جريدة الجرائد

إسرائيل قبل «مائة» يوم.. من الانتخابات!

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
محمد خروب&يصعب التكهن بالاثار التي ستتركها جريمة اغتيال الوزير الفلسطيني زياد ابو عين على العلاقات الفلسطينية الاسرائيلية المتدهورة اصلاً، وخصوصا إذا تأكد قرار السلطة وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل إلاّ أنني متأكد بأن أحداً من الناخبين في اسرائيل لن يعير تصريح &"كبير&" المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات اي إهتمام او يصيبه &"الجزع&" من الخيارين اللذين طرحهما هذا المفاوض &"العتيق&" الذي لم يغادر موقعه التفاوضي (غير المجدي كما بات واضحاً للجميع)، والذي خيّر الناخب الاسرائيلي بين ان يكون شريكاً للفلسطينيين او محتلاً لارضهم، بعد ان وصف إنتخابات الكنيست العشرين في 17 اذار القريب بانها تُشكّل لحظة &"مفصلية&".&سنقرأ ونسمع بالطبع اوصافاً عديدة &"تُخلَع&" على هذه الانتخابات المبكرة التي &"انزلق&" اليها نتنياهو بعد ان اطاح وزيري المالية والعدل، وظن ان بمقدوره استغلال الوقت وتركيب إئتلاف جديدة مع الاحزاب الحريدية يمنحه اغلبية مماثلة او أقل قليلاً من الاغلبية التي تمتع بها إئتلافه الفارط (67 صوتاً) مع احزاب يمين الوسط مثل يش عتيد (يوجد مستقبل)، بزعامة لبيد والحركة برئاسة ليفني، ولم يكن يتوقع ان يضطر الى تبكيرها الى هذه الدرجة (اذار القريب) بل ربما كانت ستجري (في نظر نتنياهو) في الصيف او الخريف المقبل، إلاّ ان الرياح جرت بما لا يشتهي وها هو يخوضها على اكثر من جبهة، داخل الليكود وفي مواجهة الاحزاب اليمنية وتلك الحريدية التي في معظمها اقرب اليه من اي تشكيل حزبي، بل هي وكما قال مؤخرا هي &"شريكه الطبيعي&"، وأيضاً في مواجهات التحالفات والقوائم الحزبية التي أخذت تتبلور على نحو يهدد مستقبله السياسي (كحاكم بولاية رابعة)، بعد ان جاءت &"أرقام&" استطلاعات الرأي العام يوم أمس لتقضّ عليه مضاجعه ولتقول ان اسحق هيرتسوغ زعيم حزب العمل قد اقترب من شعبيته وربما يتفوق عليه لاحقاً، وهذا بالطبع مرهون بالقائمة &"المشتركة&" التي سيدفع بها هيرتسوغ الى الانتخابات المقبلة والتي يَرْشَحُ انها ستكون مع زعيمة حزب الحركة تسيبي ليفني، إذا لم ينجح لبيد (وهو يمين الوسط)، في استمالتها وتقديم مغريات لها تفوق ما يعرضه عليها هيرتسوغ.&نتنياهو، بل لنتحدث عن عريقات قبل نتنياهو، حيث يدرك صاحب نظرية &"الحياة مفاوضات&" ان الناخبين الاسرائيليين يميلون في تسارع لافت نحو مربع وخطابه اليمين المتطرف بتنويعاته وايديولوجياته بدءاً من الحريديين وليس انتهاء بأنصار نظرية اسرائيل الكبرى مروراً بكل من ينتظر على الجدار من احزاب وحركات ترى ان حرب &"التحرير&" لم تنته بعد، ولا تستبعد بالطبع ايصال فاشي متطرف مثل نفتالي بينيت زعيم حزب البيت اليهودي الى رئاسة الوزراء، وها هي استطلاعات الرأي تمنحه 15 مقعدا بزيادة ثلاثة مقاعد عما كان عليه في الكنيست (19) التي حلّت نفسها، واذا ما جمعنا ما سيحصل عليه اليمين الصهيوني والحريدي، فاننا قد نكون امام صورة مغايرة لكل ما ظنه المسؤول الفلسطيني، الذي بلا شك يعلم الحقائق عن كثب، ولهذا كان &"تهديده&" بتدويل الصراع ماثلا وقائما، الامر الذي قد يطرح تساؤلا عما اذا كانت السلطة الفلسطينية قد غسلت يديها من خيار &"تعريب&" او &"إعادة&" تعريب هذا الصراع، قبل الذهاب الى تدويله؟ ام ان العرب انفسهم قد غسلوا ايديهم من القضية، وقالوا لأهل السلطة اذهبوا حيث تشاؤون او ربما &"نصحوهم&" بالتريث وعدم احراق &"الجسور&" مع نتنياهو لأنه قد يعود؟&هل قلنا نتنياهو؟نعم، فالرجل المتغطرس والفاشي هذا، يبدو انه اصيب بمرض جنون العظمة، ولهذا لم تُوفّره وسائل الاعلام الاسرائيلية وتقوم كل يوم بصبّ جام غضبها عليه، وتؤلّب الرأي العام ضده وتدعو علانية الى عدم التصويت له وإجباره على الذهاب الى بيته والبحث عن &"مموّل جديد&" ليغطي حياته الباذخة مع زوجته سارة، على ما قالت صحيفة &"معاريف&" (9/12) فيما دعا، امير اورون في &"هآرتس&" (8/12) الى ان يأتي احد من الليكود ليبشرنا ان نتنياهو لا يستطيع الاستمرار اكثر بعد ان فشل في مهمته وبخاصة حكومته الحالية التي لم تعمّر سوى 18 شهراً وخاضت حرباً فاشلة في قطاع غزة &"الجرف الصامد&".&نتنياهو ايضاً يواجه صراعا على الزعامة داخل حزبه، حيث ثمة من يتحدّونه على رئاسة الحزب أولهم الفاشي المتطرف وصاحب النفوذ داخل اكثر معسكرات الليكود تطرفا، موشيه فايغلين وهو لا يُشكّل خطورة كتلك التي يمثلها وزير الداخلية المستقيل جدعون ساعر الذي يتفوق على نتنياهو في استطلاع داخلي لاعضاء الحزب، وهو الامر الذي حدا برئيس الليكود (نتنياهو) الى اقتراح تأجيل انتخاب رئيس للحزب، لكن الاقتراح رُفِضَ من قبل هيئات الحزب، ما يعني ان نتنياهو نفسه بات مُهدّدا في شخصه، وقد يذهب الى عُزلة سياسية وحزبية (نهائية هذه المرة) اذا اخفق في تأمين اغلبية حزبية تسمح له بترؤس قائمة الليكود.&هل تنتظر السلطة الفلسطينية نتائج انتخابات الكنيست رقم 20؟ أم تمضي قدما في خيار &"تدويل&" القضية؟&.. علينا الانتظار!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لا للانتظار
منير -

الانتظار صعب اخاصتا يوجد او في ناس سياون يا ايلاف