جريدة الجرائد

العروبة حقيقة.. ولكن

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
يحيى الجمل&أصبحت الكيانات الصغيرة أمراً نادراً في عالمنا المعاصر، الذي أصبح كما يقال قرية واحدة كبيرة. وقد حدث أن تكونت في العالم مجموعات إقليمية تضم عدداً من الدول المتقاربة، لعل أقربها إلينا دول الاتحاد الأوروبي الذي يضم غالبية الدول الأوروبية..&والذي يتجه إلى التوحد السياسي بعد أن أوشك على التوحد الاقتصادي. ومع أن ما يجمع بين الدول العربية أكثر وأعمق مما يجمع بين دول الاتحاد الأوروبي مثلاً &- وغيرها من الاتحادات &- فإن الدول العربية تراوح مكانها، ولا تتحرك خطوة واحدة نحو الوحدة أو حتى نحو تنسيق سياساتها تنسيقاً فاعلاً، سواء في المجال السياسي أو المجال الاقتصادي.&ولن أتحدث طويلاً عما يجمع العرب، فهي أمور أوضح من أن نعيد الكلام فيها ونزيد، ولكن المهم أن نعرف ما الذي يحول بينهم وبين التقارب.&الدول العربية تجمعها لغة واحدة وإن تعددت اللهجات، وتوشك غالبيتها العظمى أن تدين بدين واحد. والتاريخ العربي مآسيه ومفاخره مشتركة، والثقافة العربية، وكذلك الفنون، تكاد أن تكون هي ذاتها من أقصى المغرب في الرباط إلى أقصى المشرق في بغداد. ومع هذا كله فإننا نراوح مكاننا لا نتقدم خطوة، لماذا؟ هذا هو مربط الفرس، والذي أود أن أحاول الوصول إلى أسبابه الحقيقية.&أول هذه الأسباب، على ما يبدو لي، أن الغالبية من الأنظمة السياسية الحاكمة ليست لديها الرؤية الوحدوية، وأنها تفضل السلطة والوضع القائم على ما يدعو إليه من يسمون أنفسهم &- أمثالنا - الوحدويون العرب أو القوميون العرب.&كذلك من هذه الأسباب أن مستوى التنمية البشرية &- وأقصد هنا التعليم بالذات &- ليس هو المستوى ذاته في كل الدول العربية، كذلك فإن المستوى الاقتصادي نتيجة اختلاف الموارد الطبيعية بين هذه الدولة وتلك، من الأسباب التي تعطل التوجه نحو نوع من التوحد. وأحسب أن البون الشاسع بين الكلام من ناحية والرغبة في الفعل من الناحية الأخرى، هو أحد المعوقات الأساسية.&إن منظمة الجامعة العربية التي نطلق عليها &"بيت العرب&"، سابقة في وجودها بسنوات طويلة على منظمة الاتحاد الأوروبي، بل وعلى هيئة الأمم المتحدة نفسها، ومع ذلك فإن النتائج متباعدة بين ما حققه الاتحاد الأوروبي وما حققته الجامعة العربية. وليس السبب هنا في أمانة الجامعة..&وإنما السبب هو السياسات التي ينتهجها أعضاء الجامعة. كذلك فإن التحول الديمقراطي بدأ في بعض الدول العربية ولم يكتمل بعد، بينما لم يبدأ في دول أخرى، وهذا التفاوت إحدى عقبات التوجه نحو التقارب بين الدول العربية وبعضها.&وأخيراً وليس آخراً، فإن الإرهاب والتخلف العقلي في فهم سماحة الإسلام، أدى إلى أن بعض الدول العربية توشك على الانهيار والضياع إن لم تكن قد انهارت بالفعل.&قد تكون هذه بعض الأسباب التي لا بد من مواجهتها بالعديد من الوسائل، التي قد يكون في مقدمتها موضوع التنمية البشرية وما يتصل به من تأكيد التحول الديمقراطي.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
Inaccurate comparison
Salman Haj -

والذي يتجه إلى التوحد السياسي بعد أن أوشك على التوحد الاقتصادي. ومع أن ما يجمع بين الدول العربية أكثر وأعمق مما يجمع بين دول الاتحاد الأوروبي مثلاً – وغيرها من الاتحادات – فإن الدول العربية تراوح مكانها، ولا تتحرك خطوة واحدة نحو الوحدة أو حتى نحو تنسيق سياساتها تنسيقاً فاعلاً، سواء في المجال السياسي أو المجال الاقتصادي. - .................... The statement that there is less commonality between members of the European Union and Arab speaking countries is inaccurate. This will come as a shock to the writer. He states common religion and common language as a catalyst for union and he is right, but they not a pre requisite and co not always lead to unity........ I will briefly explain the civilization and religious common denominators that bind Europeans. Europeans have had continuous core beliefs since the Greeks. The. Mormon denominators have Been Greek philosophy, Roman law, Christian faith, and customs and cultures of the various tribes of Europe. These denominators were married together by the Church such that by the 11th century after all of Europe was finally evangelized the Church succeeded in creating two parallel international systems in Western Europe. The international system of the Church, and the international system of the states (pre nationalist states which emerged after the 16th century). Within these two systems people and clergy, ideas, commerce moved freely. The systems were voluntary based on the moral authority of the Church. The system broke down partly with emergence of the nations states and absolute monarchies. Something similar occurred under Roman Empire. Greek philosophy and Roman law prevailed. Citizenship was granted to non Romans. People and commerce moved freely. Under Rome there was one government and multitudes of religions, languages, and cultures exercising their way of life freely. Under the Church system there was one religion and multitudes of governments, religions, languages, and cultures exercised freely voluntaril