جريدة الجرائد

الثورة الثقافية .. وزوجتك

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

نوال السعداوى

&


اثناء زيارتى للصين (سبتمبر2014) سئلت عن تعريفى للثورة الثقافية.. قلت.. لا أؤمن بالتعريفات.. وأرى كطبيبة وكاتبة.. أن الصحة مثلا أو الرواية تبدأ من حيث تنتهى تعريفات الأطباء والنقاد.. وبالمثل تبدأ الثورة الثقافية من حيث تنتهى تعريفات الزعماء والفلاسفة: كونفوشيوس وبوذا وكارل ماركس وماوتسى تونج وغاندى ونهرو وتيتو وعبدالناصر وغيرهم.. ومتى تبدأ الثورة الثقافية؟

&

قلت: حين تصحو من نومك ولا تطلب من زوجتك أن تجهز فطورك أو تكوى قميصك.. وضجت القاعة بالضحك.. فنهضت الشاعرة &"لانلان&".. المعروفة فى الصين.. قلت: من الصعب على الرجال ادراك الحقيقة وبالذات فى حياتهم الخاصة.. وإذا كانت زوجتك تشتغل مثلك خارج البيت فلماذا لا تشتغل مثلها بالبيت؟.. وإذا كنت تكذب عليها وتقول إنك فى مؤتمر بينما أنت تشتغل مثلها بالبيت؟.. وإذا كنت تكذب عليها وتقول إنك فى مؤتمر بينما أنت تشتغل مثلها بالبيت؟.. وإذا كنت تكذب عليها وتقول إنك فى مؤتمر بينما أنت مع عشيقتك.. فلمادا لا تتصور أنها تفعل مثلك؟


الثورة الثقافية تبدأ بالوعى الذاتى للرجل والمرأة.. تغيير مشاعرهما المورثة فى الذاكرة وخيالهما وتفكيرهما وسلوكهما المزدوج.. أى ممارسة الأمانة والصدق داخل البيت وخارجه.. فلا تكون لنا حياة فى الخفاء وأخرى فى العلن.


وقد أعادتنى الشاعرة &"لاندان&" إلى تاريخ ثورات النساء والعبيد.. وكتبى اعادتنى الشاعرة &"لانلان&" إلى تاريخ ثورات النساء والعبيد.. وكتبى المنشورة لأكثر من خمسين عاما.. والمحاولات الفكرية النسائية فى العالم. لتفكيك النظام الأبوى.. وهو نظام سياسى اقتصادى اجتماعى ثقافى أخلاقى.. لكن الطبقات الحاكمة بالدولة أوهمت الشعوب أنه نظام إلهى ثابت (وليس بشرى متغير) وكم اريقت من دماء النساء والعبيد لتغيير هذا النظام دون نجاح إلا القليل.


أثناء وجودى فى بكين.. دار الحوار مع أدباء وأديبات وشاعرات وأساتذة وطالبات وطلاب بالجامعة.. قالوا: الثورة عندنا لم تبدأ بماوتسى تونج.. بل بثورة الفلاحين والفلاحات ضد العبودية والاستعمار البريطانى ادفرنسى (حرب الأفيون عام 1840) هذه الثورة فتحت الطريق لثورة مايو 9191 التى أعادت قراءة تراثنا وفق أفكار لوشيون .. ومهدت لثورة 1919 التى أزعادت قراءة تراثنا وفق أفكار لبوشيون.. و مهدت لثورة ماوتسى تونج.. التى طورتها ثورة دنج شياو بينج عام 1978 تحت شعار الاصلاح والانفتاح.. وهو الذى قال: لا يهم أن تكون القطة سوداء أو بيضاء.. المهم أن تأكل الفيران.. وبدأنا نهضتنا بالمباديء الاشتراكية الصينية.. وتشمل الاستقلال الوطنى والتقدم السياسى الاقتصادى الاجتماعى الثقافى الأخلاقى.. والتخلى عن سلبيات التراث.. والإبقاء على الايجابيات وتطورها واحترام المرأة ومساواتها الكاملة بالرجل فى الدولة والأسرة.


إن زوجة الرئيس &"تشى حين بينج&" مثلا.. تزاول مهنة الغناء كمطربة معروفة وتتميز الصين بأن ليس لها آلهة ولا دين.. بل إن كونفوشيوس نفسه لم يدع الألوهية.


وحين سألوه عن الآخرة.. قال: أجهل الكثير من أمور الدنيا .. فكيف أعرف شيئا عن الآخرة؟.. استطاعت ثورتنا الثقافية أن تنزع القدسية عن الأباطرة والملوك.. وتحولت المعابد إلى متاحف.. وتخلصنا من القيود المفروضة على عقولنا بالسلطة الإلهية المتخفية فى سلطة الحاكم.. فانطلق الرجل والمرأة.. يفكران بحرية وشجاعة.. يكسران قيودهما ويكتشفان العبودية الراسخة فى الوعى واللا شعور والخيال والضمير.. قضينا على فكرة دونية المرأة والأجير بدأنا نبنى قيما جديدة تقوم، على المبادئ الانسانية.. كالعدل والصدق والأمانة والحرية والمساواة والكرامة للجميع.. بصرف النظر عن الاختلافات الجنسية والعقائدية والبيولوجية.. لا يوجد عندنا مرجعية دينية.. أصبح الدستور هو مرجعنا ويمكننا تطويره مع تزايد الوعى.. كانت الاشتراكية فى عهد ماوتسى تونج محدودة بالنمو الاقتصادى.


لكن الثورة الثقافية فتحت آفاقا جديدة فى كل نواحى الحياة.. وأنهت عزلتنا عن العالم.. شملت كل الطبقات والأجناس.. لم نهمل العدالة الاجتماعية فى الدولة والأسرة لصالح السوق ورجال الأعمال.. نجحنا فى تحقيق تنمية بالمشاركة الشعبية بالريف والحضر فى الانتاج والاستهلاك.. تنميتنا مسألة تلبى حاجاتنا وليس طلبات البنك الدولى والعوالم الرأسمالية .. حققنا الاكتفاء الذاتى فى الزراعة والصناعة والتكنولوجيا .. ربطنا المشاريع العامة بالخاصة والاقتصاد بالثقافة والمجتمع والفن والأخلاق.. فالنهضة الحقيقية مشروع حضارى متكامل العناصر والأبعاد.. لا تتحقق بتغيير النظام السياسى أو بالمعونات من الخارج بل بالاعتماد على الذات والتبادل المتساوى العادل مع الآخرين.


تذكرت الأوجاع التى نعيشها فى مصر بعد ثورتين.. لم تتغير عقولنا وخيالنا وشعورنا وقيمنا الأخلاقية.. عدنا إلى الوراء فى كل المجالات،واشتدت وطأة الهيمنة الخارجية والداخلية.. تصاعدت القوى الطبقية الأبوية الدينية.. تضاعف القهر الاقتصادى والجنسى.. اتسعت الهوة بين الحياة الخاصة والعامة.. اشتد التناقض بين الظاهر والباطن.. تضاعف الاستبداد فى الأسرة تحت اسم الأبوة والرجولة.. يطرد الرجل زوجته فى غيابها تحت اسم الطلاق.. يتزوج عليها مثنى وثلاث ورباع.. رأس المرأة عورة تحت اسم شرع اللَّه تغطيه أغلبهن بالحجاب.. وبعضهن تغطيه بالنقاب تحت اسم الحرية الشخصية؟

&


&

&


&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ماذا تريد
كريم الكعبي -

نوال السعداوي ترفض سلطة الاب والرجوله اذن ماذا تريدين كيفما نأتي للحياة نأتي بدون قيم ترفض الزواج الذي شرعه الله وترفض وضع الحجاب على رأس المرأه ائتينا بنظريه جديده للحياةواطرحيها للناس مشكلتنا بمثل نوال السعداوي منذ حكم ال اميه لهذا اليوم ابتعدنا غن تطبيق منهج الدين الحقيقي الذي اراده الله لعباده ووقعنا في العلمانيه الجوفاء والتطرف الاعمى المعطل للحياة حتى الصينيون لم يغادروا اخلاق مجتمعهم ومحافظين عليها الى اليوم ومتقدمون علمياً بفضل الاصلاح الاقتصادي علة مدعي الثقافه يدعون للتمرد غلى اخلاقيات مجتمعهم ولاينظرون الى الاصلاح الاقتصادي اصل التقدم العلمي

ماذا تريد
كريم الكعبي -

نوال السعداوي ترفض سلطة الاب والرجوله اذن ماذا تريدين كيفما نأتي للحياة نأتي بدون قيم ترفض الزواج الذي شرعه الله وترفض وضع الحجاب على رأس المرأه ائتينا بنظريه جديده للحياةواطرحيها للناس مشكلتنا بمثل نوال السعداوي منذ حكم ال اميه لهذا اليوم ابتعدنا غن تطبيق منهج الدين الحقيقي الذي اراده الله لعباده ووقعنا في العلمانيه الجوفاء والتطرف الاعمى المعطل للحياة حتى الصينيون لم يغادروا اخلاق مجتمعهم ومحافظين عليها الى اليوم ومتقدمون علمياً بفضل الاصلاح الاقتصادي علة مدعي الثقافه يدعون للتمرد غلى اخلاقيات مجتمعهم ولاينظرون الى الاصلاح الاقتصادي اصل التقدم العلمي

إلى رقم 1
زارا -

رقم 1: انت لم تقرأ حقا ولم تتفكر ولذا لن تفهم. لا فائدة مع امثالك, امثالك يجب ان يفرض الأمر عليهم فرضا. امثالك لن يدركوا ان الرجال انفسهم اكثر من تضرر من انظمة تسلط الرجل, ان الرجل الشرقي ملئ بالعقد النفسية ولا يعرف طعما للسعادة ابدا وان حياته كلها شقاء وعقد لأنه يتسلط على المرأة بدل ان يمسك يدها كشريكة حياته وعقله وروحه, شريكة حقيقية من الحماقة ان يتسلط عليها وان تتسلط عليه.

إلى رقم 1
زارا -

رقم 1: انت لم تقرأ حقا ولم تتفكر ولذا لن تفهم. لا فائدة مع امثالك, امثالك يجب ان يفرض الأمر عليهم فرضا. امثالك لن يدركوا ان الرجال انفسهم اكثر من تضرر من انظمة تسلط الرجل, ان الرجل الشرقي ملئ بالعقد النفسية ولا يعرف طعما للسعادة ابدا وان حياته كلها شقاء وعقد لأنه يتسلط على المرأة بدل ان يمسك يدها كشريكة حياته وعقله وروحه, شريكة حقيقية من الحماقة ان يتسلط عليها وان تتسلط عليه.

واقع المرأة
مراقب خليجي-قديم -

لسبب لايحتاج-لتحليل–المسؤولون هم —-التعصب العربي بعاداته القبلية التي لاتعترف للمرأة بل انها فقط للخدمة-( خادمة .)–تفاسير الدين من الرجال فقط وهؤلاء اكثر تعصبا بل انهم وبسبب ادبيات واحاديث حطموا المرأة بسبب ان حرام وحلال–وجعلواا مجتمعات 50% في بيئة اميه وعاطفة للدين–لم يتغير شيء من 1435 سنه ولن يتغير الا بدولة مدنية علمانية ديمقراطية 100%-بدونه يعني الرجم بالغيب– .ويؤسفي القول ان مصر على سبيل المثال-حررت المرأة قبل 100 سنه–الان من يتجول بشوارعها–85% بين حجاب ونقاب–انها رده حضارية -والسبب العمالة المصرية بالخليج وخصوصا السعوديه -رجعوا لمصر واعملوا مثلهم-انا اعتبرها كارثه حضارية وقومية-وفكر التخلف والرجعية بشوارع مصر مع الاسف عينة لقيمة المرأة——يقولون ان المرأة مكرمه بالدين والعقيدة وهذا الفكر هو الذي دمر حقوقهن—اقرا جيدا هذا المكتوب الاتي—- ## لو كنت آمرا أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها .## إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت أن تجيء فبات غضبان عليها لعنتها الملائكة حتى تصبح## تنقض صلاة الرجل اذا مر امامه الحمار والكلب الاسود( عنصرية بالحيوان)-والمرأة ## لن تفي المرأة حق زوجها عليها حتى لو علقت صديد الانف والدماء منه—- اليكم الامر .—–يرجى من رأي اليوم عدم اهمال التعليق-لان فيه توعية وثقافة

الزوجة متواطئة أكثر
رجل ذهب في سبيل حاله -

أنا أختلف مع السيدة السعداوي في جوهر خطابها الذي غاب عنه أن لب المشكلة تكمن في تسلط المرأة على الرجل واعتمادها عليه كدابة وأداة لتوفير احتياجاتها وهذا ينسحب على الشرق والغرب بدرجات متفاوتة. وحتى إن تحولت المرأة إلى فرد مستقل ماديًا فإننا نرى حتى هذا اليوم المعايير المزدوجة التي لا تزال تطالب الرجل بتحمل المسؤوليات المادية. المشكلة ليست في الحجاب (فقط) بل بالنظام الأمومي الاستعبادي الذي يجعل الرجل أداة تنتقص من إنسانيته مقابل رشاوى مثنى ثلاث ورباع ووشاح العفة (الحجاب) وألقاب البطولة ومسؤوليات مفروضة عليه تجعله يموت أسرع من أي امرأة من نفس سنه.