؟ هل شواربكم مخصصة لكي تفتلوها على حسناوات الدول الفقيرة التي تزورونها للسياحة أو لتفريغ مكبوتاتكم الجنسية؟؟

عروبتكم خزي و عار
علي صفاء -

مالذي يدعو إلى الفخر لكون المرء عربياً؟ هذا سؤال يتبادر إلى ذهني كلما سمعت أحد أغبياء العرب يفتخر بعروبته و يمجد تاريخها, و على راس قائمة المفاخر هي أن النبي محمد عربي و أن القرآن عربي و أن الإسلام ولد في أرض العرب و منها إنطلق. و ما قيمة كل ذلك إذا كانت النتيجة هي أكل أكباد الموتى تشفياً و زرع الكراهية و الحقد ضد أمم الأرض و الشعوب الغير مسلمة و المسلمة و لكن على غير مذهب أهل السنة والجماعة أو من أهل السنة و الجماعة و لكن من غير تطرف و همجية. الاسلام اليوم يا عرب وصمة عار على جبينكم لأنكم نجحتم في جعله مثالاً صارخاً على وحشية العقلية الدينية و تخلفها و إنعدام إنسانيتها . أتعلمون لم تقف روسيا إلى جانب إيران و سوريا؟ لأنها تعلم علم اليقين أن إنتصار الإسلام السني المختطف من قبل متطرفي السنة كالقاعدة و النصرة و غيرها و بدعم خليجي سيسبب لها مشاكل في دول اسيا الوسطى و هذا ما لن تسمح به. أما اميركا و غيرها من الدول الأوربية فلها حساباتها و مخاوفها الخاصة. فهي تريد من جهة إستخدام التطرف الإسلامي كما إستخدمته ضد الإتحاد السوفيتي سابقا و لكنها مترددة من جهة أخرى لأنها تعلم أن الإسلام المتطرف سينقلب عليها على الأمد البعيد. هل يفخر العرب بأن نيجيرياً من اصل مسيحي قد اسلم و كانت نتيجة إسلامه أن قتل جندياً في وسط الشارع إنتقاما كما يقول لأخوانه المسلمين في العالم؟ هذا النيجيري المسلم هو نتاج الإسلام العربي السني و هذا ما سيعلق بأذهان الغربيين.

Amazing, is Abdul Rahman
Pat Johnson -

You are an amazing man, Abdul Rahman!! This article confirms that you are nothing but a state employee.

خلها ترجية بذنك
ابن الرافدين -

طيب رفيق الراشد اذن هاي الاسلحة اللي تكدسونها من تاسيس السعودية والى الان وهذة الاموال التي تصرف باالمليارات شنو للزينة بعدين بس انتم نظامكم صح والباقي غلط الدور قادم على الانظمة الوراثية قريبا .