قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
حاوره - صبحي مجاهد: قال مفتي الديار المصرية السابق عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف الدكتور علي جمعة، إن دولة الكويت والدول العربية أظهرت خوفها على مصر وحرصها على مصلحة المصريين بوقوفها إلى جانبهم ومساندتهم، بعد تصحيح الأوضاع في ثورة 30 يونيو.&وفي موقف لفت وسط التوترات المذهبية في المنطقة، أكد المفتي السابق في حوار مع &"الراي&" أنه لا يجوز تكفير الشيعة ما داموا ينكرون &"المآخذ&" التي يختلف معهم عليها أهل السنة.&واتهم جمعة جماعة &"الإخوان الإرهابية&" بالمسؤولية عن كل ما تتعرض له مصر حاليا من إرهاب ولا سيما في سيناء، مؤكدا أن من يتبعون الإخوان لا يعرفونهم ويعيشون الوهم،&"وسيحملون وزر الفساد الذي يرتكبه قادتهم&"، وأن هناك من يقوم بإشعال الفتن المذهبية لإحداث الانقسام والوقيعة.&وعن أصحاب الفكر التكفيري من تنظيمات &"داعش&" و&"القاعدة&" وغيرها، قال: &"إنهم يجهلون النص والواقع والفقه ولا يعرفون حقيقة الإسلام ولا يفقهون الشريعة الحقة ويحملون عقلية متطرفة تسفك الدماء وتتبنى رأي أعداء الإسلام في الإسلام لتُظهِر المسلمينَ بما لا يأمرهم به دينهم&".&
وفي الآتي نص الحوار:&• بداية كيف ترون فضيلتكم دور الكويت والدول العربية تجاه مصر وخاصة بعد ثورة 30 يونيو؟&- دولة الكويت الشقيقة والدول العربية لها دور إيجابي وكبير في مساندة مصر بشكل كبير منذ قيام 30 يونيو وحتى الآن، ليس فقط على المستوى العربي ولكن على المستوى الدولي أيضا، وهو دليل الأخوة التي تحملها الدول العربية الشقيقة لمصر حبا لها، ومعرفة بأهميتها وقدرها، وستظل مصر وفية لأشقائها من الدول العربية.&• الحرب بين الدولة المصرية والإرهاب تزداد شراسة ولا سيما في سيناء، فمن يغذي الإرهاب في مصر برأيكم؟&- &"الإخوان&" وراء كل ما تتعرض له مصر حاليا من إرهاب، لا سيما في سيناء، فما يحدث سيناريو رسمه حسن البنا إلى يومنا هذا ويتم تطبيقه، ولعلنا نذكر ما قاله محمد البلتاجي عندما قامت ثورة 30 يونيو وحدث ما حدث في سيناء، حيث قال بالنص: &"ما يحدث في سيناء سيتوقف في نفس اللحظة الذي سيفرج فيها عن محمد مرسي&".&• من الملاحظ أن الرئيس السيسي نجح في ضبط الأوضاع الداخلية، وتوقفت بدرجة كبيرة ما يمكن أن نسميه &"حرب التظاهرات في الشوارع&".. هل تتوقع أن تستتب الأوضاع أم أن هناك احتمالا باندلاع تظاهرات كالتي كنا نشهدها في السابق، خصوصا أن الجامعات -لا سيما الأزهر- تشهد حراكا للإسلاميين؟&- الوضع حاليا في مصر مستتب، فحالنا اليوم ليس كحال 2011 رغم ما تحاوله جماعة الإخوان من إثارة تظاهرات أو غيرها في الجامعات.&وبالفعل عاد الناس لحياتهم الطبيعية، وهناك استقرار للأوضاع، وكثير من المصريين يقولون إنهم يشعرون بالاطمئنان على أبنائهم في الخروج والذهاب، على عكس ما كان في السنوات السابقة، والتظاهر مجرد ورقة يحاول الإخوان أن يتلاعبوا بها وفشلوا فيها حتى الآن، لأن المصريين اكتشفوا حقيقتهم وعرفوا أنهم لا يريدون خيرا لمصر ولا لأهلها، وإنما يريدون سلطة على حساب هذا الشعب، والتظاهرات أمر يحدده القانون ويتعامل معه، وأي مظاهرة تخالف القانون يتم محاسبة أصحابها لأن مخالفة القانون جريمة في كل أنحاء العالم.&• هل يجوز أن يتحمل الإخواني العادي الذي يحمل الفكر فقط وزر ما قام به عدد من قادة الإخوان، ألا يتعارض ذلك مع &"ولا تزر وازرة وزر أخرى&"؟&- كثير ممن يتبعون الإخوان لا يعرفونهم ويعيشون الوهم، وهم مخدوعون، ومع ذلك سيحملون وزر الفساد الذي يقوم به قادة تلك الجماعة، حيث إن وزرهم هو اتباعهم لفكر يريد الفساد وهم بهذا الاتباع يشجعون أصحابه على الإفساد فلا تعارض بين قوله تعالى &"ولا تزر وازرة وزر أخرى&" وبين كونهم محاسبين عما يقوم به قادة الإخوان لأنهم ساعدوهم على هذا باتباعهم لهم.&ولذلك ندعو هؤلاء المخدوعين وراء جماعة الإخوان إلى البحث والدراسة في حقيقة تلك الجماعة قبل فوات الأوان، وأن يستحضروا ساعة وقوفهم يوم القيامة أمام الله، فيسألون عن الدماء والأنفس التي أزهقتها وما زالت تزهقها قيادات تلك الجماعة بمخططاتهم للنيل من السلطة، وتحقيق مصالح خاصة.&• هناك من يحصر مشاكل المنطقة في إطار الصراع بين السنة والشيعة.. ألا تعتقد أن ذلك قد يدمر النسيج الإسلامي، ويخلق بالتالي صراعات بين الشــيعة والشيعة والسنة والسنة؟&- الطائفية ورقة يتم اللعب بها سياسيا، وقد ينشأ منها دم، ولذلك نحارب الطائفية، وهناك من يقوم بإشعال الفتن المذهبية رغبة منه في إحداث الانقسام والوقيعة.&• كثيرون من مشايخ مصر، ولاسيما الأزهر، كانوا سباقين بانتهاج الاعتدال والتسامح، حتى إنكم اعتبرتم المذهب الجعفري مذهبا خامسا يضاف إلى المذاهب الإسلامية الأربعة الأخرى المعروفة لدى السنة، فماذا تقول للذين يعتمدون التكفير حاليا ويقتلون الناس لمجرد انتمائهم المذهبي أو الديني؟&- هناك ثمانية مذاهب رئيسة للسنة وفيها الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة والأباضية والجعفرية والزيدية والظاهرية.&وأكثر المسلمين على مذاهب أهل السنة الأربعة ويمثلون نحو 90 في المئة، هذا من الناحية العقائدية. ومن الناحية الفقهية الموروثة هناك 85 مذهبا.&لكن أهل السنة يختلفون مع بعض الشيعة في عدد من النقاط الرئيسة، أولها موضوع تحريف القرآن، الذي كانت تتهم به قلة قليلة منهم، لكن غالبيتهم المطلقة تقول بخلاف ذلك وتستغفر الله.&أما الأمر الثاني فهو تكفير الصحابة وسبهم، والأمر الثالث هو مبدأ التقيَّة الذي يعني أن بعض الشيعة يلجأون إلى الإخفاء من أجل نصرة مذهبهم.&وحينما نواجه علماء الشيعة، ينكرون كل هذه الأمور ويقولون أنها غير موجودة. وحتى لو كان بعض سابقيهم قد فعلوا شيئا منها فهم قد أخطأوا، ومن ثم فلا مجال للتكفير.&• ولكن ماذا عن أصحاب الفكر التكفيري؟&- أما أصحاب الفكر التكفيري فقد نشأوا على أفهام خاطئة سربت إليهم من مفاهيم خاطئة، فقد جهلوا النص وجهلوا الواقع، وجهلوا الفقه. هؤلاء الأشخاص لم نرهم ولم يحضروا مجالس العلم، ولم يدرسوا في الأزهر الشريف، وهؤلاء الخوارج يشوهون صورة الإسلام عند العالمين وهم قتلة فسقة مفسدون مجرمون.&• البعض يقول إن الخلافات بين بعض المذاهب السنية نفسها أكبر من الخلاف بين السنة ككل والشيعة، فلماذا جري تضخيم هذا الخلاف، وهل هو خلاف سياسي أم قومي جرى إسقاطه على الدين؟&- مسألة إحداث الخلاف حتى داخل المذهب الواحد يعد لعبة سياسية لتحقيق مصالح خاصة ويستخدم فيها الدين كذبا لإحداث نتيجة سريعة في إشعال الخلاف الذي لا يمت للدين بصلة.&• من أين جاء تنظيم &"داعش&" وكيف صعد نجمه بهذه السرعة ليعلن &"الخلافة الإسلامية&" ويصبح بهذه القوة بعد أن أرعب العالم بممارساته؟&- &"داعش&" ظهر كالنبت الشيطاني على حين غفلة ليعتدي ويسفك الدماء ويجاهد تحت راية عَمِيَّةٍ عمياء، واستغلوا الأوضاع غير المستقرة في بعض الدول العربية كالعراق واليمن وسورية، واستخدموا -كذبا- الدعوة لإعادة الخلافة الإسلامية، وهي دعوة باطلة لا تمت لصحيح الدين، فالرسول - صلى الله عليه وسلم - لم يقل بإنشاء الخلافة بعد انتهائها ، وما طلبه الرسول منا عند انتهاء الخلافة هو الاعتزال من كل الفرق، ولم يقل لنا بإعادة الخلافة كما يريد &"داعش&" الذي يحرف في أمر الدين.&الرسول أمرنا أنه إن لم يوجد خليفة فليعتزل المسلم، وعلى المسلمين في العراق واليمن وليبيا اعتزال فتنة الدعوة للخلافة الإسلامية.&• توصف الدعاية الإعلامية الناجحة لتنظيم &"داعش&" بأنها هوليودية.. فهل الدعاية وحدها المسؤولة عن قدرته على التجنيد في كل أرجاء الأرض، أم إن مؤامرة ما وراء ظهوره؟&- الجهل بالدين وعدم فهمه فهما صحيحا وراء وقوع البعض في براثن أفكار &"داعش&" وغيره من أفكار النابتة، الذين يهدمون الدين ويلصقون فيه ما ليس منه.&فكل من تبعهم مخدوعون، يصمون آذانهم عن دعوة الحق التي ترفض سفك الدماء، ولا نستبعد وجود دعم خارجي لـ &"داعش&" لتنفيذ مخطط تقسيم العالم العربي بعدما فشل على يد المصريين عندما قاموا بثورتهم في 30 يونيو، وأفشلوا مخطط الإخوان ومن على شاكلتهم اليوم من &"داعش&" والمدعين كذبا بأنهم &"أنصار بيت المقدس&" فكل هدفهم التقسيم وقتل الأبرياء وتهجير الآمنين، لتنفيذ مخطط استعماري جديد يهدف لتقسيم العالم العربي.&• يقال إن قادة &"داعش&" متمكنون في علوم الشريعة، ولا سيما المصريين منهم الذين يحتلون مراكز مرموقة في التنظيم بينها الإفتاء، كيف ترد على ذلك؟&- قادة داعش لا يعرفون حقيقة الإسلام ولا يفقهون الشريعة الحقة، ويحملون عقلية متطرفة تسفكَ الدماء تحت رايةٍ عمياء، وتتبنى رأي أعداء الإسلام في الإسلام، وتمثل تمثيليةً سخيفةً تُظهِرُ المسلمينَ بما لا يأمرهم به دينهم، وتقلب الأصولَ فروعًا والفروعَ أصولاً، وتلبس على المسلمين وغيرهم صورة الإسلام. قال الله تعالى: &"لِمَ تَلْبِسُونَ الحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الحَقَّ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ&".&والإرهابيون المتطرفون مِن &"داعش&" و&"القاعدة&" والخوارج والنابتة - وهم جميعًا أسماء مختلفة لحقيقة واحدة - يجهلون في مُجْمَلِهِم اللغة العربية بمفرداتها وتراكيبها وحقيقتها ومجازها بصورةٍ يَرَوْنَ فيها الحقَّ باطلا والباطلَ حقًّا، ويشرع الإرهابيون في دعوى الإجماع ولا يعرفون الفرق بين الظني والقطعي ولا بين الخاص والعام، ولا بين المطلق والمقيد، ومِن هذا كله اتبعوا أهواءهم، ولم يتبعوا الشرع في نفسه.&فقد افتقد هؤلاء الإرهابيون تربيةَ المشايخ النفسية والعقلية، فتَحَوَّل عندهم الدينُ إلى ظواهر قبل أن يكون معاني، وعندهم اكتفاءٌ عجيبٌ بمصدرٍ مِن مصادر الدين يُتَمِّمُ ذلك على هواهم وطبقًا لمقرراتهم التي جعلوها أصل الدين وأساسه.&والصواب أن تكون هذه المقرراتُ تابعةً للدين وليست حاكمةً عليه، ومِن أجل هذا كله اختلفنا معهم وسنظل على تعليمهم وحربهم في ذات الوقت.&ما لا يعرفه الكثيرون ومِن ضمنهم خوارج العصر والمتطرفون في &"القاعدة&" و&"داعش&" وغيرها أن الفقيه والعالِم تتكون في عقليته - مِن خلال وقتٍ طويلٍ وجهدٍ عظيمٍ في المدارسة والقراءة في إطارِ منهجٍ صارمٍ وجوٍّ علميٍّ متناغمٍ - مجموعةٌ مِن القواعد المنهجية، والتي تهدف في مجملها إلى تحقيق غايات محددة تتمثل في تفسير النصوص تفسيرًا صحيحًا، وإدراك الواقع إدراكًا صحيحًا، ومعرفة المآلات معرفةً دقيقة، وتحصيل المقاصد الشرعية تحصيلًا تامًّا، وتحقيق المصالح المرعية تحقيقًا سليمًا، والالتزام بالثوابت، والمحافظة على الإيمان بالغيب.&وسنظل نؤكد أن الأزهر سيظل بعلمه وعلمائه ورجاله منارةً للإسلام ومقبرةً لهذا الفكر المتطرف الداعشي أو القاعدي أو الخارجي.&وقد صدق الصادق المصدوق صلى الله عليه وآله وسلم في وصفهم فقال: &"يَأْتِي فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ حُدَثَاءُ الْأَسْنَانِ سُفَهَاءُ الْأَحْلَامِ، يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ الْبَرِيَّةِ، يَمْرُقُونَ مِنَ الْإِسْلَامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنَ الرَّمِيَّةِ، لَا يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ، فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ، فَإِنَّ قَتْلَهُمْ أَجْرٌ لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ&".&• انتشرت أخيرا ظاهرة الدعاة &"المفتين&" ولا سيما في منطقة الخليج وعلى الفضائيات العربية، حيث أصبح كل من أطلق لحيته ودرس بعض العلوم الدينية يسمى داعية ويفتى بأمور كبرى كالجهاد هنا أو هناك.. ما رأيكم في ذلك؟&- لقد اهتم علماء الإسلام بعملية الإفتاء اهتمامًا عظيمًا، وجعلوها في مكانة عالية لعظمة دورها، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتولى هذا المنصب في حياته، باعتبار التبليغ عن الله، وقد تولى هذه الخلافة بعده أصحابه الكرام، ثم أهل العلم بعدهم، وعلى الرغم من ذلك فإن الساحة الدينية اليوم تعاني فوضى في الفتاوى وفوضى في الخطاب الديني، نظرًا لتصدر غير المتخصصين للإفتاء، ونتيجة لتلك الفوضى التي حدثت في الفتاوى الدينية خصوصًا المنتشرة عبر الفضائيات والتي تصدر عن أناس غير مؤهلين للإفتاء من الأساس، ما تسبب في حدوث بلبلة وتشكيك للناس في أمور دينهم.&لابد من قصر الأمر على المتخصصين من العلماء، وتأهيل العلماء للإفتاء من خلال المعايير التي ينبغي أن تتوفر فيمن يتصدر لهذه المهمة العظيمة.&•.. وماذا عن قضية الجهاد؟&- بالنسبة لقضية الجهاد فالفقيه يفهم أن الله عندما أمرنا بالقتال أمرنا أن ندافع عن أنفسنا، وشرط ذلك أن يكون في سبيل الله، وأن يكون القتالُ تجاه مَن يقاتلوننا، ثم مِن غير عدوان، وهو ما يسمى بجهاد الدَّفْع. وأما المساكين مِن الدواعش والخوارج و&"القاعدة&" فيفهمون أن النصوص هي الأساس والأصل، فَصَيَّرُوا الأصلَ فرعًا والفرعَ أصلًا، وهذا الخللٌ سبَّبَ كل هذه الفتنة.&• ألسنا بحاجة إلى &"استراحة&" من التطرف الديني عبر تهيئة الدعاة والفتاوي والتفرغ إلى بناء الأوطان والمجتمعات على أسس حديثة خصوصا أن العالم يتقدم علميا بسرعة الصاروخ؟&- الأصل أن نهتم ببناء الإنسان قبل البنيان حتى يمكن الحفاظ على البنيان، ولابد في هذا السياق من محاربة كل فكر متطرف يصل إلينا عن طريق جامعات تدلس علينا فهم الدين وتحاول أن تفسد علينا أوطاننا.&ولا شك أن بناء الوطن والمجتمعات يتطلب جهودا مخلصة من كل أبناء الوطن، والسعي الدؤوب لمواجهة الفكر المتطرف وهو ما نعمل عليه دون أن نمل، ونؤكد أن بناء الوطن هو واجب ديني ووطني لا ينبغي أن يتخاذل عنه أي إنسان.&• هل تعتبر الدولة الإسلامية دولة مدنية؟&- لم يعرف الإسلام ما يعرف بالدولة الدينية، والدولة في الأساس هي دولة مدنية، فتعبير الدولة المدنية بالمفهوم المصري لا يختلف مع الشريعة الإسلامية، رغم عدم وجوده في أدبيات الفلسفة الغربية في علوم السياسة.&والدولة المدنية نقصد بها الدولة الحديثة الوطنية التي تتوافق مع مبادئ الشريعة الإسلامية، وتعتبر النموذج المثالي للدولة العصرية، وهذا الأمر موجود منذ سنوات ولم يكن أمرًا جديدًا علينا ولم نستورده من الخارج.&وفي هذا النموذج تكون الدولة دولة دستور ومؤسسات، وبها مجلس شعب وقوانين، وتحتوي على هيكل قضائي وإداري. إذًا نحن نتبنى نموذج الدولة المدنية التي تتوافق مع مبادئ الشريعة الإسلامية، ولا تتعارض مع الحكم الإسلامي.&• اسمح لنا أن نسأل عن بعض الفتاوى التي نسبت لكم.. هل صحيح أنكم أفتيتم بجواز عمليات التجميل باستخدام البوتوكس؟&- ما نؤكد عليه أن الله لم ينه عن الجمال والتجمل، وإنما نهى عن تشبه الحرائر بالغانيات، ولذلك نقول إن عملية التجميل لإصلاح عيب جائز لا تعد اعتراضا على قضاء الله، لكن لا يجوز إجراء عملية تجميل تحسينية تبعا للهوى.&وكذلك عمليات شد الوجه لمواجهة تجاعيد كبر السن مثلا سواء كان ذلك بالبوتوكس أو غيره، ومع هذا نقول إن إجراء المرأة عملية تجميل لإزالة الدمامة الخلقية أو تحسين فرصتها للزواج جائز، وعليه، فحكم عمليات التجميل باستخدام البوتوكس أو غيره يدور تبعا للحال من حيث الإباحة أو المنع، وهذا هو قرار مجمع الفقه الإسلامي بجدة.&• نسب إليكم القول إن المطرب الراحل عبدالحليم حافظ غنى &"أبوعيون جريئة&" لمدح الرسول عليه الصلاة والسلام؟ ما هو ردكم؟&- ما قلته أن الفنان الراحل عبدالحليم حافظ غنى أغنية &"أبوعيون جريئة&" لمدح النبي &"محمد&" عليه الصلاة والسلام، بعد تغيير كلمات الأغنية على لحن أبو عيون جريئة.&وذكرت بالنص أن عبدالحليم حافظ كان مؤمنا، وكان يحب النبي، والأغنية موجودة ويعرفها القاصي والداني.&• هناك من يرى أن التدخين يؤذي الجسد مثل الخمرة وربما أكثر.. هل لكم موقف واضح من تحريمه؟&- أصدرنا في دار الإفتاء فتوى بحرمة التدخين وذلك بعد حالة من البحث والدراسة، وكثير من العلماء في العالم الإسلامي قالوا بحرمة التدخين سواء كان &"سيجارة أو شيشة&"، فالتدخين بدخوله دائرة المحرم أصبح مثل بقية المحرمات، حيث إن الحرمة نابعة من الضرر الواقع على الإنسان.&