جريدة الجرائد

حين يقرع جنبلاط جرس الإنذار

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

الياس الديري


كل الدروب تؤدي الى الطاحون. وكل الحكومات في لبنان تؤدي الى السياسة. سواء أكانت من التكنوقراط، أم حيادية، أم شبابية، أم "حكومة مجهولين" كتلك التي ألّفها الرئيس صائب سلام صيف 1970، وكانت باكورة عهد الرئيس سليمان فرنجية، وفاتحة الطريق أمام التغيير والتلوين في الحكومات لاحقاً.

وهذا من تحصيل الحاصل في بلد كلبنان، باتت السياسة هي عنوانه الأساسي، ومن أبرز علاماته الفارقة. وخصوصاً بعد الحروب، وما رافقها، وما نجم عنها من ذيول وتبدّلات جارفة طاولت القيم والتقاليد والأجواء وكل ما كان يتميّز به لبنان.
بالطبع، الموضوع الأساسي الذي أوصلنا إلى نبش الدفاتر العتيقة يتصل مباشرة بحركة المساعي المبذولة على أكثر من صعيد، لتأليف حكومة الرئيس تمام سلام، والتي ينتظرها الوضع اللبناني المكربج والمعطّل والمشلول في شتى الحقول والميادين.
لهذه الأسباب، ربما، وبعد أربعة أشهر من الأخذ والردّ والصبر، قال رئيس "جبهة النضال الوطني" وليد جنبلاط لوكالة "أنباء الشرق الاوسط" إنه مع طرح حكومة تكنوقراط حيادية في لبنان "للخروج من دوامة الفراغ"، الذي اذا ما استمر وتعثّر تشكيل الحكومة سيجعله يدرس كل الخيارات "بما فيها تشكيل حكومة أمر واقع"... ولكن، حيادية أيضاً.
يرفض وليد بك أن يبقى الحال على هذا النحو الذي يعرّض لبنان لمخاطر لا تحصى، كما يرفض "بعض التحليلات السياسية التي تقول إن الحيادية تلتقي مع القرار الأوروبي الذي تناول الجناح العسكري لـ"حزب الله"...
فلبنان بلا حكومة يعني أنه بلا غطاء. ولا حزام أمان. وبلا أمن. ومكشوف من الجهات الأربع.
وهنا أيضاً لا بدّ من العودة إلى الموقف الجديد لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي الذي يشير صراحة إلى أنه قرع جرس الانذار: "وضعت الإصبع على الجروح الاقتصادية والمعيشية. آن الأوان لنهتمّ بهذه الأمور، وأن نترك الأمور الكبرى للحوار الوطني".
لقد حان الوقت للالتفات إلى حال البلد، وإلى أحوال الناس، وإلى ما يحيط بهذه البقعة الصغيرة، مع التشديد "على الخروج من نظرية التآمر".
إن هذه الرسائل الموجهة برسم كل الفئات، والأفرقاء، وأصحاب الباع الطويل، ومعرقلي تأليف الحكومة، إنما تشكّل في الوقت عينه ثقباً أولياً ومباشراً في الجدار المسدود الذي يدور لبنان في فلكه ودوامته.
هل هي الخطوة الأولى في الطريق الى الحكومة العتيدة؟
قد يكون من المفيد، هنا، العودة الى الخطاب الأخير للرئيس ميشال سليمان، وإلى الموقف الواضح جداً للرئيس المكلف تمام سلام، ولملامح متغيرات بدأت ترتسم في لبنان والمنطقة.
اذاً، "فلتكن طاولة الحوار لادارة مشكلة السلاح والخلافات ولتكن حكومة تكنوقراط لحل مشاكل المواطن".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف