رفض تسليح العشائر في المناطق الساخنة يعود لمخاوف شيعي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
&فاضل البدراني
&
& قضية تسليح العشائر في المناطق العراقية التي يوجد فيها المسلحون أصبحت أشكالية تخيف أكثر من طرف، بما في ذلك الطرف الأمريكي المعول عليه في الدعم والمساندة في ظرف صعب، يطالب فيه العراقيون بحلول سريعة وإعادتهم الى منازلهم النازحين عنها منذ ما يقرب من السنة، كما هو الحال في الفلوجة والرمادي ولاحقا نينوى وصلاح الدين وديالى.
وأكدت عضو البرلمان نورة البجاري أن أبناء العشائر هم من يستطيعون تحرير مدنهم من تلك الجماعات المسلحة التي تسيطر على مناطق ومدن عراقية عدة في غرب وشمال البلاد.
وانتقدت تصريحات نائب رئيس حكومة إقليم كردستان العراق قباد الطالباني وهو نجل الرئيس السابق جلال طالباني بشأن تخوف الكرد من تسليح العشائر العربية.
وقالت إننا نرفض التصريحات الأخيرة لنائب رئيس حكومة إقليم كردستان قباد الطالباني بشأن رفض تسليح العشائر للدفاع عن مناطقهم وتحريرها من سيطرة داعش، مضيفة أن الكرد يتحفظون على موضوع تسليح العشائر في كركوك ونينوى وديالى والمناطق المتنازع عليها لأنهم يتخوفون من سيطرة العشائر العربية على تلك المناطق بعد تحريرها من قبضة تنظيم داعش. واعتبرت أن هذه الخطوة ستشكل مصدر قلق للكرد من وجهة نظرهم.
وتشكو العشائر العربية في الأنبار ونينوى وصلاح الدين وديالى من عدم وقوف حكومة الرئيس حيدر العبادي باعتباره القائد العام للقوات المسلحة بجانبها من حيث التسليح والدعم اللوجستي والأمني.
وقال الشيخ نعيم الكعود أبرز شيوخ عشائر الدليم بالانبار نقاتل منذ أشهر عدة بسلاحنا الشخصي ونشتري السلاح من أموالنا الخاصة رغم ظروفنا الصعبة التي نعانيها من جراء نزوحنا من منازلنا وتوقف كل اعمالنا منذ السنة تقريبا.
وكان نائب رئيس حكومة الاقليم قوباد طالباني قال في مقابلة صحافية إن منح العرب السنة سلطة سياسية واسعة داخل مجتمعهم، قد يكون أحد السبل في عدم انضمام أبنائهم إلى تنظيم داعش لكنه بالوقت نفسه رفض تسليح العشائر في المناطق التي يدعون أنها متنازع عليها وتقطنها أغلبية عشائرية عربية.
ويرى المراقبون ان تلكؤ الحكومة في دعم العشائر في المناطق الساخنة وهي مناطق ذات نفوذ سني يعود الى بعض المخاوف.
وقال الدكتور احمد الساجر استاذ التاريخ السياسي في جامعة الأنبار إن حكومة بغداد لديها مخاوف من وصول السلاح الى يد العشائر وقد يصل الى تنظيم داعش كما أثير من شبهات بيع سلاح وفساد في حكومة نوري المالكي السابقة. وأضاف قائلا: &"الأمر الآخر من التخوف ان حكومة العبادي تعاني ضغوطا من كتل وأحزاب سياسية لا ترغب ان يكون للعشائر دور في استتباب الأمن، خوفا من ان تلعب دورا في المشهد السياسي بالعراق بالفترة المقبلة، لا سيما وان هذه القوى السياسية تعول على الحشد الشعبي الأمر الذي يجعل البلد على حاله ينغمس في الفوضى الطائفية&".
واختتم ان هذا الإجراء سيزيد من الاحتقان الطائفي ويفسد على البلد حسم الموضوع ويفشل حكومة العبادي من ممارسة دورها الذي خططت له في إدارة البلاد.
وبشأن التراخي الامريكي عن دعم العراقيين، اكد الساجر أن إدارة اوباما تنتظر المزيد من الهزائم لدى العراقيين على حساب داعش لكي يطرح عليها موقف عراقي رسمي بالمجيء للعراق بكافة صنوف القتال، وهو ما سيحصل لاحقا، وبرغم ان الدعم المقدم شعبيا ودوليا لحكومة حيدر العبادي في مواجهة الصعوبات التي انتجتها حكومة المالكي السابقة في ملفات الاقتصاد وخواء ميزانية الدولة تماما بما فيها ميزانية 2015 والملف الأمني وخروج اربع محافظات كبيرة من سيطرة الحكومة، لكن هذه الحكومة تبدو حائرة وضحية بين مطرقة الكتل السياسية وسندان الدول الاقليمية والاجنبية، التي تريد أن تلعب لعبة الدول او لعبة الكبار في ساحة العراق.
وقالت النائبة البجاري إن إشكالية عودة الأمن للبلاد تحتاج الى دعم الولايات المتحدة الأمريكية في قوات برية مع سلاح الجو الذي يحتاج الى تفعيل اكثر بالإضافة الى دعم العشائر بالسلاح، وبخلاف ذلك فإن الأوضاع تسير نحو الأسوأ.
&