جريدة الجرائد

هل من وساطة مصرية للأسد؟

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

عبد الرحمن الراشد

&"الرئيس (السوري) بشار الأسد، الذي يسعى باتصالاته الدبلوماسية مع (مصر) إلى إقناعها بالتوسط لدى السعودية (حليفتها) الكبرى حاليا، لتعديل موقفها المتشدّد منه ومن نظامه، وهي اتصالات موثقة. وهو يحاول الإيحاء في اتصالاته بوجود خلافات أساسية بينه وبين إيران، وخصوصا حول دور الدين في الدولة والنظام. علما بأن تجاوب مصر حاليا قد يكون مستبعدا&"!


هذه رواية نعوم سركيس، في مقاله في جريدة &"النهار&"، الذي يملك مصداقية تجعلنا نتوقف عندها؛ فاستعانة الأسد بالقاهرة تؤكد كل ما لدينا من معلومات؛ إنه يعيش أسوأ مراحله منذ قيام الثورة في مطلع عام 2011. فهل فعلا هو على خلاف مع الإيرانيين؟ وهل القيادة المصرية مستعدة للتوسط لإنقاذ أسوأ ديكتاتور عرفته المنطقة في مائة عام؟ وهل يعقل أن تقبل السعودية أن تعيد العلاقة معه؟


ولو بدأنا من الأخير، فإنه من المستحيل أن ترضى السعودية بعقد صفقة، مهما كان الوسيط وكان عرض الوساطة، لأسباب من بينها أن هناك ربع مليون إنسان قتلهم النظام، أمر لا يمكن أن يغتفر، مهما كانت توبة الأسد. وثانيا، لقد أصبح الصراع أكبر من الأسد. ولا أستبعد أن يلجأ الرئيس السوري، المحاصر في الزاوية، إلى مصر طلبا لشفاعتها وفك الحبل عن رقبته، إنما من المستبعد تماما أن تجد رغبته صدى في الرياض.


وإذا كان الأسد حقا يحاول التغرير بالجانبين المصري والسعودي، مدعيا الخلاف مع الإيرانيين بسبب التدخلات الدينية في دولته، فإن أحدا لن يصدقه، لأنهما يدركان أنه ليس في موقع يسمح له أن يتعالى على الإيرانيين وهم من يقومون بالقتال نيابة عنه، وقد أنفقوا الكثير في سبيل إبقاء نظام البعث السوري على قيد الحياة حتى الآن. لقد فقد النظام معظم قدرات مؤسستيه العسكرية والأمنية اللتين حكم بهما البلاد طوال أربعة عقود. ودون أن تستمر إيران في دعم النظام الأسدي فإنه يسقط في ليلة.


ولقد جرّب الأسد مرات إقناع السعودية بتغيير موقفها وفشل، لأنه لا ينوي أبدا التخلي عن السلطة، حتى في إطار مصالحة تحافظ على هيكل الدولة ببعض شخصياتها الحالية. وفي المملكة رأي عام مطابق لموقف الحكومة، وحاد جدا، يستحيل أن يقبل بمصالحة مع الأسد الذي يعتبره أبشع حاكم عرفته المنطقة في تاريخها. وبالتالي لا بد من القول إن على الأسد أن ينسى فكرة المصالحة، وأن يسلك الطريق الوحيد أمامه، أن يحزم حقيبته ويرحل إلى موسكو أو طهران. وبإمكان مصر، إن كانت تشعر بشيء نحوه أو تريد مقايضته، أن تمنحه إقامة في واحد من بيوت الضيافة العديدة، مع أن ذلك سيغضب الكثيرين.


ولا شك أن الموقف المصري محير حيال النزاع في سوريا منذ الثورة، ففي البداية أيد حكم الإخوان الطرح الإيراني بمصالحة تقوم على بقاء الأسد حاكما، مع منح المعارضة مناصب هامشية في الحكومة. وموقف الإخوان ينسجم مع علاقتهم القوية مع الإيرانيين التي بدأت منذ ثورة الخميني قبل ثلاثة عقود، ولا يزال الإيرانيون الداعم الأكبر للجماعة في مصر والسودان وغزة. ثم تبنت حكومة مرسي موقفا مختلفا في آخر أيامها، قبل الثورة الثانية، أعلنها مرسي في مناسبة واحدة عندما أعلن أنه مع تغيير النظام في دمشق أمام جمع من الجماعات الإسلامية الخليجية.


والحقيقة، ما نقوله عن الخيارات لم يعد مهما، فنحن تجاوزنا مرحلة النقاش حول النظام السوري، لأنه بات شبه منهار، ويعيش على الدعم العسكري الإيراني بشكل كامل. وهو الآن يحلم بمعجزة ما تمد في عمره في الحكم. وأنا أظن أن المعجزة الباقية أن يوسط الأسد الرئيس المصري للسماح له بالخروج من دمشق، ضمن اتفاق سياسي يحافظ على شيء من النظام، بما ينسجم مع اتفاق لقاء جنيف الأول. هذه الوساطة التي يمكن لمصر أن تلعبها، وقد تجد قبولا من المعسكر الآخر، في ظل توسع &"داعش&" وتورط الغرب وفشل الأسد وحلفائه.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
عرب واعراب
احمد -

مصر هي الأقرب الى سوريا من بين كل الدول العربية , وهي اقرب الى سوريا من السعودية , ففي الوقت الذي اعلنت فيه الوحدة بين سوريا ومصر كانت السعودية تقاتل الجيش المصري في اليمن, سوريا ذهبت الى ايران بعد افتقارها للحليف القوي في الصراع مع الكيان الصهيوني بعد صلح السادات مع اسرائيل, وبأي علامة اقتنع الكاتب بأن القيادة السورية حاليا بأضعف حالاتها, الأنها تريد وضع مسافة مع ايران والأقتراب من الدول العربية التي تقود الحرب عليها, وهل في سوريا فقط لازال الربيع العربي ربيعا, بعدما اشبعتموه شتما ودفعتم المليارات لأسقاط حكم الأخوان المسلمين في مصر وسوريا.

عرب واعراب
احمد -

مصر هي الأقرب الى سوريا من بين كل الدول العربية , وهي اقرب الى سوريا من السعودية , ففي الوقت الذي اعلنت فيه الوحدة بين سوريا ومصر كانت السعودية تقاتل الجيش المصري في اليمن, سوريا ذهبت الى ايران بعد افتقارها للحليف القوي في الصراع مع الكيان الصهيوني بعد صلح السادات مع اسرائيل, وبأي علامة اقتنع الكاتب بأن القيادة السورية حاليا بأضعف حالاتها, الأنها تريد وضع مسافة مع ايران والأقتراب من الدول العربية التي تقود الحرب عليها, وهل في سوريا فقط لازال الربيع العربي ربيعا, بعدما اشبعتموه شتما ودفعتم المليارات لأسقاط حكم الأخوان المسلمين في مصر وسوريا.

الدم الرخيص
سعودي -

خلاصة مقال الراشد عن الأزمة السورية هي في هذه الجملة: (( من المستحيل أن ترضى السعودية بعقد صفقة، مهما كان الوسيط وكان عرض الوساطة، لأسباب من بينها أن هناك ربع مليون إنسان قتلهم النظام)). هذا العدد الذي تم قتله في سورية، نصفه، قتله التكفيريون مشحونين بفتاوى الشيوخ الظلاميين وبتحريض إعلام النفط والغاز، فدماء جزء كبير من السوريين والعراقيين والليبيين.. تقع على الذين مولوا التفجيرات الإرهابية في سورية والعراق، كما أن بوش2 قتل في غزوه للعراق مليون ونصف مليون عراقي، آخر ما يفكر فيه الحكام هي دماء الإنسان العربي، إنها في نظرهم أرخص من الماء.