ما هي وظيفة الداعية؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
عبدالله بن بخيت
ما هي وظيفة الداعية؟ سؤال طرحته على نفسي وتأملت فيه كثيراً. لكي لا يعوم السؤال سأضعه في حدود أشهر داعية: ما هي وظيفة القرضاوي؟ هات ورقة وقلماً وحدد المسؤوليات التي اضطلع بها هذا الرجل في السنوات العشر الأخيرة. يطلق على نفسه كما يطلق عليه مريدوه (داعية إسلامي).
عندما تسأل أقرب رجل بسيط ما هو دور الداعية الإسلامي سيقول بلا تردد يدعو إلى الله، أو يدعو إلى الإسلام. هل سمعت أن قام القرضاوي بزيارة جنوب السودان حيث يوجد الوثنيون المحتاجون إلى من يدعوهم إلى دين التوحيد؟ هل سمعت أن القرضاوي زار أمريكا الجنوبية يزاحم الكنيسة الكاثوليكية في عمقها الاستراتيجي؟ هل سمعت أن القرضاوي ترجم القرآن إلى لغة شعب ناء محروم من هذا الكتاب العظيم؟ هل سمعتم أن القرضاوي جمع شباباً وألقى فيهم محاضرة عن الدعوة إلى الإسلام في شرق آسيا أو في الصين أو أستراليا؟ هل قرأت كتاباً للقرضاوي يخبرك فيه ما هو الأسلوب المناسب للدعوة بين الشعوب البسيطة والأسلوب المناسب للدعوة بين الشعوب المتمدنة؟ هل ألف كتاباً مبسطاً موجهاً إلى الشعب الأسترالي أو الفنزويلي يقدم فيه الإسلام بلغتهم وبالطريقة التي يفهمونها؟ هل سمعت أن القرضاوي طلب من حكومة إسلامية منحة دراسية لعدد من الشبان المهتدين للإسلام حديثاً على يده؟ هل سمعت أن القرضاوي أصيب بنزلة برد بسبب زيارته الدعوية للأسكيمو؟ هل الفنادق الفاخرة في الدوحة أو إسطنبول أو لندن هي المكان المناسب للدعوة إلى الله والإسلام؟ ما هو الدور الذي اضطلع به القرضاوي في السنوات العشر الأخيرة الذي يسمح لنا أن نسميه داعية ونضيف عليها كلمة إسلامي؟
كان أول المنخرطين في الثورة التونسية مروجاً لهذا ضد هذا. كان أول المندفعين إلى ميدان التحرير إبان الثورة المصرية. كان أول المؤيدين لضربات حلف الناتو الموجهة ضد جيش القذافي. كان أول الخائضين في الثورة السورية وأول المطبلين لأردوغان. كل ما عرفناه عن القرضاوي أن يقفز من قضية سياسية إلى أخرى ومن اضطراب إلى آخر وكان آخرها أن أعلن رفضه قصف داعش الإجرامي. هل هذا الرجل داعية إسلامي أم داعية سياسي؟ كيف يكون رجل هذه وظيفته داعية إسلامي وكيف يجد من يسبغ هذه الوظيفة عليه.
لنعد الآن إلى السؤال ما هي وظيفة الداعية؟ احذف اسم القرضاوي وضع مكانه كل من تريد من الدعاة العابرين للحدود من السعوديين. هل يستقيم أن نقول إن فلان يدعو للإسلام وهو يتنقل بين الخرج والقريات وشقراء ومكة. تقام على شرفه الاحتفالات وتوقد له المداخن وتطرح على مائدته عشرات الذبائح ولا يسافر إلا بصحبته عدد من المرافقين الشبان (الخوياء) وعلى بشته كمية من الزري تكفي قيمتها لإطعام عشرات العوائل الفقيرة. هل هذا داعية للإسلام؟ هل كالخرج أو مكة أو شقراء بيئات ثقافية يحتاج أهلها إلى داعية (بكامل زخرفته) يهديهم إلى الإسلام؟. هل المحاضرات والخطب الحماسية التي يدين فيها حكومة ويؤيد أخرى هي دعوة إلى الإسلام؟
تابع قضاياهم لن تجدهم يختلفون عن شيخهم القرضاوي: يتحركون بين الدول والقضايا السياسية. يصدرون البيانات ويستنكرون ويؤيدون ويدينون ويزورون الدول ويلتقون مسؤوليها. يساندون منظمة ضد منظمة وحزباً ضد حزب. وزارة خارجية متنقلة. لا يكتفون بالدور السياسي بل يمارسون دور وزارة دعاية وإعلام. يلقون الخطب ويهاجمون الخصوم ويحثون الجماهير. أين موقع الدعوة إلى الإسلام في هذه المنازلات السياسة الكبرى. مشكلتنا أن مشكلتنا بين أيدينا ونبحث عن حلها عند الآخرين.
&