جريدة الجرائد

نصرالله: الشيعة فداء الأسد!

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

أحمد عياش

الله" السيد حسن نصرالله على تأييده في السراء والضراء. واليوم، يشيع نصرالله بنفسه عبارة "فدا الاسد" في مواجهة المحنة العظيمة التي بدأ لبنان ينزلق اليها بسبب تورط "حزب الله" في حرب سوريا دعماً لنظام بشار الاسد ضد الشعب السوري. والاّ ما معنى ان يختم نصرالله خطابه الاخير بعبارة انه اذا لزم الامر "ان اذهب انا وكل حزب الله الى سوريا سنذهب الى سوريا؟". كثيرون فوجئوا بهذه الخلاصة التي انتهى اليها نصرالله في الرد على الانفجار الرهيب الذي وقع في الضاحية الجنوبية. الفرق كبير جداً بين ان يطلق بعضهم عبارة "فدا السيد" تأكيداً لالتزام موقف العداء لاسرائيل، حتى لو أخطأ نصرالله في ادارة الصراع معها، وبين ان يقول نصرالله ما يشبه عبارة "فدا الاسد" في حرب بدأ اللبنانيون عموماً والشيعة خصوصاً يدفعون اثمانها الباهظة. لو كان لضحايا انفجار الضاحية ان ينطقوا ومنهم الزميل الحبيب في "النهار" محمد صفا لقالوا "فدا لبنان" وحده. فبأي حق يندفع نصرالله الى التضحية بالدم اللبناني على هذا النحو المثير للاشمئزاز دعماً لسفاح سوريا الذي سيكتب التاريخ عنه ان نيرون طأطأ رأسه عندما شاهد ما فعله الاسد ببلاده وشعبه.منذ ان جاهر نصرالله اول مرة بالقتال في سوريا ادرك اللبنانيون ان الاعصار الذي يضرب سوريا وقبلها العراق وعدداً من الاقطار العربية سيضرب بلادهم عاجلاً أم آجلاً. ولم تنفع كل التحذيرات التي أطلقت في لبنان وخارجه لثني "حزب الله" عن الركوب في مركب الخطر هذا. الى درجة ان احد الناطقين بلسان هذا الحزب وصف اعلان بعبدا الشهير الذي يكرس سياسة حياد لبنان وبتوقيع من الحزب نفسه بأنه مجرد "حبر على ورق".

علماً ان مجلس الامن الدولي انطلق من هذا الاعلان وبالاجماع لكي يدين انفجار الضاحية وليدعو "حزب الله" بصورة غير مباشرة للتوقف عن التورط في الحرب السورية. لا احد يجهل ان نصرالله بتكليف من مرشد الثورة الجمهورية الاسلامية الايرانية ماضٍ بلا هوادة في التورط في الحرب السورية. وهو لهذه الغاية لم يجد غضاضة في اعفاء اسرائيل من المسؤولية المباشرة عن انفجار الضاحية! حبذا لو عاد نصرالله الى مشاهدة التسجيل لمؤتمره الصحافي الشهير الذي مارس فيه دور الخبير الاستراتيجي للبرهان على تورط اسرائيل في اغتيال الرئيس رفيق الحريري عام 2005 فيما وجهت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان الاتهام الى عناصر في حزب نصرالله بتدبير الاغتيال. في أي حال ان نصرالله الذي لن يقرأ هذه السطور ولا ما يشبهها قرر الاستمرار في التورط بالحرب السورية ولو اقتضى الامر ذهابه شخصياً الى سوريا! ما فهمه المتابعون وفقاً للملحق التفسيري ان نصرالله قبل ان يصل الى سوريا سيعرّج على منطقة لبنانية جديدة على غرار عبرا في صيدا بجنوب لبنان. وهناك من يشير بوضوح الى مجدل عنجر وعرسال البقاعيتين. اذا فعلها نصرالله، وعلى الارجح سيفعلها، معنى ذلك انه ذاهب الى سوريا فوق خراب لبنان ولا بد ان جهة ما في العالم "ترشده" بطريقة إلى جادة الصواب.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف