جريدة الجرائد

تحذير الملك.. الدلالات والمخاطر!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

سعد بن عبدالقادر القويعي

لم يكن تحذير خادم الحرمين الشريفين - الملك - عبد الله بن عبد العزيز - قبل أيام -، من: "مغبة المغامرات، التي ترتكبها بعض الدول، وتدخلها في الشؤون الداخلية للآخرين؛ مما يزيد حدة التوتر، وعدم الاستقرار في المنطقة"، سوى رسالة لكل من يعمل على بث الفتنة الطائفية في المنطقة، وتمزيق أوصال الأمة، وتدمير أساس قوتها، كونه الهدف الذي يعمل على تحقيقه أعداء الأمة، حتى لو انتهج فاعلوه سياسة العنف في معالجة المشكلات، والقضايا المجتمعية؛ حتى لو وصل إلى مستوى الإرهاب المنظم، الذي استهدف تخريب دول، وتهديد استقرارها.

وإذا أريد للتاريخ أن يشهد، وللواقعات أن تستجلي على الغير، فإن ما يحدث في أرض سوريا - اليوم -، ينبئك عن عمق الألم، وحجم المأساة، حين تحولت المجتمعات إلى ساحات غير محصنة أمام الحروب الطائفية، والأهلية، وسفك الدماء، وثقافة العنف، والترويج للتدخل الإقليمي في الشؤون الداخلية للدول، بعد أن تحولت دراماتيكية الأحداث في طبيعتها المنحرفة إلى لغة الدماء، - من خلال - العنف، والمؤامرات القذرة؛ لتفرز المسلمين إلى أقليات حسب المذهب، أو الفكر، أو العرق، أو اللون؛ من أجل أن يلجأ عرّابوها - مع الأسف - إلى بث ثقافة الكراهية، والعنصرية، وإلى تأجيج النزاعات، والفتن الطائفية؛ حتى لو كان السبيل إلى تحقيق ذلك: سفك الدماء، وتمزيق النسيج الاجتماعي، وتدمير المقومات السلمية للوحدة الاجتماعية بين المسلمين.

إن الطائفية بكل صورها، لا تنطلق إلا من أحكام متسرعة، أو نظرة مغالية، وما يحدث اليوم على أرض الواقع، يؤكد تدخل قوى خارجية، واللعب بورقة الطائفية المقيتة، كونه نوعا من الاصطفاف الطائفي، وهي تقوم على إستراتيجية الأرض المحروقة؛ ليصبح هذا الخيار فاسدا، لا يصح البناء عليه، حيث انكشفت طبيعة المؤامرات الحقيقية، والتي انطلقت من مبدأ ما سبق ذكره.

كانت، ولا زالت مغبة المغامرات التي ترتكبها بعض الدول، - إضافة - إلى تدخلها في الشؤون الداخلية لدول الآخرين ثغرة للتسلل، أجّجت من خلالها نار الفتن بين الطوائف الإسلامية، وأراقت فيها الدماء على الهوية المذهبية، فأدى التعصب المذهبي إلى زرع الخلاف، والشقاق بين أبناء الأمة، وتفتيت وحدتها، وتقسيمها إلى أمم متخاصمة، مع أن الدعوة إلى هكذا عداوات، سببها في الأصل سياسي، لا علاقة له بدين، أو فقه، وذلك عندما حاولت بعض الأطراف في الخارج، والداخل استثماره؛ لتحقيق الفرقة، وإشعال فتيل النزاع.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف