جريدة الجرائد

تحذيرات نيابية من خطر «داعش» على أمن الكويت

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

فرحان الفحيمان ووليد الهولان

الكويت في مرمى خطر (داعش)؟


الشيخ عدنان العرعور قال كلمته ومضى، محذرا من التبرع لهذه الجماعة الارهابية والتكفيرية، فاتحا النار على من يجمع لها الاموال، مصحوبا بجدل بدأ وقد تكون له تداعياته، على وقع القتال الذي تخوضه هذه الجماعة في اكثر من بلد.
على أن ما اعلنه العرعور كان له صداه النيابي، مؤكدا ضرورة الحرص اولا على مآل التبرعات التي تجود بها نفوس الكويتيين، حتى لا تصبح الكويت طرفا في النزاع الدائر بين الجماعات المتقاتلة، وموغلا في التحذير من (داعش) الى حد وصفهم بأنهم خليط من "شذاذ الآفاق" على ما أعلن النائب عبدالرحمن الجيران؟
كما برزت "نقزة" نيابية مما يجري في العراق، لا سيما من جهة القتال الدائر بين الجيش العراقي و(داعش) في منطقة الأنبار و"خشية" من انعكاساتها الأمنية على الكويت، في منطقة "تغلي".
وأكد النائب حمود الحمدان ان ما أثاره الشيخ عدنان العرعور، وهو الأكثر دراية بالوضع في سورية، يوجب على الجميع التثبت من مآل ومصير التبرعات التي تقدم لمساعدة الشعب السوري على تجاوز اوضاعه المأسوية، مشددا على ضرورة تحصين الشباب من مخاطر بعض الجماعات المتطرفة عبر التوعية الاعلامية والفكرية.
وقال الحمدان لـ "الراي" إنه بالنسبة لتنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) أو أي جماعة تحوم حولها الشبهات في سورية، فإن على المتبرع أن يحتاط من أن لا تصل تبرعاته اليها، "ونحمد الله على أن الكويت تخلو من زوار الفجر الذين دائما ما يكونون سببا لتفريخ الجماعات الارهابية والمتطرفة، لا سيما وان في الكويت انفتاحا فكريا واعلاميا، وأول من يتبنى التحذير من الجماعات المتطرفة هو التيارات الدينية بسبب ثقافتها العلمية ودراساتها من قبل مشايخ واهل العلم".
وأكد النائب عادل الخرافي أن أي حراك واختلاف بين الأفرقاء في الدول المجاورة مصحوب بالعنف ستكون له انعكاساته على المنطقة والدول التي تحشر نفسها في هذه الخلافات، بحيث لن تكون في منأى عن ردات الفعل، "وبالتالي فإننا ندعو الى عدم تجاوز الكويت حدود العمل الخيري لأن هذا الامر سيكون له انعكاس سلبي علينا".
وأوجب الخرافي التوعية من قبل الحكومة حول مصير المساعدات الانسانية التي تقدم الى الدول الشقيقة، وأن تؤكد وصولها الى وجهتها الصحيحة، وألا تصل الى الجماعات المتطرفة، لأن من شأن ذلك أن يجعل المتبرعين طرفا في الصراع وستكون لذلك تداعياته السلبية.
وشدد الخرافي على ضرورة ان تصب المساعدات الخيرية والانسانية في صالح المنظمات الدولية لضمان وصول المساعدات الى وجهتها والنأي عن مساعدة أي جماعة متطرفة، أو حتى الأفرقاء المتقاتلين، حتى لا ندخل الكويت في أتون صراعات لا علاقة لها بها.
واعلن أمين سر مجلس الأمة النائب يعقوب الصانع أن على الحكومة ان تفعل القوانين المنظمة للعمل الخيري "حتى لا ندخل طرفا في الصراعات القائمة بين الجماعات المتطرفة، ويكون مآل هذه التبرعات الخيرية دعم الارهاب".
ودعا الصانع الى "الاستفادة من تجربة المملكة العربية السعودية التي تنظم المساعدات والعمل الخيري الحكومي والأهلي على حد سواء، لضمان وصولها الى موضعها السليم، كون أن هناك رقابة على العمل الخيري فيها، وهي دولة قائمة على الحكم الشرعي وسباقة الى العمل الخيري".
ووصف الصانع تصريح الشيخ العرعور بأنه "خطير ويجعلنا في مرمى الخطر، خصوصا إذا تأكد بشكل رسمي وصول التبرعات الى الجماعات المتطرفة والارهابية".
وقال النائب الدكتور عبدالرحمن الجيران لـ "الراي" "نحن عايشنا هذه المجموعات على مدى 30 عاما مضت، خصوصا تلك التي تختصر اسمها باحرف مثل (داعش) وغيرها وهي تنتشر في بؤر القلاقل والأماكن المتنازع عليها، لأنه تسهل هناك الفتوى لعدم وجود علماء كبار يمكن الرجوع اليهم، فيتصدر هؤلاء الافتاء وزعم الجهاد".
وقال الجيران إن "الاماكن التي تشهد قلاقل مثل البوسنة والشيشان وألبانيا والصومال والعراق وسورية احتضنت التكفيريين، ونحن لا نوافقهم على ما يقولون، لان ذلك فوضى فهم ليسوا علماء ولم يستشيروا كبار العلماء، إنما هم خليط من شذاذ الآفاق ممن تدينوا حديثا وتدينهم ليس عن علم او بصيرة إنما هو حماسة زائدة ورغبة في إقامة دولة اسلامية لم يستوفوا أركانها، والنتيجة تكون الدمار والخراب لهم ولمن حولهم".
وشدد الجيران على ان "هذه الجماعة هي صنيعة الغرب ولا توجد دولة محددة ترعاها، وإنما هي جماعات تحظى بدعم مالي غير محدد وتحركاتها مرصودة من قبل الجهات المعنية".
واعلن الجيران أنه "وصلتنا رسائل من أناس تؤكد أنهم لا يريدون التعامل والتعاون مع هذه الجماعات وأن (داعش) وتنظيم القاعدة عرضا عليهم المساعدة، ولكنهم رفضوا لانهم يعتبرون أن التنظيمين يضمان أناسا غير ثقاة أو مؤتمنين على أعراض المسلمين واموالهم".
وقال النائب رياض العدساني لـ "الراي" إن ما يحدث في العراق وسورية انما هو تفكيك للدول العربية وتحويلها من دويلات الى جماعات، الأمر الذي سيعود سلبا على الوطن العربي ويسفك الدماء ويقتل الابرياء "وهي فتنة قد تمتد الى دول أخرى، وإن كنا نرى أن ما يحدث في سورية من قتل للأبرياء والنساء والاطفال عمل اجرامي من نظام بعثي تسبب في معاناة الشعب السوري طويلا وكان وراء الظلم والمجازر التي عانى منها هذا الشعب".
وطالب عضو لجنة الداخلية والدفاع البرلمانية محمد طنا الحكومة بالاعلان عن استعداداتها لمواجهة أي تطور قد يطرأ على الأحداث في العراق، خصوصا وأن الأحداث تجري في منطقة لا تبعد كثيرا عن الكويت، داعيا الحكومة إلى الاستعداد التام تحسبا لأي تصعيد مفاجئ، لافتا إلى أن أخذ الحيطة والحذر أفضل من الانتظار حتى وقوع ما لا تحمد عقباه "وعلينا توقع غير المتوقع".
وقال طنا لـ "الراي" إن الحكومة مطالبة بخطة احترازية تفاديا لتمدد القتال الدائر الآن بين الحكومة العراقية و(داعش)، "ونحن في لجنة الداخلية والدفاع سنسعى إلى عقد اجتماع عاجل مع الحكومة وسيتم بحث الأمر مع أعضاء اللجنة"
ودعا طنا الى "شحذ الهمم والاتيان بخطة مقنعة، لان الأمر في غاية الأهمية ولا مجال للتهاون في الملف الأمني، وعلى الحكومة أن تكون مستعدة دائما لمواجهة الكوارث والأزمات وتداعيات الحروب، وتضع خطة واقعية وجادة ومحكمة تكون على مستوى الحدث والطموح".
وحض طنا على "ضرورة إنشاء هيئة دائمة لإدارة الأزمات ومواجهة الكوارث، من شأنها وضع الاستعدادات والخطط اللازمة في حالات الطوارئ أو الكوارث أو الحروب، أو أي أمر غير محمود العواقب".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف