جريدة الجرائد

ثورات الربيع العربي تحِنُّ إلى حكامها!

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
وائل الحساوي&استغرقت الثورة الفرنسية الأولى عشر سنوات من عام 1789 إلى عام 1799 قبل أن يعود الحكم الملكي إلى فرنسا على يد الامبراطور (نابليون بونابرت)، لكن كانت هذه هي المرحلة الأولى من الثورة الفرنسية وتخللتها مجازر رهيبة بحق المدنيين وانتقام من الكثير من أبناء الشعب الفرنسي. بالطبع فإن فرنسا قد قامت بها خمس ثورات متتالية قبل أن تصل إلى الوضع الراهن.&أستطيع أن أقول إن الربيع العربي قد أكمل أربع سنوات من الفوضى والقتل والدمار وها هو قد عاد اليوم إلى المربع الأول بعد أن نطق القاضي ببراءة &"حسني مبارك&" وجميع من كانوا معه، وعاد حكم الفلول إلى مصر - و إن لم يكن بطريقة مباشرة -.&والوضع يكاد يتكرر في تونس حيث يكاد يفوز &"السبسي&" من العهد السابق لزين العابدين بالرئاسة، بعدما فاز حزبه في الانتخابات البرلمانية، وفي اليمن حيث أزيح علي عبدالله صالح من الحكم بعدما تحمش وجهه إثر تفجير مدمر وأرسل للعلاج، ثم عاد ليصبح أقوى شخصية مؤثرة في البلاد ويرأس أكبر الأحزاب !!&وفي ليبيا لم تكتمل فرحة الشعب الليبي بعد إسقاط ديكتاتور لا يختلف ليبيان على كراهيته، ثم تأتي من بعده أحزاب متناحرة، وتعددية حتى في البرلمانات الشرعية، وألوية من الجيش كانت في عهد القذافي، والكل يدعي بأنه يملك الشرعية، والكل يستقوي بدول أخرى لمساعدته على أخيه، وتم استخدام الطائرات الحربية وغيرها لتدمير المدن الليبية للدولة الوحيدة التي نجت من معضلات الربيع العربي كانت هي سورية حيث تحولت بقدرة قادر إلى دويلات مقسمة وجماعات متناحرة وقصف بالطائرات الحربية والمدافع والصواريخ على جميع المدن والمنشآت وإبادة المئات من السكان يومياً بينما العالم إما متفرج و إما مساند لطرف ضد الطرف الآخر !!&وفي ظل تلك الفوضى العارمة التي خلقتها الدول الكبرى في سورية والعراق تكونت مجاميع إسلامية جاءت لتحقيق العدل ونصرة إخوانها، واندست فيها مجاميع إرهابية راحت تقتل وتفجر دون رادع من دين أو خلق، واستغل الغرب نمو تلك الجماعات الإرهابية ليعلن الحرب على جميع من جاء لنصرة اخوانه ويتهم الجميع بالتطرف والإرهاب، وليصنع لشعوبه عدواً جديداً يستحق التكاتف الدولي لهزيمته، ولينسى العالم العدو الأصلي !!&عهد الجمال السائبة !&اشتهر عهد الثورة الفرنسية الأولى بأنه عهد &"المفصلة&" لأنها كانت الوسيلة المفضلة للتخلص من المعارضين حيث أعدم قائد الثورة &"روبسير&" أكثر من أربعين ألف معارض بمجرد الشبهة. أما الربيع العربي فيشتهر بأنه عهد &"البراميل المتفجرة&" حيث أبادت تلك البراميل مدناً بكاملها ولم تفرق بين كبير وصغير !!&وكذلك فهو &"عهد الجمال السائبة&" التي تهاجم المتظاهرين وتقتلهم، ثم لا يتوصل الناس إلى معرفة من كان وراء ذلك الهجوم، ويتم تسجيل القضية ضد مجهول، والكل يذهب إلى بيته !!&مفيش حد أحسن من حد !&امتدحت صحيفة الغارديان البريطانية الشهيرة (2014/‏‏11/‏‏5) ثورات أوروبا المخملية التي قامت بعد سقوط حائط برلين عام 1989 بأنها على النقيض من الربيع العربي لم تشهد إعادة فرض الحكم السلطوي، لكنها عادت فانتقدت الربيع الأوروبي بأنه أدى إلى صعود اليمين العنصري عبر أوروبا وهو خطر حاضر وواضح على نصفي الكوكب كليهما !!&إذاً فنحن متعادلون مع أوروبا ومفيش حد أحسن من حد !

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف