جريدة الجرائد

إيران أعطت روحاني الرئاسة فهل يعطيها التغيير؟

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

هدى الحسيني

في بداية مؤتمره الصحافي الأول بعد انتخابه رئيسا للجمهورية الإسلامية الإيرانية، رحب حسن روحاني بالصحافيين ووعد بعلاقة وثيقة معهم طوال فترة رئاسته، وطالب بعودة اتحادات الصحافيين التي حلت زمن محمود أحمدي نجاد، وسمح لـ"بي بي سي" باللغة الفارسية أن تطرح عليه سؤالا وهي التي تتعرض للتشويش. لكن روحاني لم يكمل مؤتمره الصحافي، إذ صرخ رجل من بين الحضور: "تذكر روحاني، مير حسين موسوي.. يجب أن يكون حاضرا".

شد الحراس الرجل وأخرجوه، وترك روحاني كرسيه وغادر، وانتقل البث التلفزيوني إلى مشاهد الناس وهي تقترع له.

هل الضوء الأخضر الذي مُنح له لم يصل نوره لمناقشة مسألة السجناء السياسيين في إيران؟

مخطئ المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي إذا كان يعتقد أن انتخاب روحاني والنشوة التي عمت الشارع الإيراني وابتعاد محمود أحمدي نجاد عن الساحة (سيمثل أمام المحكمة في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل) أمور كافية لإنقاذ إيران في الداخل والخارج.

فاز روحاني في انتخابات الرئاسة الإيرانية في ظل جو هادئ من دون الاضطرابات التي رافقت العودة الثانية لأحمدي نجاد إلى سدة الرئاسة وأتت بنتائج عكسية. الإقبال بنسبة 73% على الاقتراع كان كافيا كي يتباهى خامنئي بثقة الرأي العام بالعملية السياسية ويبارك نتائج الانتخابات على الرغم من واقع الحياة في إيران، حيث الرقابة مشددة على وسائل الإعلام، وعشرات من الصحافيين في السجون، والحملات الانتخابية الحقيقية ممنوعة، والناس غير أحرار حقا في اختيار مستقبلهم السياسي. على السطح، يبدو أن الجمهورية الإسلامية تجاوزت احتمالات الفوضى في الوقت الحالي. ومع هذا، فإن فوز روحاني الكاسح في الانتخابات يعكس رغبة قوية لدى الشعب الإيراني في التغيير، وبالذات العطش إلى الإصلاح الاقتصادي ورفع القمع عن الحريات الفردية. يمثل فوز روحاني إلى حد كبير شكلا من أشكال الاقتراع الاحتجاجي. الآمال الجديدة سواء داخل إيران أو خارجها يمكن أن تسبب مشكلات في المستقبل لخامنئي، وكارثة إذا لم يقترن انتصار روحاني بتغيير حقيقي.

حسن روحاني من مخضرمي النظام الثوري الإسلامي، درس في الحوزات الدينية في مدينة قم، ومنذ سن مبكرة تابع الأنشطة الثورية لآية الله الخميني ضد الشاه.. في الوقت نفسه، يدرك الفكر الغربي بعدما قضى وقتا يدرس في الخارج ويتقن اللغات الفرنسية والإنجليزية والألمانية والعربية بطلاقة. ومنذ نجاح الثورة الإسلامية الإيرانية، تبوأ عدة مناصب مهمة، أبرزها منصب الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي فيما بين عامي 1989 و2005. حاليا يشغل منصب رئيس مركز البحوث الاستراتيجية في مجلس تشخيص مصلحة النظام، وهي هيئة أنشأها الخميني أواخر الثمانينات لحل النزاع بين الفروع المختلفة داخل "المنظمة" الفريدة من نوعها التي يحكمها. ويعمل أيضا في مجلس تشخيص مصلحة النظام عضوا في مجلس الخبراء المكون من 86 رجل دين بصفته ممثلا للمرشد في مجلس الأمن القومي.

على الرغم من هذا الولاء الواضح للنظام، فإن روحاني قد حصل على دعم الإصلاحيين أثناء حملته، وبالتالي كون لنفسه قاعدة سياسية لم تكن متوفرة في السابق له، فتم التصويت له بأغلبية ساحقة وترك كل منافسيه الأصوليين خلفه بمسافة بعيدة. وأظهر هذا بوضوح كم أن الإيرانيين يتطلعون إلى سياسة أكثر ليبرالية واعتدالا من تلك التي يعتمدها النظام اليوم. على المدى القصير، قد يكون هناك بعض التحسن في العلاقات بين النظام والمجتمع على نطاق واسع، في الوقت الذي يعطي فيه الإيرانيون الفرصة لروحاني. وكان الرئيس المنتخب أعلن أنه يريد صياغة "العهد لحقوق المواطنين"، فلقي تجاوبا واسعا. بصفته مرشحا تواصل روحاني مع قادة الأقليات العرقية الكبيرة، بمن فيهم العرب وغيرهم. لكن، إذا أدرك الناس مع مرور الوقت أن الرئيس الجديد غير قادر على تحقيق تغيير حقيقي، وأنه ليس أكثر من "دمية" في يد المرشد، فإن هذا يمكن أن يثير اضطرابات أكبر من تلك التي رافقت فترة أحمدي نجاد. هناك علامة استفهام لا تزال تطل برأسها حول الوقت الذي قد يمنحه الناس لهذه الفرصة. بالنسبة للصورة الاقتصادية، وعد روحاني بالإصلاح، وهذه حاجة ملحة للاستجابة لتزايد الضغوط الاقتصادية في إيران. التضخم والبطالة في تصاعد، كما اعترف خامنئي شخصيا.. احتياطي النقد الأجنبي يجف، والمصارف تئن لأنها لا تستطيع القيام بتحويلات دولية، والتجارة شديدة التقيد بالعقوبات، والصناعات في إيران في حالة نضوب.

وجود روحاني في مكتب الرئاسة (بعد شهرين) سيسهل على خامنئي تأييد تدابير التقشف المؤلمة في المستقبل القريب. يرتبط روحاني بالمفهوم الليبرالي للحد من التدخل الحكومي في الشؤون الاقتصادية، ثم إنه يميل إلى نوع السياسات التي تبناها الرئيس الأسبق علي أكبر هاشمي رفسنجاني في التسعينات نحو المنافسة في القطاع الخاص والتحرر من القيود. لكن، إذا كانت السياسات التي سيسمح لروحاني بتنفيذها هي فقط شكلية، فإنها لن تحل المشكلات الاقتصادية العميقة. وليس من الواضح أنه سيعطَى الوقت والمساحة اللازمين لإحداث التغيير على النطاق المطلوب. روحاني قد يقدم لخامنئي كبش فداء إذا لم يقدم على تحسينات كبيرة. لكن السؤال يبقى مطروحا: إلى متى؟ ترتبط العقوبات على الاقتصاد الإيراني بقضايا كثيرة؛ أبرزها البرنامج النووي الإيراني. مجال الاحتكاك محتمل إذا برز الاختلاف في الرأي بين المرشد والرئيس، وكونه لعب دورا قياديا في المفاوضات النووية الإيرانية في الماضي، فإن لديه خبرة التفاعل بين الجهات الفاعلة المعنية، كما أنه معتاد على التداعيات السياسية في الداخل، حتى أنه استقال من منصب أمين عام الأمن القومي الإيراني عندما أصبح أحمدي نجاد رئيسا، ثم إن الخطوات التصالحية التي أقدم عليها في الماضي بالنسبة للمسألة النووية، لا يزال منتقدوه يستغلونها لشن الهجمات عليه.

مثل بقية القيادات الإيرانية، يحافظ روحاني على حق إيران في تطوير الطاقة الذرية للأغراض السلمية (كرر هذا في مؤتمره الصحافي). كما أعلن أنه سيكون بين أهدافه بصفته رئيسا "التفاعل البناء مع العالم" وهذا نقيض السياسات المعادية لأحمدي نجاد.

حديث روحاني عن "انتصار الاعتدال على التطرف" سيجري تفسيره في بعض الأوساط العالمية على أنه أمل إيجابي لاحتمالات النجاح في المحادثات النووية، لكن العالم لا يستطيع أن يسمح لإيران بأن تشغله سياسيا ودبلوماسيا لفترة أطول.

مع هذه العوامل، فإن نهجا أكثر تسامحا من المجتمع الدولي متوقع لتوفير بعض المساحة للتنفس مؤقتا، إلى أن تستقر حكومة روحاني في مكانها. لكن، لن تنخفض المطالب الأساسية للعالم الغربي التي تهدف إلى منع إيران من الحصول على سلاح نووي.

في النهاية، فإن السؤال الأهم الذي يقلق العالم سيكون عما إذا كانت إيران مستمرة في تهديد الأمن الإقليمي والعالمي عبر تعزيز مشروعها النووي.

الآن، وقد انتهت الانتخابات، قد يميل خامنئي لتشديد قبضته على الحياة السياسية وضمان اتباع روحاني المسار الذي يتسق مع نظرته الراديكالية للعالم التي يقاسمه فيها المتشددون.

إذا استمر خامنئي في قمع الحقوق الإنسانية، والسماح للاقتصاد بالتدهور أكثر، وتنشيط البرنامج النووي الإيراني، فإن نظامه سيجد نفسه في أزمة حقيقية. إن المدى الذي يمكن للرئيس الجديد أن يصل إليه وينفصل ويبتعد بدرجة كبيرة عن هذه المواقف العميقة المتجذرة، سيساهم في تشكيل المستقبل الجديد لإيران، سواء من حيث استقرارها الداخلي أو علاقاتها مع العالم الأوسع.

هناك من يعتقد أن خامنئي ربما يكون مستعدا لإجراء تغيير بسيط في سياسته الخارجية، لأن المقاطعة والضغوط الداخلية وما يحدث في الدول المجاورة والربيع العربي والوضع في تركيا وسوريا ما هي، في الحقيقة، إلا رسالة. هو يريد حماية النظام، لكن إيران صارت مثل طنجرة ضغط.. لحظة وتنفجر. إن إزاحة الغطاء قليلا تتيح مجالا للتنفس، أما إبقاؤه محكما، فأمر لا تحمد عقباه على روحاني وعلى النظام ككل.


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
انتخابات تهريج خامئنيه!
ايران حليف اسرائيل الاكبر -

انتخابات ايران تهريج والكل يعلم ان النظام الدكتاتوري الفارسي يسيطر عليه خامئني وهو يغير وجوه الدمى من حين لآخر ليبقي الشعب الايراني على أمل ان يحصل تغيير وهو لن يحصل.ولكن المضحك هو تهافت اوربا السريع على رفع العقوبات الوهميه عن ايران فبأقل من اسبوع رفع الحظر عن بنوك ايران والتومان !.العقوبات الدوليه على ايران وهم وكذب وهو فقط للتحجج بها امام شعب ايران تماما مثل كذبه المفاعلات النوويه.ايران لم تتوقف يوما عن تصدير النفط وكل انتاجها تشتريه الصين وروسيا .ايران تصدر البضائع الى دبي والخليج ولم تتأثر بالعقوبات.ما افقر شعب ايران ليس العقوبات الوهميه بل هو عصابه خامئني ولصوصه وما افقر ايران ايضا هو صرفها على حزب اللات و بشار الاسد والحوثيين وثوره مجوس البحرين كل ما تسرقه من العراق مناصفه مع امريكا لا يكفي فايران تنفق على ثلاثه جيوش مجتمعه بالاضافه الى انفاقها على نشر التشيع وشراء الذمم و اختراق الحكومات.من يأمل في حدوث تغيير في ايران واهم أوكاذب يبيع الوهم

روحاني
عبدالله العثامنه -

روحاني وخامنئي وجهان لعمله واحده،،حين كان رئيسا للمجلس القومي الأعلى وفي جلسه له مع الدكتور الكويتي عبدالله النفيسي قال روحاني له ان الضفه الغربيه من الخليج هي لنا وسنستعيد حكمها والسيطره عليها وتكون من ضمن الأمبراطويه الفارسيه وانتم يا دكتور نفيس ستكونون ايرانيين وتحت حكمنا !! ( ارجعي لتغريدة الدكتور النفيسي ) الأنتخابات تم تزويرها والأتيان به بهذه النسبه العاليه كي لا يكون هنالك جوله اخرى واحتمالية الفوضى فلروحاني مهاما خطيره سيقوم بها اولها الضحك على العرب والمسلمين بعدما افتضح الأيرانيون واحترقت اوراقهم وانكشفت عدائيتهم للأسلام والعرب،،الاصلاحات الأقتصاديه وغسيل السمعه هي التي أتت بروحاني .

روحاني أنقذ حكم الولي الف
رمضان عيسى -

انتخاب روحاني أنقذ حكم الولي الفقيه من الانهيار الدعاية أن روحاني " معتدل " لهذا التفت حوله كل التوجهات التي ترفض نظام الولي الفيه والتطرف الديني ، ونجح روحاني التفاف كل من كان يرفض حكم المتطرفين برئاسة نجاد حول روحاني كان على أمل أن يخفف ، أو يقضي على تسلط المتطرفين والولي الفقيه على الدولة . ولو لم يحدث هذا وجاء شبيه لنجاد ، فان الامور ستأخذ منحى آخر ، فكل من انتخب روحاني سيخرج محتجا ويتظاهر ، والنتيجة اسقاط الحكم الديني التسلطي ، أو تقزيم سلطة الولي الفقيه ، لهذا جاء انتخاب روحاني ذو السمعة الاعتدالية انقاذا لسلطة الولي الفقيه .

روحاني
عبدالله العثامنه -

روحاني وخامنئي وجهان لعمله واحده،،حين كان رئيسا للمجلس القومي الأعلى وفي جلسه له مع الدكتور الكويتي عبدالله النفيسي قال روحاني له ان الضفه الغربيه من الخليج هي لنا وسنستعيد حكمها والسيطره عليها وتكون من ضمن الأمبراطويه الفارسيه وانتم يا دكتور نفيس ستكونون ايرانيين وتحت حكمنا !! ( ارجعي لتغريدة الدكتور النفيسي ) الأنتخابات تم تزويرها والأتيان به بهذه النسبه العاليه كي لا يكون هنالك جوله اخرى واحتمالية الفوضى فلروحاني مهاما خطيره سيقوم بها اولها الضحك على العرب والمسلمين بعدما افتضح الأيرانيون واحترقت اوراقهم وانكشفت عدائيتهم للأسلام والعرب،،الاصلاحات الأقتصاديه وغسيل السمعه هي التي أتت بروحاني .