جريدة الجرائد

الربيع العربي يحدث يقظة سياسية بين الشباب السعودي

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

الرياض - هيبت برادة


يبدو أن الثورات العربية أعطت زخماً معرفياً للشباب السعودي، ليتحولوا سريعاً من حال عدم الاكتراث بالشأن العام إلى حال طارئة من الحاجة للفهم السياسي والتعاطي معه بوعي وانتباه لم يكن مألوفاً. وأول مؤشر إلى هذه "اليقظة" السياسية عدد المدونين والمغردين والمشاركين في "فايسبوك" الذين يعلقون ويكتبون حول كل ما يتعلق بالشأن السياسي الإقليمي، إضافة إلى تفاعلهم على برامج المحادثات في الهواتف الذكية التي سهلت تناقل الأخبار والتحليلات.

ويقول سليمان المحمد (جامعي 22 سنة): "أخذ إبداء الرأي أو المشاركة سواء في مجموعات التواصل أم التحاور داخل التجمعات الشبابية في الشأن العربي والعالمي حيزاً غير قليل، خصوصاً أن تناقل الأخبار عبر تلك الوسائل بات في متناول الجميع، لذلك أجد أن المهتمين من الشباب كُثر وإن لم يدلوا جميعهم بآرائهم وأفكارهم".

ويقول سعيد صالح (جامعي 24 سنة): "منذ احتدام ثورات الربيع العربي صرت متابعاً جيداً لمجريات الأحداث سواء عبر التلفاز أم وسائل التواصل الاجتماعي، ولكنني لا أحب الخوض والمشاركة في النقاشات، ولا يعنيني سوى أن أكون ملماً بما يجري، وكثيرون من الشباب يفعلون بالمثل". ويعتبر فواز عبد الرحمن وهو موظف حكومي (29 سنة)، أن الشباب السعودي أدرك أن "الأمان أهم من أي شيء آخر"، لافتاً إلى أن "الناحية الاقتصادية وضمن وظيفة ودخل مستقر هو أكثر ما يشغل بال الشاب في هذه الفترة العمرية لضمان الحياة الكريمة والعيش الرغد".

ويقول أستاذ العلوم السياسية في جامعة الملك عبدالعزيز - جدة الدكتور وحيد هاشم: "هناك بعض الشباب المتحمس، الذي يتأثر بالوضع السياسي الراهن إقليمياً ودولياً ولكنني أرى أنهم قلة، وكوني أستاذاً بالجامعة ولي مشاهدات على الشباب أجد أنهم ومن خلال متابعتهم للتلفزيون وللأخبار ومجـريـات الأمـور السياسية الحالية من ثورة تونس إلى ثورة مصر التي انتهت وانطلقت مرة أخرى وجدوا أن هذه الثورات تهدد الأمن والاستقرار والسلام، وتؤدي إلى العنف والعنف المضاد".

ويضيف هاشم أن "الثورات العربية أدت إلى نمو وعي سياسي جديد، تأثرت بها حتى دول الخليج حيث راح الشباب والمسؤولون يبحثون في المسببات والنتائج فكان بعضها بمثابة العظة لتفادي الثورات التي تسبب تفشي الظلم والفساد والفقر والبطالة".

ويحذر هاشم من وسائل التواصل الاجتماعية التي تنشر أخباراً وكتابات تجمع كل الأطياف السياسية وتتأرجح ما بين الخطأ والصواب، "ما يؤدي إلى التشويش والغموض وتشويه الحقائق": "أنصح الشباب بقراءة التاريخ وعدم الاكتفاء بالمشاهدات التلفزيونية أو ما يكتب في وسائل التواصل الاجتماعي، فالبعض لا يستطيع التمييز بين الخطأ والصواب لذلك لا بد من توعية موجهة من الحكومات والمثقفين والكتاب والمتعلمين".

ويختلف رئيس "مركز الشرق الأوسط للدراسـات الاستـراتـيـجيـة والقانونية" الدكتور أنور عشقي مع رأي هاشم، إذ يرى أن "متعاطي السياسة من الشــبــاب السعــودي هم كثــرة وليــســوا قلة. فعند ارتياد أماكن التجمع الشبابية ولدى زيارة مواقع التواصل الاجتماعي ينشط هؤلاء الشباب بكثرة ويتعاملون مع الحدث السياسي بشكل كبير من خلال التعليقات والكتابات والأفكار"، لافتاً إلى أن "الشباب السعودي وضع كل جهده في وسائل التواصل الحديثة، حتى أن شركات الجوالات لها اهتمام كبير بالسوق السعودي بفضلهم".

ويضيف أنه "لا بد من توجيه الشباب والتوضيح لهم من هو المسؤول من النخب السياسية والفكرية وكذلك تطوير مهارات الأساتذة في الثانويات والجامعات لتحقيق الأمان الفكري، خصوصاً مع بداية العام الدراسي".

ويـــتــابع: "بـــداية من الواجب تــوعيــة المعلميــن وعقــد لقــاءات دوريــة بين المعلمين والقيادات التعليمية والمسؤولين والمفكـــرين السياسيين لتبادل الأفكار ومدهم بالمعلومات الصحيحة من خلال المحاضرات والندوات".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف