جريدة الجرائد

الإصلاح و«الفجوة الثقافية»!

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

تركي العازمي

صيحة على " الداو"... تحقيق حول "الحصى المتطاير"... وظهور المبادرات الإصلاحية ونحن بين هؤلاء وأولئك نذكر ما نلاحظه من تغيير مخيف طرأ على الثقافة الاجتماعية ولا حياة لمن تنادي!
يتساءل زميل مخضرم: هل هناك ردود فعل لما تكتب حول الفكر القيادي والاستراتيجي و"التقلبات" في المواقف والمفاهيم الاجتماعية التي تقود التغير السلبي الحاصل في تعاملنا مع القضايا المطروحة؟
طبعاً... لا يوجد تفاعل يذكر لسبب بسيط جدا... إن ما يكتب يقرأه البعض ولا يعجبه المضمون وبالتالي لا يرفعه لأصحاب القرار ولا يعيره أي اهتمام لأن ثقافته مبنية على اعتقاد بأن ما يخالف كيمياءه الشخصية لا يستحق الإشادة وبالتالي نحن وغيرنا وإن كتبنا لا نجد صدى إيجابيا وهو من وجهة نظري أمر طبيعي... فأصحاب القرار تعجبهم هذه النوعية من المستشارين ممن يجيدون وباحترافية سلوك "طأطأة الرؤوس" وكل شيء تمام يا فندم!
الزميل لم يعجبه الرد حيث قال "طيب ما الفائدة من الكتابة إذاً؟!"

إن الإصلاح لا يفقد صاحبه الأمل... إنها قناعات راسخة في كل فرد يؤمن بأن بقاء الحال من المحال وإن لكل زمان دولة ورجالا... فدولة الفساد وإن استمرت فهي لن تبقى على وضعها... إنها معادلة ربانية... فالبشر تشعر بوجوب الوقوف في وجه الفساد ورجاله المفسدين متى ما بلغت حالته مرحلة متقدمة وأعتقد بأن معالمها قد ظهرت! الآن... بدأ العد التنازلي مع ظهور تحركات إصلاحية عبر المبادرات المتعددة والداعية للإصلاح السياسي عبر نشر "الفضائح" وبدء التحقيق في قضايا تفوح منها رائحة الفساد!


المفسدون يبحثون عن وسائل غير مشروعة للوصول إلى الثراء وأصبحوا في منأى من العقاب وأخذوا "يوزعون" ممثليهم للكسب غير المشروع...
وللأمانة نشعر أننا بين هؤلاء المصلحين أصحاب حسن النوايا (غير المسموع لآرائهم) وأولئك السياسيين ومن لهم تأثير على أصحاب القرار بـ "فجوة ثقافية" تعاني منها الدولة!
لذلك، الإصلاح يبدأ من تغيير الطاقم الاستشاري المحيط بأصحاب القرار وبعض السياسيين المغيبين عن حقيقة ما يشعر به المواطن البسيط!
نبين هذه الفجوة لأن الفساد ليس مقصورا على "الداو"... إنه سلوك مفسد تغلغل بتعمق إلى جسد معظم مؤسساتنا العام منها والخاص حتى الجمعيات التعاونية فيها فساد لا تحمله "البعارين"!
عودوا إلى رشدكم وأرجوكم رجاءً حارا أن تغيروا بطانتكم الاستشارية ولتكن مكافحة الفساد والإصلاح منطلقة من تغيير مفاهيمنا الثقافية لسد الفجوة، وهي وإن كانت صعبة لكنها تحتاج إلى حسن نوايا الإصلاح لدى أصحاب القرار وخلاف ذلك سيتركنا بين هؤلاء وأولئك... والله المستعان

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف