“الإخوان” . . الصعود إلى الهاوية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
&إبراهيم مرعي
مسيرة "جماعة الإخوان المسلمين" التي انطلقت من مصر العام ،1928 ثم انتشرت في العالم العربي وبعض الدول الإسلامية، هي مسيرة متعرجة، وغير سوية على الإطلاق، ومشوبة بالطلاسم والأسرار، وموسومة بالعنف والاغتيالات والدم، رغم ادعائها بحمل الدعوة الإسلامية الوسطية الذي استخدمته ستاراً للتخفي من أجل التمكن والوصول إلى السلطة .
على مدى 86 عاماً لجأ "الإخوان" إلى اتباع سياسة الوجهين، الوجه الإسلامي الدعوي، والوجه الذي يخفي ما يبطن . لذا كانت مسيرتهم كتلة من الأسرار وكذلك علاقاتهم .
في كل العهود التي مرت على مصر، اتبع "الإخوان" سياسة المراوغة، واستخدموا شعار "الغاية تبرر الوسيلة"، ولم يعدموا وسيلة مشبوهة إلا واستخدموها، وكان العنف إحدى هذه الوسائل من خلال تأسيس "التنظيم الخاص"، وهو تنظيم عسكري سري كانت مهمته القيام بعمليات اغتيال لكل من يراه "الإخوان" خصماً أو عدواً لهم .
ومن عملياتهم الدموية، اغتيال المستشار القاضي خازندار، واغتيال رئيس الوزراء محمود فهمي النقراشي، ومحاولة اغتيال إبراهيم عبدالهادي باشا، وتفجير قنابل في جميع أقسام الشرطة في القاهرة (3-12-1946)، وإلقاء قنابل حارقة على سيارات هيكل باشا رئيس حزب الأحرار الدستوريين، والنقراشي باشا، ومحاولة اغتيال الرئيس الراحل جمال عبدالناصر في الإسكندرية عام 1954 .
إذن، إنه العنف والاغتيال وإهدار الدم، وسيلة للوصول إلى السلطة، تنفيذاً لوصية منشئ "الإخوان" سيد قطب، كما ورد في كتابه "في ظلال القرآن"، إذ يقول: " . . وهذه المهمة، مهمة إحداث انقلاب إسلامي عام، غير منحصرة في قطر دون آخر، بل ما يريده الإسلام ويضعه نصب عينيه أن يحدث هذا الانقلاب الشامل في كل أرجاء المعمورة، هذه هي غايته العليا ومقصده الأسمى الذي يطمح إليه ببصره، إلا أنه لا مندوحة للمسلمين، أو أعضاء "الحزب الإسلامي" عن الشروع في مهمتهم وإحداث الانقلاب المنشود، والسعي وراء تغيير نظم الحكم في بلادهم التي يسكنونها" .
لجأ "الإخوان" للعمل تحت الأرض، كما أقاموا ارتباطات وعلاقات مشبوهة مع الدول الغربية، وخصوصاً بريطانيا، وعملوا من خلال هذه العلاقات على تقويض أنظمة الحكم القومية في الدول العربية، وتآمروا على مصر أيام الرئيس الراحل جمال عبدالناصر .
خلال ثورة 25 يناير ،2011 ركبوا قطار الثورة متأخرين عندما أدركوا أن نظام مبارك إلى زوال، واختطفوا الثورة لأن القوى المشاركة فيها كانت تفتقد إلى القيادة والتنظيم، وأخلّوا بكل الوعود والعهود التي قطعوها لشعب مصر وقوى الثورة، لكنهم بعد أن تمكنوا وفرضوا سطوتهم وسلطتهم قلبوا ظهر المجنّ، وأعلنوا مصر إخوانية تحقيقاً لحلم قديم كان يراودهم .
وفيما كان "إخوان" مصر يمسكون بالسلطة، كان "إخوانهم"، ومن خلال "التنظيم الدولي للإخوان" وبدعم مكشوف من تركيا "العدالة والتنمية"، يسعون للإمساك بدول عربية أخرى، في تونس وليبيا واليمن .
لكن . . جرت الرياح بما لا تشتهي سفن "الإخوان"، فجاءت ثورة 30 يونيو 2013 لتقتلع "الإخوان" ونظامهم، بعدما دعمت القوات المسلحة إرادة الملايين التي نزلت إلى الساحات والميادين . . ومع انهيار نظام "الإخوان" في مصر، بدأت حجارة "الدومينو" الإخوانية تنهار تباعاً أو تتضعضع في بقية الدول العربية .
ففي تونس حيث انطلقت ثورة ما يسمى "الربيع العربي" قفزت "حركة النهضة" الإخوانية إلى السلطة، لكن سرعان ما كشف الشعب التونسي زيف شعاراتها واضطرت لمشاركة آخرين في النظام، إلى أن جاءت الانتخابات التشريعية الأخيرة، حيث عاقبها الشعب على ما أقدمت على محاولتها سرقة الثورة وأهدافها .
أما "إخوان" اليمن الذين يستظلون بحزب الإصلاح، فقد ظلوا تنظيماً سرياً إلى أن فتح الرئيس السابق علي عبدالله صالح أبواب العمل السياسي، وكانوا عوناً له في كل حروبه على الجنوب والشمال، وشكلوا ذراعه السياسية والعسكرية في الهيمنة والتسلط، إلى أن جاءت الثورة اليمنية عام ،2011 فوقفوا مع الثورة الشعبية ضده . . لكنه في الأسابيع الأخيرة تحالف مع الحوثيين ضدهم، واقتلعهم من معاقلهم وقلّم أظافرهم .
و"إخوان" ليبيا أيضاً، خرجوا من السراديب والسجون بعد الثورة على القذافي، وحملوا السلاح مع عشرات الميليشيات الأخرى، وفي العملية السياسية فشلوا في الاستحواذ على المجلس الوطني في الانتخابات التشريعية وكان حضورهم التمثيلي باهتاً، لكنهم حاولوا أن يأخذوا بالقوة ما لم يتمكنوا من أخذه بالوسائل الديمقراطية، ورفضوا الاعتراف بالحكومة والبرلمان الشرعيين، ولجأوا إلى العنف للوصول إلى السلطة
&