سوريا: «جنيف-2» والبحث عن حكومة انتقالية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
جهود دبلوماسية لإنهاء الحرب الأهلية
كارين دي يونج وليز سلاي
باريس
يوم الأحد الماضي، حذر المؤيدون الدوليون للمعارضة المنقسمة في سوريا، الزعماء السياسيين للمتمردين بأن المفاوضات القادمة من أجل تشكيل حكومة انتقالية تحل محل الرئيس بشار الأسد، قد تكون آخر وأفضل أمل لإنهاء الحرب الأهلية الدائرة في بلادهم.
ومع تبقي أقل من أسبوعين على بدء مؤتمر التفاوض "جنيف-2" حول سوريا، والذي يعقد تحت رعاية الأمم المتحدة، فإن ائتلاف المعارضة السورية الذي تدعمه الولايات المتحدة لم يقرر بعد ما إذا كان يعتزم حضور المؤتمر.
ووسط حالة متزايدة من الإحباط بين مؤيديه، فإن محاولات الجماعة للتوصل إلى اتفاق، وتعيين الوفد الذي سيحضر المؤتمر قد انهارت مراراً وتكراراً. وقد أعيد انتخاب رئيس الائتلاف أحمد الجربا مؤخراً في سباق أحدث المزيد من الانقسام في المعارضة السياسية. وفي لقاءات عقدت في باريس مع عدد من المسؤولين، من بينهم وزير الخارجية الأميركي جون كيري، ووزراء خارجية عشر دول أوروبية وعربية، ذكر "الجربا" أن بعض قادة المعارضة ما زالوا يشكون في إمكانية الاعتماد على الولايات المتحدة والدول الأخرى لإجبار الأسد على التنحي عن السلطة من خلال اتفاق سياسي.
من جانبه أكد وزير الخارجية الفرنسي "لوران فابيوس" أن مجموعة الدول المانحة ملتزمة بوضع نهاية لنظام الأسد الحالي. وأضاف أن الحل السياسي هو الحل الوحيد لإنهاء الأزمة في سوريا، مؤكداً أن مؤتمر "جنيف 2" يجب أن يؤدي إلى تشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة. وفي بيان رسمي، ذكرت دول مجموعة الـ11 والمعروفة باسم "مجموعة لندن"، حيث التقى الوفود لأول مرة في الأيام الأولى لاندلاع الحرب الأهلية في سوريا، أنه "طالما أن الأسد باق في السلطة، فليس هناك أي احتمال للسلام والاستقرار في سوريا والمنطقة".
ومن المتوقع أن ينقل "الجربا" هذا البيان لائتلاف المعارضة السورية، المقرر أن يعقد اجتماعاً وشيكاً لاتخاذ قرار بشأن حضور مؤتمر جنيف. وأشار "كيري" في مؤتمر صحفي مع نظيره القطري خالد بن محمد العطية "أنه على ثقة، شخصياً بأن المعارضة السورية ستأتي إلى جنيف، وأن المعارضة تدرك المخاطر".
وأكد رئيس الدبلوماسية الأميركية مجدداً أن الحل السلمي يُعد السبيل الوحيد للخروج من الأزمة السورية، معتبراً أن مؤتمر ldquo;جنيف 2rdquo;، يُعد أفضل فرصة لجمع النظام والمعارضة من أجل التفاوض. وشدد على أنه يتعين على السوريين التوصل إلى حل لإنهاء العنف وسفك الدماء، وعلى النظام السماح بمرور المساعدات الإنسانية. ومن المقرر أن يبحث مؤتمر جنيف، الذي سيعقد في 22 يناير، تنفيذ الاتفاق الذي تم التوصل إليه منذ 18 شهراً من قبل مجموعة كبيرة من الدول -من بينها روسيا، واحدة من أكبر مؤيدي الأسد- والذي يدعو إلى تشكيل حكومة انتقالية في سوريا من خلال تسوية تفاوضية بين الأطراف المتصارعة.
وسوف يتم اختيار الوفود التي ستحضر المؤتمر "باتفاق متبادل" مما يعني، وفقاً لما ذكرته المعارضة والمؤيدين لها، أن الأسد لن يمكنه الحضور أو البقاء في السلطة. وذكر الأسد وروسيا وإيران، الداعم الرئيسي الآخر للرئيس السوري، أن منعه من السلطة في المستقبل هو "شرط مسبق" غير مقبول للمحادثات، على الرغم من موافقة الحكومة على الحضور.
تأتي هذه الجهود الدبلوماسية بينما يحتدم القتال بين المتمردين والمقاتلين مع ldquo;الدولة الإسلامية في العراق وسورياrdquo; التابعة لتنظيم ldquo;القاعدةrdquo; في معظم المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في شمال سوريا.
وقد قتل 697 شخصا على الأقل في خلال عشرة أيام منذ اندلاع الاشتباكات بين الفصيلين، وفقا للبيانات التي نشرها المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا يوم الأحد. وقيل إن معظم القتلى من المقاتلين، ولكن كان من بينهم مئة مدني على الأقل، إلى جانب 21 ناشطاً قامت الدولة الإسلامية التابعة لتنظيم ldquo;القاعدةrdquo; في العراق وسوريا باعتقالهم وإعدامهم في حلب قبل أن تفقد الجماعة سيطرتها على مقرها هناك.
كما تم الكشف يوم الأحد الماضي عن جثث 11 شخصاً تم تقييدهم وإطلاق الرصاص عليهم في الرأس في قاعدة أخرى تابعة لـrdquo;الدولة الإسلاميةrdquo; استولى عليها المتمردون في حلب.
وقالت حركة ldquo;أحرار الشامrdquo; الإسلامية، التي لعبت دوراً بارزاً في الثورة ضد ldquo;الدولة الإسلامية في العراق والشامrdquo;، على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" إن ما يقرب من 100 من مقاتليها قد قتلوا يوم الأحد في عاصمة محافظة الرقة التي تقع بشمال وسط البلاد.
كما قيل إن عشرات الأشخاص قد قتلوا في الهجمات التي شنتها القوات الحكومية على المناطق التي يسيطر عليها المتمردون في جميع أنحاء البلاد، من بينهم 21 شخصاً قتلوا عندما أسقطت الطائرات براميل معبأة بالمتفجرات على بلدة الباب بمدينة حلب.
على جانب آخر، أشار ldquo;كيريrdquo; إلى أن الولايات المتحدة تتجه نحو استئناف تقديم المساعدات العسكرية غير الفتاكة لقوى المعارضة المعتدلة في شمال سوريا. وقد تم تعليق المساعدات في نهاية العام الماضي بعد أن استولى مقاتلو ldquo;الدولة الإسلامية في العراق والشامrdquo; على مستودع على الحدود التركية، حيث كان يستخدم لتخزين المساعدات المقدمة إلى الجماعات المتمردة التي تدعمها الولايات المتحدة. ومن المقرر أن يحضر ldquo;كيريrdquo;، يوم الأربعاء، مؤتمر المانحين الثاني لسوريا الذي تستضيفه دولة الكويت. وقال وزير الخارجية الأميركي إن الحرب قد شردت ثمانية ملايين شخص وأجبرت مليونين آخرين على الفرار من البلاد. وعلى الرغم من أنه من المتوقع أن تتعهد إدارة أوباما بتقديم المزيد من الأموال، فإن ldquo;كيريrdquo; قد ذكر أن "أفضل الحلول لهذه الأزمة الإنسانية هو التوصل لحل سياسي والتوقف عن خلق المزيد من اللاجئين.. نحن لا نبحث عن سياسة من شأنها ببساطة تقديم المزيد من المساعدات للاجئين. نحن نبحث عن سياسة لإنقاذ سوريا".
ينشر بترتيب خاص مع خدمة
"واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس"