جريدة الجرائد

معركة السيسي مع «الإخوان» أصعب بكثير من ثورتي يوليو والتصحيح

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

أحمد سامح


مصر الكنانة... مصر الخالدة... مصر الحضارة... مصر العروبة... مصر المحبة.
مصر أول دولة في التاريخ، مصر الأزهر الشريف التي أرسلت إلى العالم العلماء، مصر مهبط الأنبياء والرسل.
مصر التي صدت همجية التتار، مصر التي أجلت الصليبيين عن الشرق، مصر التي كانت بجوار الشعب الجزائري في حربه لنيل الاستقلال، مصر التي كانت تدعم شعوب جنوب الجزيرة العربية في اليمن للحصول على حريتها وتحرير أرضها.


مصر التي بذلت كل غالٍ ونفيس دفاعاً عن فلسطين العربية، مصر حرب أكتوبر المجيدة.
مصر عنوان الأمن والسلام تتعرض اليوم لمؤامرة شرسة من التنظيم الدولي للإخوان بقيادة ذيول دول تعيث في الأرض فساداً وتهدر ثروتها في تخريب الدول العربية عمالة وخيانة للعروبة والإسلام وتتبنى بأموالها تدمير الأوطان العربية وتساهم بسقوط الدول العربية دولة إثر دولة.
في هذه الدراسة سنرى كيف تعيث جماعة الإخوان المسلمين في أرض مصر الكنانة، مصر الأمن والسلام فساداً وتحاول اشعال حرب أهلية وفتنة طائفية تنفيذاً لطلب الولايات المتحدة ودول تحالفت معهم ليضربوا مصر العروبة والإسلام التي أنقذت العرب والمسلمين من أهوال فتنة كبرى ثانية أيقظها صدام حسين عند غزوه الكويت بالتآمر مع التنظيم الدولي للإخوان المسلمين الذي كان أشرس من حزب البعث نفسه ودعمته وشجعته لاحتلال الخليج كله من أجل اقامة خلافتهم المشؤومة وزعيمها المقبور صدام حسين الذين أرادوا تنصيبه خليفة للمسلمين وسيروا مليوناتهم التي لا تأتي إلا بالخراب.
*

bull; "الجماعة" أسستها المخابرات البريطانية وتلقفتها نظيرتها الأميركية لتكون ورقة دائمة في يدها
bull; نافقوا مبارك وبايعوه لولاية خامسة بينما كانوا يتآمرون مع الأميركيين لـ"خلعه"

ينفذ الإخوان تهديد الولايات المتحدة للفريق أول عبدالفتاح السيسي بإشعال حرب أهلية، مهددين بأن مصير مصر سيكون مثل مصير سورية فتنة واقتتالا وخرابا ودمارا، ليرد عليهم بأي حق تتدخل في شؤوننا وتهددنا.
وقد ظنت جماعة الإخوان المسلمين بأن المصريين نسوا تاريخهم الأسود الدموي وانتهاجهم العنف والإرهاب منذ نشأتهم الأولى للوصول إلى الحكم بدءاً من عهد الملك فاروق مروراً بعهد جمال عبدالناصر وزمن أنور السادات وأثناء حكم حسني مبارك.


ظنوا أن المصريين نسوا أن الجماعة دخلت في صراعات مع كل حكام مصر لشهوتهم في السلطة والاستيلاء على الحكم منذ عهد الملك فاروق، وصدق مؤرخ مصر الكبير "عبدالرحمن الرافعي" حين قال عنهم ان "العنصر الإرهابي في هذه الجماعة كان يرمي من غير شك إلى أن يؤول إليها الحكم ولعلهم استبطأوا طريقة اعداد الرأي العام لتحقيق هذه الغاية عن طريق الانتخابات فرأوا أن القوة والعنف والإرهاب هي السبيل إلى ادراك غاياتهم".
أسستها المخابرات البريطانية
منذ أن قامت الثورات العربية وتحديداً الثورة المصرية لم يهدأ الإعلام الغربي عن تتبع مستقبل تلك الشعوب ولم يتوقف عن رسم سيناريوات لها، وكثيراً ما كانت تلك التصورات تعتقد ان الجماعات الإسلامية في المنطقة كصانع أو على الأقل شريك أساسي في مستقبل هذه الشعوب. اعتقاد تخشى الحكومات الغربية ان ينعكس عليها وعلى حلفائها في الشرق الأوسط بالأسوأ ولكن هل هذا يعني ان الغرب لا يستطيع فعلاً أن يتعامل مع هذه الجماعات أو تلك بحسب ادعائه ام انه لن يعجز حيلة عن توفيق أوضاعه معهم؟
من الواضح والجلي أن الغرب يعرف جيداً سبيله للتطبيع مع أي جماعة حتى ولو كانت إسلامية وراديكالية يثيرون بسببها قلق العالم بشأن أمنه واستقراره، وعلى ما يبدو أن هذا ما خلص إليه كتاب "العلاقات السرية لتواطؤ بريطانيا مع الإسلام المتشدد"، الذي صدر أخيراً للباحث البريطاني "مارك كيرنس" الذي يعمل باحثا بالمعهد الملكي للشؤون الدولية وباحثاً زائراً بالمعهد الفرنسي للعلاقات الدولية وبالجمعية الألمانية للسياسة الخارجية، ومديراً للحركة الألمانية العالمية.


فقد جاءت حصيلة دراسة "كيرنس" التي استغرقت أربع سنوات لعشرات الآلاف من الوثائق التي رفعت عنها الحكومة البريطانية السرية والتي ترصد في عمومها علاقة بريطانيا مع الجماعات الأصولية حتى عام "2012" كان من بينها تأمين خروج آمن لقوتها من البصرة.


وقبلها رعت لندن مؤتمرات جماعات معارضة لصدام حسين من بينها "الإخوان" ثم مؤتمرات جماعات لبشار الأسد وكان أهمها "الإخوان" ولكن كان الأكثر إثارة للاهتمام ما كشفت عنه بعض تلك الوثائق السرية عن تمويل بريطانيا للإخوان المسلمين في مصر تحت رعاية مؤسسها في ذلك الوقت.
وتحدث "مارك كيرنس" عن وجود اتفاقيات سرية بين بريطانيا والإخوان المسلمين والتي تعد جزءاً مهماً من علاقة بريطانيا بالجماعات المتشددة الإسلامية في مختلف المناطق وبالتحديد الشرق الأوسط.
وبالفعل عند الاطلاع على هذه الملفات تتأكد أن الاحتلال البريطاني بدأ بالفعل في تمويل الإخوان المسلمين عام "1942"، وبحسب الملفات المفرج عنها فإن الإخوان المسلمين كانوا يعملون تحت كنف الملك فاروق الذي كان مدعوماً من الاحتلال البريطاني وأن القصر بدأ دعم الإخوان مادياً عام "1940" وذلك اعتقاداً منه بأن فكرة شرائهم هي الطريقة المثلى لحماية عرشه ومواجهة خصومه من الوطنيين وقتها وبالذات حزب الوفد صاحب الشعبية الكبيرة.
ولكن كعادة الإخوان بحبهم للدم فقاموا باغتيال أحمد ماهر باشا والنقراشي باشا وانتهت هذه العلاقة بأن قال الملك فاروق وهو نادم "حد يربي ديب في بيته"، ويقول "مارك كيرنس" ان بريطانيا كانت تقوم بتمويل الإخوان إلا انها لم تعتبرهم حليفاً استراتيجياً لها وأن التمويل كان مجرد تكتيك برجماتي "مصلحي".


ففي فترة الأربعينات كانت بريطانيا تدعم النظام المصري بينما في فترة الخمسينات خلال فترة حكم جمال عبدالناصر كان الوضع مختلفاً فقد اعتبرت بريطانيا ان الإخوان حليف تكتيكي يمكن استغلاله في الضغط على نظام عبدالناصر خلال المفاوضات بشأن وضع القاعدة العسكرية البريطانية وكذلك كحليف قد يعمل على اغتيال عبدالناصر.
وبالمثل استخدمت الإخوان في محاولة الاطاحة بالنظام القومي السوري في الخمسينات إلا انها لم تنجح ويقول مارك كيرنس "للأسف لم تحتو تلك الملفات على تفاصيل كثيرة عن تلك العمليات".
ويستطرد قائلاً فحسب معلوماتي وضعت بريطانيا خطة للإطاحة بالنظام القومي السوري وقتها واعتبرت أن الإخوان حليف تكتيكي يساعد في إحداث اضطرابات وتنفيذ مخططات في هذا الإطار وعلى الأقل تم احباط مخططين.
فالوثائق السرية أوضحت رغبة بريطانيا في التعاون أو العمل مع الإخوان في سورية طالما هذا يحقق مصالحها.
ويقول في كتابه ان بريطانيا لديها علاقات قوية مع الإخوان والجماعات الإسلامية الأخرى كبديل للنظم القائمة قد تحكم البلاد في أي لحظة.
دعم بريطاني وسيطرة إخوانية


يسجل الجاسوس البريطاني "همفر" دعم بريطانيا للإخوان المسلمين حين ذكر قائلا "قام حسن البنا بتأسيس حركة الإخوان المسلمين في مصر عام 1928 بدعم بريطاني مباشر إذ قامت شركة قناة السويس - البريطانية بتمويل حسن البنا وجماعته في خطة وضعتها الاستخبارات البريطانية لتعزيز الأصولية الإسلامية، كما استخدم الملك فاروق الإخوان في محاربة خصومه من الشيوعيين والوطنيين المصريين.
وبفعل السخاء البريطاني في تعزيز الأصولية ازداد عدد أفراد الإخوان ليصل إلى الآلاف في مصر، كما لاقت صدى في القدس ودمشق وعمان ولم تكن الاستخبارات البريطانية وحدها من تعاونت مع جماعات الإخوان بل سعت إلى ذلك الاستخبارات الروسية والألمانية والأميركية.
ويعد فكر الإخوان المسلمين امتداداً لفكر جمال الدين الأفغاني المطالب برابطة الجامعة الإسلامية ثم من بعده محمد عبده وأخيراً السوري محمد رشيد رضا ويعود الفضل للأخير في تعزيز تلك الأفكار في مجلة "المنارة" ومهاجمة الوطنيين المصريين واصفاً اياهم بالكفار.
وكان الثلاثة يشكلون بالنسبة إلى حسن البنا الثالوث الفكري الذي نهل منه الأصولية، كما تأثر البنا كثيراً بمجلة "المنارة" وبأفكار رشيد رضا وبمجرد أن أعلن عن جماعته قامت بريطانيا ببناء مسجد له في الإسماعيلية ليكون مقراً رئيسياً لحركته الإخوانية.
وفي عام 1932 انتقل حسن البنا إلى القاهرة ونقل مقره فيها، وعلى مدى عشرين عاماً نفذ الإخوان اجندتهم السياسية تحت غطاء إسلامي واستطاعوا اختراق مؤسسات عدة بزرع خلايا فيها مثل القصر الملكي والضباط المحافظين في الجيش وحزب الوفد "العدو اللدود للإخوان".
أما الخطوة الخطيرة فكانت في عام 1936 بتشكيله فرقاً شبه عسكرية تحت تسميتها بالجوالة أولاً ثم بالكتائب وكان لها شأن عظيم لدرجة أن الملك فاروق نفسه كان يستعين بها لحمايته بل انه أوكلهم بالترتيبات الأمنية المتعلقة بحفل تنصيبه عام 1937.


وفي خضم الحرب العالمية الثانية بها عام 1942.
وقد ارتكب هذا الجهاز العديد من الجرائم مثل تنفيذ الاغتيالات وحرق ونهب ممتلكات اليهود المصريين وكأنهم يقدمون هدية لإسرائيل بهروب يهود مصر رغم ارادتهم إلى اسرائيل بحثاً عن الأمان، كما لم يسلم الشيوعيون من هجمات الإخوان وتمكنوا من اختراق الحركة الشيوعية عام 1942.
وقد استطاع حسن البنا تعزيز نفوذه على نطاق واسع داخل مصر وخارجها، حيث كان يتمتع بعلاقات جيدة مع بعض الحكام العرب وقادة الجيش في مصر وكان الملك وبريطانيا يباركون أعمال البنا نظراً لموافقتها لمصالحهم.
"ميدل ايست أون لاين".


الإخوان ورقة دائمة


في يد المخابرات الأميركية
قبل أن تتجه الجماعة إلى العمل السياسي كانت تعلن عن نفسها بأنها حركة دعوية إسلامية تهدف إلى تربية الشباب على تعاليم الإسلام ونشر الفضيلة في المجتمع ومحاربة الانحراف والفساد الأخلاقي وتعليم المواطنين دينهم وكيفية أداء العبادات والتربية الأخلاقية.
وكان المرشد ومؤسس الحركة "حسن البنا" يضمر في نفسه طموحه السياسي حتى لا يلفت الأنظار إليه، واعترف كثير من قادتهم ان غموض الأهداف واخفاء أهدافهم السياسية فترة منذ تأسيس الجماعة حتى برزت إلى العمل السياسي والتطلع إلى الحكم.


ونشأت جماعة الإخوان وأسست بمساعدة المخابرات البريطانية لضرب الحركات القومية الناشئة في بلاد الشام "سورية ولبنان" حيث عاد المثقفون الذين درسوا في أوروبا بأفكار تحررية تقدمية ودعمتهم وتحالفت معهم لمواجهة المد والفكر الاشتراكي التقدمي وحاولت بريطانيا اعتماد الجماعات الإسلامية في المنطقة كصانع أو على الأقل شريك أساسي في مستقبل تلك الشعوب.
في كتاب "ألن جيران" عن المخابرات المركزية الأميركية ذكر ان الإخوان المسلمين كانوا ورقة دائمة في يد المخابرات - كيرميت روزفلت - وان منظري الحركة تأثروا إلى حد كبير بالنظام الاقتصادي والسياسي في ألمانيا النازية وإيطاليا الفاشية وان الإخوان المسلمين هم سلاح ممتاز تستخدمه بعض الدول الغربية التي رأت منذ 1940 ان هذه الحركة هي حاجز متين ضد النفوذ الشيوعي والتغلغل السوفياتي.
ومن كل الذين استخدموا هذه الحركة فإن "كيرمت روزفلت" كان دون شك الأكثر مثابرة كما كان "كلود جوليان" يعطي مثالاً جيداً عن الشكل الذي استخدم فيه الإخوان عندما يقول "في سنة 1965 وبالتواطؤ مع وكالة المخابرات المركزية الأميركية نظمت جماعة الإخوان المسلمين المحافظة جداً مؤامرة واسعة للاطاحة بالنظام الناصري إلا أن المسؤولين الرئيسيين عنها اعتقلوا.
ويقول الفريق سامي شرف أهم وأكبر رموز العهد الناصري "لم تكن مخططات الإطاحة بعبدالناصر بعيدة بأي حال عما تنفذه المخابرات المركزية الأميركية في سائر دول العالم الثالث مستهدفة التخلص من مجموعة القيادات التي أفرزتها حركة التحرر الوطني بعد الحرب العالمية الثانية وسببوا ازعاجاً خطيراً لقوى التحالف الغربي بوجه عام وفرضوا وجودهم على ساحة التوازنات الدولية".
ولقد انساقت هذه العناصر المضللة وراء حالة من الهوس الفكري صاغها سيد قطب واستغلتها أجهزة المخابرات الأميركية والقوى المعادية لثورة يوليو أفضل استغلال ولم يفطن أي من هؤلاء المخدوعين إلى أنهم إذا ما نجح المخطط سيتسلمون دولة لا تقوم إلا على الخراب.


ومن شدة خوف المصريين من نجاح مخططات الإخوان في كل العهود منذ أن تأسست الجماعة بدءا بعهد ملك مصر فاروق الأول وبعد ثورة يوليو في عهد جمال عبدالناصر وعهد الرئيسين السادات ومبارك التي شهدت أعمالاً إرهابية وتفجيرات وسقوط شهداء مدنيين واكتشاف مخططات لتدمير مصر واغتيالات لقادتها ورموز الثقافة والفكر والأدب والفن والسياسة.
ونشأت الجماعة الغامضة وعملاؤها للمخابرات البريطانية التي أسستها ثم تلقفتها المخابرات الأميركية لتكون ورقة دائمة في يدها تحركها ضد شعوب العرب والمسلمين لتحقيق أطماعها التوسعية بمحاربة الدول والحكومات والشعوب التي تخرج من نير الاستعمار، كل هذا أصاب الشعب المصري والشعوب العربية بفوبيا الإخوان.
محاولة اغتيال عبدالناصر وتخريب مصر
يقول الفريق سامي شرف أحد أهم رموز العهد الناصري "التفت المجموعات المختلفة من الإخوان حول فكرة واحدة هي تكفير الرئيس عبدالناصر ومن ثم محاولة اغتياله، كما كان مقرراً أن تشمل عملية الاغتيالات عدداً كبيراً من رجال الدولة والكتاب والأدباء والصحافيين والفنانين وأساتذة الجامعات وغيرهم.
وبيان تفاصيل هذه المؤامرة محفوظ في أرشيف سكرتارية الرئيس للمعلومات بمنشية البكري وأرشيف المباحث العامة وأرشيف الاستخبارات الحربية.
خطط هؤلاء لإدخال بعض عناصرهم في القوات المسلحة عن طريق الالتحاق بالكلية الحربية، كما حاولوا اختراق الشرطة أيضاً بالأسلوب نفسه، يضاف إلى ذلك تجنيد عدد لا بأس به من شباب الجامعات خصوصا في الكليات العملية وبالذات كليتا العلوم والهندسة التي يمكن لعناصر فيهما أن يتمكنوا من إعداد المتفجرات بأيسر الطرق.
كما كان داخل التنظيم قسم لتجميع المعلومات يتولى مسؤوليته أحمد عبدالمجيد الموظف بإدارة كاتم أسرار وزارة الحربية.
وأجمعت قيادات التنظيم الجديد على اختيار سيد قطب لتولي رئاسة هذا التنظيم الجديد وتم الاتصال به داخل السجن وأعرب عن موافقته وقدم لهم كتابه "معالم على الطريق" ونشط في بناء التنظيم وتوسيع بنائه وقواعده بعد خروجه من السجن.


معالم على الطريق


ويكمل سامي شرف سرده فيقول "بعد إجراءات التنسيق التي تولت المتابعة بشكل جدي ودقيق ورصد كل تفصيلات المؤامرة التي خطط لها تنظيم الإخوان في العام 1965 وكان كتاب سيد قطب "معالم على الطريق" قد صدر.
لكن مشيخة الأزهر الشريف طلبت مصادرة الكتاب لما يحويه من أفكار مستوردة ومستوحاة من تعاليم أبو الأعلى المودودي الباكستاني.
وبعبارات مختصرة قد قام فكره على تكفير الحاكم والمجتمع بما يستوجب استباحة التخلص من الأنظمة التي لا تتماشى في الحكم مع هذه التعاليم والمبادئ.
وبعد اطلاع الرئيس عبدالناصر على الكتاب طلب السماح بطبعه وتناوله في سوق الكتاب مع المتابعة لحركة توزيعه.
وقد ثبت أن الكتاب قد أعيد طبعه في أربع طبعات على مدى قصير ومن دون إعلان أو دعاية للكتاب.
وعندما قدم التقرير إلى الرئيس عبدالناصر كان قراره وتحليله أنه مع تزايد التوزيع وإعادة الطباعة فهذا يعني شيئاً واحداً فقط هو أن هناك تنظيماً وراء هذا العمل.
وعن محاولة اغتيال جمال عبدالناصر الثانية بعد محاولة اغتياله الأولى في ميدان المنشية بالإسكندرية.
فقد حدث أثناء قيام الرئيس جمال عبدالناصر بزيارة الجامع الأزهر في شهر أغسطس 1965 اكتشفت وجود شخص يحمل مسدساً ويندس بين صفوف المصلين، وكان ذلك قبل وصول الرئيس فقبض عليه وبدأ التحقيق معه.
لقد كان كتاب سيد قطب "معالم على الطريق" هو الدستور الذي ارتكز عليه فكر التنظيم وبرنامجه في التحرك التآمري.
ويستطرد سامي شرف "كانت الترجمة العملية لهذه الأفكار المنحرفة هي وضع مخطط لصنع المواد الحارقة والناسفة وجمع المعلومات".
كما وضعت خططا لنسف العديد من الكباري والقناطر وبعض المصانع ومحطات توليد الكهرباء ومطار القاهرة والاسكندرية والمبنى الرئيسي لمصلحة التلفونات ومبنى ومحولات الإذاعة والتلفزيون.
كان هدف المخطط الإخواني الجديد هو إحداث شلل عام في جميع المرافق، وقد أعدوا خرائطها التي تم ضبطها، مبيناً عليها البيانات التي تفيد اسلوب وكيفية التدمير والتخريب، كما شمل المخطط ايضاً تنفيذ موجة من الاغتيالات تبدأ من الرئيس جمال عبدالناصر وكبار المسؤولين وغيرهم.
وشملت هذه الخطط تخطيطاً ضبط كان هدفه اغتيال جمال عبدالناصر أثناء تحركه في أي موكب رسمي في القاهرة أو في الإسكندرية علاوة على خطة أخرى لنسف القطار الذي كان يستقله في طريقه إلى الإسكندرية للاحتفال بعيد الثورة وخطة ثالثة لاغتياله وهو في طريقه إما إلى منزله في منشية البكري أو في طريقه لقصر القبة، وقد اكتشفت هذه المحاولات بوضع متفجرات في بالوعات المجاري في الطرق التي يسلكها.
وكانت هذه الخطط لاغتياله بالتعاون مع المخابرات الأميركية والموساد الإسرائيلي التي حاولوها مرات عدة.


أخرجهم السادات من السجون فقتلوه


ويرى سامي شرف أن الرئيس السادات حاول استخدام جماعة الإخوان المسلمين لضرب أفكار ومبادئ عبدالناصر وكل من ساروا على دربه، فأخرج أعضاء جماعة الإخوان المسلمين من السجون وأعطاهم مساحة كبيرة من حرية الحركة خصوصاً في الجامعات وفي أوساط الشباب، ما سمح لهم بإصدار مجلتهم "الدعوة"، وعقد ندواتهم ومؤتمراتهم، كما أصدروا النشرات والبوسترات وعلقوها على حوائط المدارس والجامعات والمساجد وفي الطرقات وعليها شعارهم "الإسلام هو الحل" ظناً منهم انهم سيكونون أداة في يده وسلاحاً يضرب به معارضيه، كما ظن واعتقد الملك فاروق بهذا التكتيك، فانقلبوا عليه وعاثوا في عهده فساداً ونشروا الرعب والخوف. وكما ذكرنا جعلته هذه التكتيكات يندم ويقول قولته الشهيرة "حد يربي ديب في بيته".


نفاقهم للرئيس مبارك وتآمرهم عليه مع المخابرات الأميركية


سلوك ونهج الإخوان المسلمين ليس له أدنى صلة بالإسلام كدين وسلوك حضاري ولكنها علاقة قوى وصراع على السلطة منذ نشأتها إلى الآن فهم يستغلون كل شيء، ويتحالفون مع أي شيء من أجل الوصول إلى السلطة والمال حتى ولو كان أميركا.


فلا مانع من مهادنة أي نظام يحقق مصالحهم وأهدافهم مرحلياً فأقنعوا الملك فاروق بأنهم رجاله الذين يقضون على شعبية حزب الوفد صاحب الغالبية في البرلمان وحزب كل المصريين، كما فعلوا ذلك مع جمال عبدالناصر في بداية الثورة ومع الرئيسين السادات ومبارك فحاولوا قتل الأول مرات عدة بالتعاون مع المخابرات الأميركية واغتالوا الثاني وقلبوا الثالث بالتعاون مع المخابرات الأميركية، كما كشف هذه الحقيقة صاحب مركز ابن خلدون الدكتور سعد الدين إبراهيم، ونافقوا الرئيس مبارك وأعلن مرشد الإخوان وقتها مهدي عاكف ان الجماعة ليس لديها مانع من تأييد الرئيس مبارك لفترة ولاية خامسة ليكمل مدة الثلاثين عاماً في حكم المصريين، وقال إن مبارك أب لكل المصريين بشرط أن يعترف النظام الحاكم بجماعته "جماعة الإخوان المسلمين".
وكانت تصريحاته تقول انه وجماعته رجال الرئيس مبارك الأوفياء وهم الذين حاولوا تقويض نظام حكمه في أول التسعينات بالاغتيالات والتفجيرات وحاولوا قتله في أديس أبابا ثم بعد ذلك بايعوه لولاية خامسة من أجل تحقيق مصالحهم والاعتراف بجماعتهم، وكانوا بعد 25 يناير أشد الناس إساءة للرئيس مبارك وأكثرهم تشويهاً له وتوجيه تهم له لم يرتكبها وأرادوا أن تكون محاكمته في أرض المعارض بتذاكر للفرجة والاستهزاء به.
ولن ينسى الشعب المصري ما قاله عصام العريان لعمرو موسى في حفل زفاف ابنته "أخبر أسرة مبارك أنه سيخرج من السجن إلى القبر، فقال عمرو موسى الرحمة الرحمة انتم في نعمة حافظوا عليها، قال له بنص لسان: مفيش رحمة".


السيسي بطل أبطال مصر


كانت ثورة يوليو بقيادة جمال عبدالناصر معركة سهلة فكانت الأجواء السياسية مواتية والشعب ممهد للثورة والأحزاب السياسية في عهد الملك فاروق تنازع حزب الغالبية، إلا أن الإنكليز كانوا منزعجين من حزب الغالبية، حزب الوفد الليبرالي صاحب المواقف الوطنية وصاحب تاريخ في الوطنية ومواقف صلبة ضد الاحتلال البريطاني ومدعوم بقوة من الشعب المصري فأرادت الولايات المتحدة احتواء الموقف في مصر بالتعاون مع ضباط شباب يسيطرون على البلد فيكون من السهل التعامل معهم وتحقيق أهدافها بهم فتعاونت مع الضباط الأحرار، وخرج الملك فاروق بسهولة ومن دون طلب المساعدة الأميركية والبريطانية لعودته إلى الحكم ولم يحاول إثارة القلاقل والاضطرابات وغادر في هدوء وصمت وسلام ولم يقاوم حرصاً على مصر من سفك الدماء والحرب الأهلية.
كذلك كانت معركة ثورة تصحيح مسار ثورة 23 يوليو سهلة واختارت قيادات جمال عبدالناصر الاستسلام وتجنب مصر حرباً أهلية رغم أنه كان معهم وزير الحربية القائد العام للقوات المسلحة ووزير الداخلية ووزير الإعلام ورئيس مجلس الشعب، فالشعب المصري مسالم بطبيعته ولن يسمح بحرب أهلية من أجل شهوة الحكم والطمع في السلطة.
كذلك فعل الرئيس حسني مبارك حين ترك السلطة وتنازل عن الحكم ورفض أن يغادر مصر وقال سأعيش على أرض مصر وأموت على أرضها، وقدم للمحاكمة واستسلم واحترم القضاة.
والكل يشهد أنه جنب مصر حرباً أهلية ولم يصدر قراراً للقوات المسلحة بقمع المظاهرات وقتل المتظاهرين.
لكن معركة الفريق أول عبدالفتاح السيسي كانت شرسة وصعبة في تحرير مصر من سلطة إرهابية عميلة خائنة للوطن، معركة مع نفر لا ضمير لهم يطالبون أميركا بالتقدم لغزو مصر، معركة يواجه فيها الفريق أول عبدالفتاح السيسي مخططات تلك الجماعة ومن يعاونهم، بعد أن هيأه المولى عز وجل ليكون بطل انقاذ مصر من هذه المؤامرة العالمية وخيانة فصيل معدوم الضمير متعطش للدم منذ نشأته في العام 1928.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف