جريدة الجرائد

ما لم يقله رفسنجاني

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

مصطفى فحص

اعتبر رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني، الرئيس السابق الشيخ هاشمي رفسنجاني، أن الأعمال المثيرة للفرقة بين المسلمين، تزيد الخلافات بين السنة والشيعة، غامزا من قناة المغالين الشيعة، رافضا رفعها إلى مستوى العبادات، منتقدا بشدة الإساءة إلى الصحابة والاحتفال بمقتل الخليفة عمر بن الخطاب، معتبرا أن التمسك بهذه الأعمال ساهم بإنتاج &"القاعدة&" و&"داعش&" و&"طالبان&" وأمثال هذه الجماعات.


يتزامن كلام الشيخ رفسنجاني مع التحركات الجدية من قبل أطراف عربية على كل المستويات الرسمية والدينية من أجل الحد من حمى التطرف المستشرية، إضافة إلى مشاركة كثير من الدول العربية بالحرب على &"داعش&" من دون شروط، والمبادرة في ملاحقة دعاة التشدد والحد من تأثيرهم على محيطهم، وتجفيف مصادر تمويلهم، بينما يستمر البعض في طهران بدعم جماعات شيعية متطرفة تمارس &"داعشية&" انتقائية، تختلف بأسلوبها عن تنظيم الدولة الذي لم يميز في ارتكاباته بين سني وشيعي أو مسيحي أو إيزيدي.


ما لم يجرؤ رفسنجاني على قوله، هو أن وقوف نظام طهران، منذ أكثر من 3 سنوات، إلى جانب نظام بشار الأسد، ودعمه بكل ما أوتي من قوة، أخذ بعضها طابعا عقائديا، وتسخير كل إمكانياته المادية والعسكرية والبشرية، وإرسال ميليشياته إلى دمشق ومناطق سورية أخرى، من أجل إركاع السوريين وقمع تطلعاتهم المحقة في الحرية والعيش الكريم، كان أحد الأسباب الرئيسية في إحياء هذه الجماعات المتطرفة، وتوفير البيئة الحاضنة والداعمة لها، خصوصا بعد أن رفضت طهران الاستماع إلى أصوات العقل، التي ناشدتها الاعتراف بحق الشعب السوري في تقرير مصيره، وفتح إصرارها على دعم الأسد شهية المتطرفين السنة، الذين وجدوا بذلك ذريعة من أجل تبرير &"هجرتهم الجهادية&" إلى الشام، معتبرين هجرتهم دفاعا عن حياض المسلمين.


لم يخلُ التاريخ الإسلامي منذ الفتنة الكبرى إلى يومنا هذا، من اختلافات فكرية وفقهية وصلت في بعض الأحيان إلى خلافات، أنتجت استقطابات، تحولت إلغاء وتكفيرا أوصلا إلى القتل المتبادل بين الفرق الإسلامية. ونحن نشهد الآن سلفية جهادية سنية، في مواجهة مفتوحة مع أصولية جهادية شيعية، يطمع كل طرف فيها بالانتصار على الآخر، إما بالترهيب أو بالإلغاء.


فيما المطلوب هو دعم الاعتدال في المجتمعات التي خرجت منها هذه الأصوليات، وكما جرى مع صحوات العراق والحرب التي قادتها الرياض والعواصم الخليجية على &"القاعدة&"، وتقودها الآن على &"داعش&"، في حين إن طهران لم تحرك ساكنا تجاه الجماعات المتشددة التابعة لها في العراق وسوريا حتى الآن، وما زالت تمارس القتل نفسه الذي تمارسه &"داعش&" وأخواتها لكن بعيدا عن عدسات الكاميرات.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ليس بعد
عراقي يكره المغول -

لا أدافع عن إيران لكن ماتفضلت به جنابك بأن حرباً قد قادتها الرياض ضد داعش والقاعدة غير صحيح بتاتاً لأن لا أحد يشك بأن مثل هذه الحرب لو شُنّت على الإرهاب حقاً وحقيقة لاندحر الإرهاب وانحسر ظلامه في ليلة وضحاها .. يا أستاذ الإرهاب لا ينتهي بعدد محدود من ضربات جوية يقوم بها الغرب بتعاون خجِل من حلفائه العرب نريد أن نشهد جحافلاً عربية كالتي هبت لتحرير الكويت ١٩٩١ وكالتي أسقطت الصنم صدام في ٢٠٠٣ نريد أن نشهد استنفاراً عسكرياً إقتصادياً وتجارياً وايديولوجياً بكل معاني الكلمة ليجتث هذه الجراثيم من جذورها ويعقم بلداننا من بكتيريا شيوخ الفتنة المتطرفين الذين يسرحون ويمرحون في أرجاء المعمورة!

ليس بعد
عراقي يكره المغول -

لا أدافع عن إيران لكن ماتفضلت به جنابك بأن حرباً قد قادتها الرياض ضد داعش والقاعدة غير صحيح بتاتاً لأن لا أحد يشك بأن مثل هذه الحرب لو شُنّت على الإرهاب حقاً وحقيقة لاندحر الإرهاب وانحسر ظلامه في ليلة وضحاها .. يا أستاذ الإرهاب لا ينتهي بعدد محدود من ضربات جوية يقوم بها الغرب بتعاون خجِل من حلفائه العرب نريد أن نشهد جحافلاً عربية كالتي هبت لتحرير الكويت ١٩٩١ وكالتي أسقطت الصنم صدام في ٢٠٠٣ نريد أن نشهد استنفاراً عسكرياً إقتصادياً وتجارياً وايديولوجياً بكل معاني الكلمة ليجتث هذه الجراثيم من جذورها ويعقم بلداننا من بكتيريا شيوخ الفتنة المتطرفين الذين يسرحون ويمرحون في أرجاء المعمورة!

ماقلته صحيح
سارة زنكنة -

نعم يا سيد فحص . ان ما ذكرته هو ما يجري منذ ثلاث سنوات . قلة من العلووين يتحكمون بمصير سوريا العربية السنية منذ اكثر من 30 سنة بدعم ايراني لا محدود لم يترك في سوريا سوى القتل والدمار والخراب , لولا امريكا واسرائيل لما تمكنت ايران من تمرير مخططها التخريبي في سوريا بادوات روسية , المؤامرة كبيرة وعميقة لأن سقوط بشار الاسد يبعد الخطر الفارسي المتهادن مع اسرائيل عن المنطقة .

ماقلته صحيح
سارة زنكنة -

نعم يا سيد فحص . ان ما ذكرته هو ما يجري منذ ثلاث سنوات . قلة من العلووين يتحكمون بمصير سوريا العربية السنية منذ اكثر من 30 سنة بدعم ايراني لا محدود لم يترك في سوريا سوى القتل والدمار والخراب , لولا امريكا واسرائيل لما تمكنت ايران من تمرير مخططها التخريبي في سوريا بادوات روسية , المؤامرة كبيرة وعميقة لأن سقوط بشار الاسد يبعد الخطر الفارسي المتهادن مع اسرائيل عن المنطقة .