جريدة الجرائد

تحذيرات أردنية من استغلال الحرب على «داعش» لإعادة تقسيم المنطقة العربية

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

&

&

&

&حمزة العكايلة

حذّر سياسيون أردنيون من أن تتخذ محاربة الحركات المتطرفة في المنطقة العربية وعلى رأسها تنظيم &"داعش&" ذريعة لتغيير محتمل في البنية الديموغرافية والدينية للمنطقة على أسس دينية وعرقية.
واعتبروا أن أسوأ ما أنتجته الحركات المتطرفة فضلاً عن استهدافها المدنيين والأبرياء، &"الإسهام في تهجير مسيحيي الشرق والتنكيل بهم، والإساءة لصورة الإسلام وتقديمه على أنه دين تطرف ودم، ما يستدعي حالة من الخوف من تقسيم جديد للمنطقة&".


ويطرح جواد العناني، وزير الخارجية الأردني الأسبق والعضو الحالي في مجلس الأعيان (الغرفة الثانية للبرلمان)، عدة مخاوف من الحرب على &"داعش&"، قائلاً إن &"داعش لا يمثل الإسلام، وممارسته المتطرفة والدموية لم تأت بخير علينا، لكن نخشى أن يستغل الغرب الحرب على التنظيم لإعادة تقسيم المنطقة العربية من جديد&". ويضيف العناني أن &"الحديث عن أهداف داعش ومعاداته لتقسيمات اتفاقية سايكس بيكو (عام 1916 قسمت بموجبها المنطقة العربية إلى دول وأقطار تحت الوصاية والانتداب البريطاني والفرنسي) في المنطقة العربية تجهضه تمامًا الممارسات التي يقوم بها التنظيم بحق الأبرياء وعلى رأسهم الأخوة المسيحيون&".


وعقب سيطرته على الموصل (شمال) في العاشر من حزيران/يونيو الماضي أعلن تنظيم &"داعش&" رفضه لحدود &"سايكس بيكو&"، قائلا: &"ستبقى الشام والعراق ساحة واحدة وقيادة واحدة، ولن تفصل بينهما حدود&"، وتوعد التنظيم بأن &"يهدم الساتر ويردم الخندق ويزيل الأسلاك، ويمسح الحدود من الخريطة&". ويمضى قائلاً: &"نحن في الأردن كما أكد الملك عبد الله الثاني وكذلك الحكومة الأردنية في أكثر من منبر قد نضجت تجربتنا في العيش الإسلامي المسيحي كحالة متميزة في الشرق الأوسط، لكن مرد الخوف لا يأتي من الأردن بل من التطورات التي تحصل في المنطقة والخوف من أن يمتد الصراع والاقتتال والعنف إلى مناطق أوسع، وكذلك الخوف والهواجس التي تأتي من تمدد تنظيم داعش في وقت أعلن الغرب أنه أعد له جيوشاً لمحاربته، وهو ما يعزز المخاوف من وجود نوايا لتقيسم المنطقة على أسس دينية وعرقية&". ومنذ نحو أربعة أشهر، يسيطر تنظيم &"داعش&" على مناطق واسعة شرقي سوريا وشمالي وغربي العراق، ومع تنامي قوة التنظيم أعلنت الولايات المتحدة أنها حشدت أكثر من 60 دولة، إقليمية وغربية، في تحالف، على أمل دحر تنظيم &"داعش&". ويشير العناني إلى أن هناك نماذج عربية ماثلة اليوم من تقسيم للعراق على أسس طائفية، وكذلك اليمن، فيما تبدو نوايا أخرى لتقسيم ليبيا على أسس مناطقية، وكل هذا يصب في مصلحة إسرائيل ويمكن قراءة ذلك بما عبر عنه رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو عقب سقوط الموصل بقوله إن سايكس بيكو ما عادت تنفع، الأمر الذي يفتح شهيتهم على مزيد من التقسيم. ويتابع العناني: &"وهو ما حذّر منه الراحل الملك حسين بتأكيداته المستمرة أن إسرائيل تسعى إلى تقسيم المنطقة وشرذمتها على أسس دينية لتحقيق هدفها بيهودية الدولة، لتصل إسرائيل بنهاية المطاف للقول أنها تريد اعترافاً بيهوديتها كواحدة من هذه الدويلات الدينية الوليدة في المنطقة&".


ومن جانبه، يرى الكاتب والمحلل السياسي حسين الرواشدة، ذو التوجهات الإسلامية، أن الممارسات &"الدموية&" التي ارتكبها تنظيم &"داعش&" أثرت في حضور المسيحيين بالمنطقة العربية، وقد بدا هذا التأثير بعد أن كان المشهد للمسلمين والمسيحيين في المنطقة العربية يتسم بالوئام، فأصبح هناك أثر واضح وتهديد لهذا الوئام بسبب الحروب التي تشهدها المنطقة وبالدرجة الأساسية ما يمارسه تنظيم &"داعش&" بحقهم. ويذهب الرواشدة لتفصيل تلك الآثار بالدلالة على هجرة كبيرة للمسيحيين من المنطقة العربية وسط إغراءات الغرب، الأمر الذي يجعل المنطقة العربية &"موحشة&" بهجرتهم، وهم الذين &"شكلوا جزءاً هاماً من حضارات الأمة العربية والإسلامية&".
إلا أنه يستحضر مبادرات حميدة حاولت إجهاض مشاريع تهجيرهم واستهدافهم، فكانت قبائل عراقية تفتح أذرعها لاستقبالهم بعد أن &"نكلت بهم يد التطرف&"، كذلك على الوجه الآخر فإن المسيحيين في فلسطين وغزة فتحوا بيوتهم لإخوانهم المسلمين بعد أن &"نكل بهم العدو الصهيوني&". ويؤكد ضرورة &"تدعيم أي مبادرة لوقف هجرة المسيحيين، وتعميق الوحدة والنسيج المجتمعي معهم، والتأكيد على أن عدوهم وعدو المسلمين واحد&". ويرى أنه في ظل حالة عدم اليقين والوضوح في نشوء &"داعش&" وأهدافها وتمددها وغيرها من الجماعات المسلحة التي انبرت للتحدث باسم الإسلام، فإن السيناريوهات تبقى واردة تجاه أي احتمال، وأهمها استغلال الحرب على &"داعش&" لتقسيم جديد للمنطقة وإعادة إنتاج سايكس بيكو جديدة، في ظل حالة الضعف العربية المغرية للعدو.


وحول تبني &"داعش&" وغيرها لمصطلحات الخلافة والدولة، يقول الرواشدة إن الإسلام لم يضع إطارا محددا لشكل الدولة، فالمضامين والأهداف التي تحملها الدولة هي الأهم، والخوف والقلق يكمن اليوم بوجود منظرين للتيار المتطرف المسلح يروجون لفكرهم، في حين أن من يعقد عليهم الأمل &"المعتدلين&" يعيشون حالة من الصمت.


وفي نهاية تموز/يوليو الماضي، أمهل تنظيم &"داعش&" مسيحيي مدينة الموصل (شمالي العراق)، أحد أبرز معاقل التنظيم بالعراق، مهلة دعاهم فيها إلى الاختيار بين اعتناق الإسلام أو إعطائهم عهد الذمة (أي دفع الجزية مقابل الأمان) أو مغادرة المدينة دون ممتلكاتهم باعتبارها &"غنائم&"، مما اضطر معظم سكان المدينة إلى مغادرتها.


وفي الثاني من شهر آب/اغسطس الماضي، سيطر التنظيم على مدينة قرقوش، أكبر مدينة عراقية من حيث الكثافة السكانية المسيحية، ومدينة برطلة (ذات أغلبية مسيحية)، بمحافظة نينوي (شمال) بعد انسحاب القوات الحكومية والبيشمركة، ما دفع أكثر من 100 ألف عراقي مسيحي على الأقل للفرار باتجاه إقليم شمال العراق، بحسب بطريرك بابل للكلدان في العراق والعالم، لويس ساكو، وهم أهم قيادة مسيحية في العراق.


ويقدر عدد المسيحيين في العراق بحوالي 450 ألف شخص، وفقا لتقديرات غير رسمية، والمسيحية هي الديانة الثانية في العراق بعد الإسلام، الذين يدين به غالبية السكان.
&

&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
اعدلوا يا عرب
زارا -

ليعاد "تقسيم" المنطقة "العربية", وماذا في ذلك؟! هل لأنكم تعرفون انها غير عربية وتم تقسيمها حسب رغبات العرب منذ نهاية الحرب العالمية الأولى؟! لماذا من الغدر تقسيم البلاد "العربية" (والتي هي ليست حقا عربية بل محتلة) وتعتبرون ان من العدل تقسيم الأرض الكوردية وتشريد الأرمن؟ انتم العرب لن تفلحوا ابدا لأنكم دوما توزنون بميزانين, والذي ليس مع الحق ليس مع الله.شكرا يا ايلاف.

على العرب ان ينتبهوا
عبدالعزيز المغربي -

أكيد ان هناك شئ ما يتم التخطيط له في دوائر القرار الدولي في واشنطن ولندن ،مر قرن على سايس بيكو الدين قسموا المنطقة ربما يراوهم فكر اعادة النظر في التقسيم القديم لأنهم يتحكمون في القوة والاقتصاد الدوليين معا لا توجد قوة قد تقف في وجههم أيا كانت والامر لا يحتاج الى تحليل ودليل ،من هدا فمخاوف نخب المنطقة العربية الواعية مشروعة وهي مخاوف يجب تحمل على محمل الجد هناك دول بنياتها الاجتماعية توفر عناصر هدا التخوف

التحالف زود داعش بمعلومات
UB10 -

كشف رئيس كتلة صادقون حسن سالم ان الضربات الجوية للتحالف الدولي بدأت تستهدف رجال الفصائل الاسلامية وقوات الجيش دون داعش في خطوة وصفها بالخطيرة . سالم وفي اتصال قال ان الوضع قبل مجيئ التحالف الدولي كان افضل ، مبينا ان الفصائل الاسلامية والمتطوعين حققوا انتصارات كبيرة على داعش وبدأوا سيترجعون المناطق التي استولت عليها تلك العصابات. واضاف لقد تمكنا من الحصول على معلومات تؤكد ان هذا التحالف زود داعش بمعلومات استخبارية دقيقة عن تحركات الجيش والفصائل الاسلامية في كل مكان ، وهذا ما يفسر سبب تحقيق داعش تقدم على مستوى الارض في بعض المناطق .

الاحتلا ل العربي لكوردست
Rizgar -

الاحتلا ل العربي لكوردستان , احتلال لا اخلاقي ,حتى بالمقايس ......التعريب من ابشع انواع العنصرية انا

مصير الدول العربية اللق
Rizgar -

مصير الدول العربية اللقيطة مصير بئس

عاصمة الانفال
عاصمة الانفال -

عاصمة الانفال اللهم دمر عاصمة الانفال والى الابد , اللهم انشر الطاعون في عاصمة الانفال والى الابد , اللهم زلزل عاصمة الانفال كما زلزلوا بيوت الفقراء الكورد , اللهم اغرق عاصمة الا نفال في المياه الاسنة , اللهم اغرق عاصمة الانفال والى الابد ....

(1991)
وفي مطلع عام (1991) -

وفي مطلع عام (1991) حين هزم الجيش العراقي من الكويت، فأن أول ما قام به ذلك الجيش (الباسل) هو اشعال النار في أبار النفط الكويتية ضاربا بذلك عرض الحائط بكل القيم الأخلاقية السامية عرض الحائط. ويوم انسحبت البيشمركه من كركوك في العام نفسه لأسباب لامجال لذكرها هنا فأنها لم تحرق ابار النفط فيها،وكان بوسعها ذلك وبسهوله بالرغم من أن الحكومات العراقية كانت تستخدم موارد النفط في كركوك ضد الكرد لعقود من السنين، والأمر الأشد عارا وخجلا،ان الجيش العراقي الملقب بالباسل وحارس البوابة الشرقية للامة العربية هتك أعراض أكثر من (1000) امرأة وفتاة كويتية عند احتلاله للكويت. وفي أذار 1991 عندما انهار الجيش العراقي امام البيشمركه والجماهير الشعبية الكردية،فأن البيشمركه لم تنتقم من ضباط وجنود ذلك الجيش المجرم لما ارتكبه من فظائع يندى لها الجبين مثل: قصفه لحلبجة بالكيمياوي وتسليط الأنفال السئ الصيت على الكرد فهدمه ل (4500) قرية كردية ودفنه لعشرات الألوف من الكرد في المقابر الجماعية. ان البيشمركه بدلا من ان تعاقبهم راحت والأهالي ليقدمون الطعام والشراب الى اولئك الضباط والجنود في طريق عودتهم الى اسرهم في الوسط والجنوب من العراق.