جريدة الجرائد

ازدواجية معايير بين مسلمي أوروبا

-
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

عادل درويش

مظاهرات تتكرر في ألمانيا ضد &"تعاظم وجود المهاجرين المسلمين&" بلغت أوجها في مدينة دريسدن، في مطلع أسبوع شهد حوادث وجّهت طعنات عميقة للجسم الإسلامي.


الأول مهووس إسلاموي احتجز رهائن في سيدني الأسترالية، في حادثة انتهت بمصرعه واثنين من ضحاياه، والثانية هجوم مسلحي طالبان الباكستانيين في بيشاور على مدرسة وقتل 137 طفلا، والثالثة هجوم بوكو حرام على مدرسة في نيجيريا وقتل مائة.


المسؤولون في ألمانيا (والغرب عموما، فأستراليا ثقافيا وحضاريا واقتصاديا غربية)، مخطئون تاريخيا في تجاهل مظاهرات السكان الأصليين، ومثلها في بلدان أوروبية أخرى، كسويسرا وبلجيكا وفرنسا.
بريطانيا بدورها يتعمق في مجتمعاتها القلق من تعاظم تأثير الراديكاليين الإسلامويين. الإنجليز احتجاجهم subtle غير مباشر، لكن برود أعصابهم قد يسخن بحادث قد يصبح شرارة مفجر بين جماعات يمين متشددة في وطنيتها كرابطة الدفاع الإنجليزية English Defence League والجبهة القومية.
القلق من وجود المسلمين لا يشابه التذمر التقليدي في أوساط الطبقة العاملة من المهاجرين لأسباب اقتصادية. فالمهاجرون من بلدان الكتلة الشيوعية السابقة يقبلون العمل بأجور رخيصة، فيقطعون أرزاق السكان الأصليين، بينما ينافسونهم في الخدمات الاجتماعية والإسكان والصحة والتعليم التي يستفيد منها محدودو الدخل.


القلق من وجود المسلمين، سواء مهاجرون وافدون في الجيل الحالي أو من أبناء الجيلين الثاني والثالث، هو من قبل الحمائية الثقافية أو الحمائية السوسيوقافية (الاجتماعية الثقافية)، وهو قلق يسود كل طبقات المجتمع، وليس محدودي الدخل فقط خشية فقدان الوظائف، وإنما الانزعاج من إصرار النشطاء الإسلامويين سياسيا على تغيير النمط الذي سار عليه المجتمع (في كل بلدان أوروبا) لقرون طويلة.


في الوقت نفسه، بقية المسلمين الذين لا يمارسون ضجيجا سياسيا ملحوظا، يعيشون في غيتو ثقافي أو انعزالية اجتماعية، ويرفضون الاندماج في المجتمع.


ولذا فالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، وبقية زعماء أوروبا الليبراليين والاشتراكيين، مخطئون تاريخيا في التقليل من شأن المحتجين، ووصفهم بمتطرفين من اليمين المتشدد.
والواقع في أوروبا اليوم أن القلق من تنامي الوجود والنشاط الإسلامي يعم كل طبقات المجتمع، ولا يعني عدم خروجهم في مظاهرات صاخبة أنهم ليسوا قلقين، وأنه عندما تحين أيام الاقتراع سيصوتون غالبا مع أحزاب معادية للمهاجرين، خاصة المسلمين.


من المفهوم لأسباب اللباقة السياسية ومحاولة مخاطبة جميع الكتل التي يتشكل منها جسم الناخبين بأسلوب تراضٍ، أن يتجنب الزعماء الغربيون تسمية الأشياء بأسمائها صراحة (فطالبان جماعة إرهابية، والمجنون الذي أخذ رواد المقهى رهائن في أستراليا إرهابي)، ويحاولون التملق للناخب المسلم بالقول إن مرتكبي هذه الجرائم &"لا يمثلون الإسلام دين التسامح والمحبة&".. لكن ما لا يُفهم هو سكوتنا نحن المسلمين عن هذه الجرائم.


صاحب حادثة مقهى سيدني (رغم اضطرابه العقلي وحماقته لدرجة أنه رفع راية لا معنى لها، ثم طلب أن يُزوّد بالراية الصحيحة لـ&"داعش&") معروف أنه ينتمي لفكر الإسلام السياسي العنيف (فكر الإخوان المسلمين وسيد قطب والجهاز السري والتنظيم الدولي)، ورغم ارتكابه الجريمة كعمل فردي، فإن توفر الآيديولوجيا الراديكالية أوصل اضطرابه العقلي إلى حد الإرهاب.


أما &"بوكو حرام&" وطالبان، فهما ظاهرة أشد خطورة، لأنهم منظمون ونتاج منهج دراسي (طالبان من كلمة طلاب.. يدرسون هذا الإرهاب في مدارس تتلقى الصبية وهم دون العاشرة من العمر ليعيشوا في عزلة من الجهل المطبق وجو من كراهية الآخرين وعدمية تدمير الذات للإضرار بالآخرين)، والنتيجة قتل أطفال بدم بارد، وإطلاق الرصاص على رأس تلميذة جريمتها طلب العلم.


وكالعادة يطل علينا من شاشات التلفزيون مسلمون &"معتدلون&" أو ممثلو المجتمع الإسلامي في البلد الأوروبي (يعلم الله وحده من انتخبهم ليمثلوا مسلمي بريطانيا أو ألمانيا)، ليكرروا كلاما لا يصدقه معظم السكان الأصليين، وهو أن هؤلاء المتطرفين لا يمثلون الإسلام.


هذا التفسير أو الاعتذار يزيد من حنق وغضب الأوروبيين، ويؤدي لمثل مظاهرات دريسدن، لأنهم لا يرون مظاهرة واحدة، ولو من 10 مسلمين، تندد بالإرهاب، وتضم صوتها إلى نداء مطالبة بلدانهم بالقصاص من هؤلاء الإرهابيين.


ورغم مصرع ما يزيد على مائتين (كلهم تقريبا مسلمون) في باكستان ونيجيريا، لم نرَ مؤسسة أو جمعية إسلامية تدعو إلى مظاهرة احتجاج لتندد بإرهاب وقتل طالبان وبوكو حرام لأطفال المدارس.


مثلا عندما تقدم شخص باكستاني بطلب تركيب مكبر صوت فوق مئذنة مسجد في مدينة هادئة بالريف الإنجليزي لا يزيد عدد المسلمين فيها على أصابع اليد الواحدة، خشي سكانها من مكبر الصوت عند الفجر، فقدموا عريضة للمجلس المحلي لرفض طلبه. فاليوم تتوفر وسائل لم تكن موجودة من قبل. في عام 2014 يُنبه المسلمون لموعد الصلاة برسالة SMS على الهاتف الجوال. عند رفض المجلس المحلي للطلب، يتوافد على القرية مظاهرات نشطاء إسلامويين سياسيين، وإذ طلب منهم البوليس ترك سكان القرية وشأنهم، يتهمون المجلس المحلي والشرطة بالإسلاموفوبيا.


وهذا ما يستفز سكان البلدان الأصليين، لكن تجاهل الساسة للأمر واتهام &"أقلية من العنصريين&" بتدبير الاحتجاج يزيد من كراهية الناس للمسلمين في ألمانيا وغيرها، وقد تتنامى الكراهية إلى مستوى قد يشبه سيطرة الفكر النازي على الطبقة السياسية في المجتمع الألماني في ثلاثينات القرن الماضي.


ومع تعامي الساسة الليبراليين عن رؤية الواقع، يعود الأمر للمسلمين في أوروبا وفي العالم، لتنظيم مظاهرات إدانة واحتجاج على إرهاب طالبان وبوكو حرام وتنظيم داعش وغيرها من الجماعات التي وُلدت من رحم الإخوان المسلمين، ويا ليتنا نراها بأعداد تفوق مظاهرات احتجاجهم على كتب وأعمال فنية اتهموها بمعاداة الإسلام.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
Pressure cooker
Salman Haj -

ومع تعامي الساسة الليبراليين عن رؤية الواقع، يعود الأمر للمسلمين في أوروبا وفي العالم، لتنظيم مظاهرات إدانة واحتجاج على إرهاب طالبان وبوكو حرام وتنظيم داعش وغيرها من الجماعات التي وُلدت من رحم الإخوان المسلمين، ويا ليتنا نراها بأعداد تفوق مظاهرات احتجاجهم على كتب وأعمال فنية اتهموها بمعاداة الإسلام. - Demonstration by Muslims condemning Islamic terrorism are meaningless gestures. Day in and day out ACTIONS and WORDS of Muslims are a true measure of their ability to live in peace and harmony with the Europeans. The Muslims see the politeness and civility of Europeans as an opportunity to press on for more outrageous demands to change Europeans societies to Islamic norms of the Arabs and Muslim world. The ruling class has been liberal, morally corrupt and intellectually bankrupt, cowardly opportunistic incapable or unwilling to challenge and put a stop to outrageous demands by activist extremist Muslims in Europe. Who escaped to Europe and are hell bent to impose on Europe the every conditions that they escaped from. Europeans, more and more are becoming a pressure cooker, and some day the pressure will to high to be contained and will blow up and cause much destruction. The so called moderate Muslims, the good Muslims who live and let live are either non existent or are cowardly and intimidated by the activist extremist Muslims. Regards

Pressure cooker
Salman Haj -

ومع تعامي الساسة الليبراليين عن رؤية الواقع، يعود الأمر للمسلمين في أوروبا وفي العالم، لتنظيم مظاهرات إدانة واحتجاج على إرهاب طالبان وبوكو حرام وتنظيم داعش وغيرها من الجماعات التي وُلدت من رحم الإخوان المسلمين، ويا ليتنا نراها بأعداد تفوق مظاهرات احتجاجهم على كتب وأعمال فنية اتهموها بمعاداة الإسلام. - Demonstration by Muslims condemning Islamic terrorism are meaningless gestures. Day in and day out ACTIONS and WORDS of Muslims are a true measure of their ability to live in peace and harmony with the Europeans. The Muslims see the politeness and civility of Europeans as an opportunity to press on for more outrageous demands to change Europeans societies to Islamic norms of the Arabs and Muslim world. The ruling class has been liberal, morally corrupt and intellectually bankrupt, cowardly opportunistic incapable or unwilling to challenge and put a stop to outrageous demands by activist extremist Muslims in Europe. Who escaped to Europe and are hell bent to impose on Europe the every conditions that they escaped from. Europeans, more and more are becoming a pressure cooker, and some day the pressure will to high to be contained and will blow up and cause much destruction. The so called moderate Muslims, the good Muslims who live and let live are either non existent or are cowardly and intimidated by the activist extremist Muslims. Regards

سياتي اليوم الذي
سعد السعدي -

سياتي اليوم الذي سيدفع كل المسلمين ثمن السكوت عن الارهاب الاسلامي وعندها لن ينفع الندم

سياتي اليوم الذي
سعد السعدي -

سياتي اليوم الذي سيدفع كل المسلمين ثمن السكوت عن الارهاب الاسلامي وعندها لن ينفع الندم

هم موجودين هناك لسبب ..
مصرية -

المسلمين متواجدين فى الغرب علشان يأكلوا ويشربوا ويعيشوا على حساب الحكومات ( اللى شايفينها كافرة بس فلوسها حلال ) !!! وبالمرة يتناسلوا ويتكاثروا مثل الارانب حتى يكونوا خميرة للمجتمع الاسلامى المسيطر على الغرب !!! وحتى يرفعوا من روح اهاليهم فى البدان الاسلامية ( التى يكثر بها الألحاد والكفر بالأسلام ) كلما خرجت دراسة توضح تفوق المسلمين العددى فى الأعوام القادمة ولا يعرفون انهم ليسوا بمسلمين جدد وانما اولادهم متقمصين ادوار الأرانب فى هذا الفيلم المكرر لحد السخف !!! ( اخدعنى مرة .. عار عليك .. اخدعنى مرتين .. عار على ) هو المثل الذى يطبقه الغربيين الأن على هذة النوعيه من البشر والتى اصبحت مثل الجراد ما ان تتواجد فى بلد حتى يحل به الخراب .

هم موجودين هناك لسبب ..
مصرية -

المسلمين متواجدين فى الغرب علشان يأكلوا ويشربوا ويعيشوا على حساب الحكومات ( اللى شايفينها كافرة بس فلوسها حلال ) !!! وبالمرة يتناسلوا ويتكاثروا مثل الارانب حتى يكونوا خميرة للمجتمع الاسلامى المسيطر على الغرب !!! وحتى يرفعوا من روح اهاليهم فى البدان الاسلامية ( التى يكثر بها الألحاد والكفر بالأسلام ) كلما خرجت دراسة توضح تفوق المسلمين العددى فى الأعوام القادمة ولا يعرفون انهم ليسوا بمسلمين جدد وانما اولادهم متقمصين ادوار الأرانب فى هذا الفيلم المكرر لحد السخف !!! ( اخدعنى مرة .. عار عليك .. اخدعنى مرتين .. عار على ) هو المثل الذى يطبقه الغربيين الأن على هذة النوعيه من البشر والتى اصبحت مثل الجراد ما ان تتواجد فى بلد حتى يحل به الخراب .