اردوغان والإخوان .. النفاق طريقا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
سيد عبد المجبد
&
عجيب أمر هؤلاء، الرئيس التركى وزمرته الحاكمة فى جانب، وجماعة الاخوان المسلمين المصرية ومن يدور فى فلكها من جانب آخر، وذلك لتباكيهما ونواحهما المتواصل لفقدان الديمقراطية التى وئدت على ضفاف النيل، فى حين أن من ينظر بدقة وتجرد يمكن أن يكتشف بسهولة أن كليهما لا علاقة له بهذا المصطلح الأثير.
فقبل سنتين ونصف السنة وخلال مؤتمر لحزب العدالة والتنمية بالعاصمة أنقرة والذى سخرت من اجله كالعادة كل إمكانات البلاد والعباد، وقف الرئيس المصرى الأسبق الدكتور محمد مرسى الذى وجهت له دعوة للمشاركة، يخطب فى الحاضرين، لكن كلمته والتى تخللتها عدد من الآيات البينات ، طالت أكثر من اللازم ، وبشكل لا يليق تعالت الهمهمات الساخرة وعلامات الضجر التى أرتسمت على وجوه القائمين ومسئولى الفاعليات الإعلامية وتوقف المترجمون عن الترجمة إلا أن مرسى استمر حتى انتهى من خطبته ، وهنا تنفسوا الصعداء، وليحل الحبور محل العبوس وتوالت عبارات الإطراء نفاقا.
فى المقابل لم يجد القيادى الإخوانى البارز الدكتور عصام العريان أدنى غضاضة فى أن يعلن صراحة رفضه القاطع لنموذج تركيا فى ثوبها الاردوغانى جملة وتفصيلا، لأنه من وجهة نظره لا يناسب البتة أرض الكنانة وناسها المتمسكين بالشريعة الغراء نهجا ومنهاجا ، والرافضين بحسم ما يدعو اليه المتغريون المقلديون للفرنجة الصليبية، فالدين والدولة توأمان لا ينفصلان.
تجسد ذلك أثناء زيارة رجب طيب اردوغان للمحروسة فى سبتمبر عام 2011، عندما كان رئيسا للحكومة ، فبعد أن اصطف دعاة شرع الله على طول الطريق لمطار القاهرة ترحيبا بالضيف الإسلامى الكبير صاحب الطفرة الاقتصادية ببلاده، والذى سيعيد مجد الخلافة العثمانية، سرعان ما انقلبوا عليه وسبوه ولعنوه بألفاظ مخجلة وطالبوه بالرحيل لا شئ سوى أنه نصحهم بانتهاج العلمانية. وبنفس السرعة تقهقروا للخلف وراحوا يمجدونه ويثنون عليه بعد الإطاحة برئيسهم عقب ثورة يوينو، وهاهم يعودان وقد اتحدا معا للدفاع عن ديمقراطية لم يمارسونها قط .. وللحديث بقية
&