جريدة الجرائد

جعجع: حزب الله يحاول تحويل لبنان اصفر شاحباً والقصر الجمهوري أصبح حيفا

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

جعجع: حزب الله يحاول تحويل لبنان اصفر شاحباً: القصر الجمهوري أصبح حيفا ووزارة الدفاع ما بعد حيفا

سعد الياس

هاجم رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع حزب الله بعنف ووجّه تحية الى الشعب السوري الذي ما فتىء منذ سنتين ونصف يصارع بشجاعة فائقة أعتى طرق الإرهاب والترهيب والقتل والتدمير وصولاً الى الخنق والموت البطيء الجماعي بالأسلحة الكيميائية.


وخلال إحيائه ذكرى شهداء القوات اللبنانية قال جعجع في خطاب بثّته محطات تلفزيونية واذاعية بحضور نواب وقيادات من 14 آذار إن لبنان الذي اردناه اخضر مُشرقاً، جاء من يسعى الى تحويله اصفر شاحباً.
واعتبر اأن لبنان في أتعس أحواله هذه الأيام، فمؤسسات الدولة تعاني شللاً شبه كامل، والإستحقاقات الدستورية مُلغاة حتى إشعارٍ إلهي سوري آخر، والأمن سائب تنهشه فوضى السلاح والتفجيرات المتنقلّة، والإقتصاد لا حياة فيه، والوضع المعيشي حدّث ولا حرج. اجل، لبنان في اتعس ايامه، لأن بعض التعساء قبضوا على معظم مقدّراته، وما من تعاسةٍ مثل تحكُّم التعساء. لبنان في اصعب ايامه، لأن حزباً مسلّحاً قرر نيابةً عن بقية اللبنانيين، وخلافاً لإرادتهم، مصادرة القرار الوطني والتصرّف به على هواه، داخلياً وخارجياً، منغصاً على اللبنانيين عيشهم في الداخل، مشرعاً عليهم أبواب جهنّم من الخارج. لبنان في اصعب ايامه، لأن هذا الحزب قرر أن طريق فلسطين لا تمّر عبر المؤسسات الدستورية ولا عبر إعلان بعبدا أو القرار 1701، وإنما فوق اشلاء اهالي القصير وحلب وحمص وغوطة دمشق، بعدما جعلها تمّر عبر شوارع بيروت وأزقّتها وقرى الجبل ولبنان بأكملهب.
وأضاف جعجع ا لبنان في اصعب ايامه، لأن الكاتيوشا أصبحت رمزه الوطني. لم تستمر في سوق التداول الدموي فحسب، وإنما تبدّلت وجهتها ايضاً. فها إنّ القصر الجمهوري يصبح حيفا، ووزارة الدفاع الوطني ما بعد ما بعد حيفا. لبنان في اتعس ايامه، لأن بعضهم لم يكفه التعطيل، والتفريغ، والتخوين، والتخييم، والتقتيل والترهيب، والفساد والصفقات والتزوير، حتى بلغ به التمادي حدّ تهديد لبنان الكيان في توازناته، لبنان الوطن في دوره ورسالته، ولبنان الدولة في مؤسساته ومقوماته. لبنان في اصعب ايامه اجل، ولكن اللبنانيين اهم الغالبونب في النهايةب.
وتابع اايها اللبنانيونhellip; لقد قرر حزب الله تغيير وجه لبنان المُشعّ، تيمّناً بما هو حاصل في الجمهورية الإسلامية في إيران.ان استراتيجية حزب الله لتغيير وجه لبنان قائمةٌ على قدمٍ وساق منذ امدٍ بعيد، إلاّ ان تورّط الحزب المباشر لمصلحة النظام في سورية عجّل في سقوط آخر اوراق التين التي تلطّى حزب الله خلفها كلّ تلك السنين. لقد سقطت اوراق التين كلّهاhellip; ولم يبقَ إلاّ ورقة تفاهمhellip; ورقة تفاهم بيّنت الأيّام ما كانت الغاية منها .إن تورّط حزب الله في قمع الشعب السوري، أدّى الى استعداء عشرات الدول ومئات الملايين من العرب والمسلمين والمسيحيين والرأي العام الدولي، والى تشويه سمعة لبنان والإضرار بمصالح اللبنانيين حول العالم، والى ضرب ركائز واسس الدولة اللبنانية بحد ذاتها. إن تورط حزب الله في سورية وإحتكاره السلاح والسلطة في لبنان، وانتهاكه الدستور ومخالفته القوانين، ومعاكسته إرادة الشركاء في الوطن والمصير، اسقط الصيغة ووضع الميثاق الوطني في مهب الريح، كما ادى الى تهميش المواقع والمؤسسات الشرعية واحدةً بعد الأخرى. فها هو موقع رئاسة الجمهورية يتعرّض للتهميش بعدما تم نسف إعلان بعبدا، واستطراداً مفهوم طاولة الحوار، من اساسهما.
ها هو موقع رئاسة الحكومة يتم تخطّيه مراراً خصوصاً بعدما طعنت سياسة االنأي بالنفسب في الصميم. ها هي مؤسسة الجيش اللبناني تتحوّل في خطة حزب الله الى مجرّد مراقبٍ لتحركاته العسكرية الضخمة بين لبنان وسورية، بعيداً حتى من المعادلة التي لم نقبل بها يوماً والمسماة معادلة اجيش وشعب ومقاومة، القائمة اساساً بوجه اسرائيل وليس شعب سوريا.
من اتّخذ القرار بذهاب الحزب الى سورية؟ وماذا تبقّى من مفهوم الاستراتيجية الدفاعية؟
ماذا تبقّى من معادلة اجيش وشعب ومقاومةب بعدما تفرّد الحزب بقراره فتجاهل وجود الجيش، وضرب عرض الحائط بإرادة الشعب؟ان هذه المعادلة المسخ قد ماتت على يد حزب الله بالذات، امّا نحن فتكفّلنا بمراسم دفنها ووضع حجرٍ كبيرٍ على قبرها منذ أمد بعيد.


ايها اللبنانيونhellip; في 26 نيسان 2005 انسحب جيش الأسد من ارضنا، ولكن هيمنة بديلة حلّت مكانه سريعاً من خلال مصادرة القرار الوطني بطريقة أو بأخرى. إنّها هيمنة منقّحة ذات نفوس لبنانيّة، لا تشبه هيمنة نظام الأسد في الشكل، لكن المضمون واحد.ايها اللبنانيونhellip; صحيح ان لبنان يعيش اليوم هذا الواقع المرير، لكن بعض القلاع لا تزال تقاوم وتصر على رفض هذا الواقع، وفي طليعة هذه القلاع قوى 14 آذار، ورئاسة الجمهورية وبعض المواقع في الإدارات العامة وأكثرية صامتة مغلوبٌ على أمرها من اللبنانيين. إن صمود آخر قلاع المقاومة في لبنان، منع الجمهورية اللبنانية من السقوط بالضربة القاضية.
تحية الى المقاومة الحقيقية الفعلية، تحية الى 14 آذار، ورئيس الجمهورية والأكثرية الشعبية الصامتة، تحية الى جميع الوطنيين والشرفاء والأحرار. هؤلاء هم اشرف الناس واكثر الناس حرصاً على حياة الناس، وممتلكات الناس ومستقبل أولادهم.. ايها اللبنانيونhellip; نحن نقاوم ومصممون أكثر وأكثر على مقاومة هذا الواقع بالشراسة نفسها التي قاومنا بها إحتلالاتٍ سابقةب.
وحول انتخابات رئاسة الجمهورية قال امن يريد لرئيس الجمهورية ان يرحل، عليه هو أن يرحلhellip; امّا الجمهورية، جمهورية بشير الجميّل ورينه معوض ورفيق الحريري، فباقية باقية باقية.. إن من يريد لرئيس الجمهورية ان يرحل، هو نفسه تماماً من يخطط منذ الآن، إمّا لوصول رئيس صوري للبنان في الانتخابات الرئاسية القادمة، وإمّا لتعطيل الانتخابات. لن نقبل بتعطيل الانتخابات الرئاسية. لن نقبل بعد اليوم بأن تأتي انتخابات الرئاسة ثمرة صفقة إقليمية من هنا أو نتيجة مساومة سوداء من هناك.
لن نكون هذه المرة مجرّد لاعبين عاديين في انتخابات الرئاسة بل سنضع نصب أعيننا إعادة رئاسة الجمهورية الى وهجها. نريد رئيساً قوياً يعيد للجمهورية قوتها ورونقها. لا جمهورية قوية من دون رئيس قوي. نريد رئيساً تأتمنه ثورة الأرز على مبادئها. نريد رئيساً قائداً يجترح الحلول، لا رئيساً مديراً يدير الأزمة. نريد رئيساً يفاوض ولا يساوم، يُصالح ولا يُقايض، يُغامر ولا يُقامر، يقود سفينة الدولة الى ميناء الخلاص.
أيّها اللبنانيونhellip; إن الحكومة التي نصبو اليها اليوم، (في هذه الأيام الأبو ملحميات تزيد) هي حكومة إنسجام لا انفصام، حكومة تعمير لا تدمير، حكومة تشغيل لا تعطيل، حكومة استقرار وبحبوحة وإصلاح، لا حكومة فسادٍ وشللٍ وضياع. لن نقبل بعد اليوم بأي حكومةٍ، سواء كانت سياسية او تكنوقراط، جامعة او حيادية، حزبية او غير حزبية، لا يُشكل ااعلان بعبداب جوهر بيانها الوزاري. أمّا معادلة االجيش والشعب والمقاومةب فأكل الدهر عليها في القُصير، وشرب في غوطة دمشق من دماء النساء والأطفالب.


وختم اماّ انت يا صديقي سعد الحريريhellip; مسؤولية كبيرة أن ادعوك للعودة، لكني قطعاً لن ادعوك للبقاء حيث انت، لأن لبنان ورفاقك في ثورة الأرز اشتاقوا اليك بالفعل.
وتوجّه الى التيار الوطني الحر قائلاً كونوا حُرّاس ثورة الأرز، بدلاً من ان تكونوا انصاراً لحراس الثورة الإيرانية. اتركوا الكيماوي لأهل الكيماوي، وعودوا انتم الى البرتقالي.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف