جريدة الجرائد

لهذا فشل الربيع العربي!

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
وائل الحساوي&ذكرت في مقالي السابق بان المؤامرات الدولية وحالة التشظي التي تشهدها بلداننا العربية هما ابرز مظاهر فشل الربيع العربي، وتعصب الناس للاشخاص والتمسك بهم - حتى على حساب المصالح الوطنية والدينية - يهدد بافشال اكثر الخطط طموحا !!&فاذاأضفنا لذلك عدم وجود اتفاق بين الناشطين السياسيين أو المصلحين الوطنيين على الاهداف النهائية للاصلاح أو وسائل تحقيق ذلك الإصلاح، فاننا امام مشهد ثورات غاضبة قد تنجح في جرف الانظمة المستبدة والهيمنة على مقاليد الحكم في ديارها، لكنها سريعا ما تختلف وتتعارك على ما بعد ذلك من خطوات.&إن فكرة الاحزاب لدينا قد فشلت فشلا ذريعا منذ قيامها قبل قرن من الزمان وحتى اليوم، بل وتسببت في تمزيق الوطن العربي وسهولة وقوعه في الفوضى العارمة لان أغلب تلك الاحزاب قد رفعت شعارات براقة لكنها تخفي وراءها طبقة كثيفة من الجهل والتعصب والأطماع المركبة، وما قصة احزاب البعث والقوميين العرب والاشتراكيين العرب وغيرهم عنا ببعيد.&وها نحن نشاهد ما وصلت إليه الاوضاع في دول الربيع العربي من تمزق وصراع بين صانعي الثورات والاحزاب المتنوعة مما يندى له الجبين ومما فتح الباب - لجميع الانظمة الساقطة - للرجوع إلى مواقعها التي تمت زحزحتها عنها.&اما بالنسبة للحركات الاسلامية والتي وجدت نفسها مدفوعة داخل الربيع العربي دون أن تحسب لذلك حسابا، وبعضها وجد الفرصة سانحة في ظل الفوضى العارمة الحاصلة وعدم توافر القوى المنظمة التي تستطيع ملء الفراغ، فما كان منها إلا أن قفزت على المشهد وتولت امور دولها دون أن يكون لديها القدرة أو الامكانيات المطلوبة، وبذلك شوهت صورة العمل الاسلامي واظهرته بصورة العمل الفوضوي والانتهازي !!&إن من يعرف واقع العمل الاسلامي وقدراته المتواضعة، وحجم القضايا التي يعاني منها لا يمكنه أن يجرؤ على زج الحركات الاسلامية في هذه المعمعة العمياء، وقد كان بامكان الحركة الاسلامية أن تشارك في بناء دولها لا أن تقفز على سدة الحكم لتفضح نفسها وتكشف عن نقاط ضعفها امام العالم !!&إن الحركات الاسلامية قد رسمت لانفسها اهدافا كثيرة تتعلق باصلاح الاوضاع في بلدانها وتربية المجتمع على الفضيلة وحب الخير، واصلاح النفوس، ولا تعتبر القفز إلى الحكم غاية لها، بل لا يوجد لديها الخبرة الكافية لادارة الشؤون السياسية لدولها، لذا فان زجها بنفسها في ادارة شؤون دولها بحجة وجود فراغ سياسي اعقب ثورات الربيع العربي قد تسبب في فشل ذريع لديها في كثير من الاحيان، ولقد كان لقرار اقطاب حركة النهضة في تونس بالخروج من الهيمنة على بلادها وافساح المجال للتنافس الحر بين الاحزاب التونسية - والذي ابعدها عن تصدر المشهد السياسي - كان لهذا القرار الحصيف ردات فعل طيبة وارتياح لدى الجميع.&ولعل الفشل الذريع الذي منيت به بعض حركات الاسلام السياسي في الدول العربية كان له الدور الاكبر في بروز الحركات المتطرفة إلى العلن واشتداد عودها واستقطابها لآلاف الشباب المسلم بسبب اليأس والاحباط اللذين اصبحا سمة العصر، فقد شاهدنا كيف برزت تلك التنظيمات الارهابية وغيرت الواقع، وقدمت نموذجا بديلا للاسلام يقوم على القتل وسفك الدماء.&بذلك المشهد الاخير فقد دخل الربيع العربي في دوامة العنف واصطبغ باللون الاحمر والاسود ومازال الناس حائرين فيما جرى وفي تفسير اسباب الانتكاسة التي مني بها ربيعهم الأخضر !!&طالبان ... أسوأ من داعش !&حادثة هجوم طالبان الباكستانية على المدرسة في بيشاور وقتلهم اكثر مئة طفل يدلنا على أن مثل هذه الجماعات الارهابية لا يمكن التفاهم معها إلا عن طريق الابادة الكاملة، فلعله يخرج من أصلابها من يعبد الله وحده ويعلم بان الاسلام هو دين الاسلام والمحبة لا دين القتل وسفك الدماء !!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف