جريدة الجرائد

لا مبالاتنا المخجلة حيال مجزرة بيشاور

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

ديانا مقلد

حين تسلل الحدث بداية كخبر عاجل بدا وكأنه مضخم أو غير حقيقي. فالعقل يعجز أحيانا عن التصديق أو بالأحرى يرفض الاعتراف للوهلة الأولى بأن تلك وقائع، وبأن هناك من قرر فعلا أنه حان الوقت لقتل أطفال بشكل جماعي، قتلا باردا وعاما وفظيعا.


لم يُستهدف أطفال مدرسة بيشاور العسكرية الباكستانية عرضا.. لم يقضوا في معركة بين متقاتلين بل قتلوا لذواتهم الصغيرة فلوحقوا في صفوفهم وتحت مقاعد الدراسة التي حاولوا الاختباء فيها. منهم من قضى بالرصاص ومنهم بالقنابل.


أحقا ظن مجانين حركة طالبان أن قتل تلك الأرواح الصغيرة هو سبيلهم إلى الله..
هل هناك ما هو أفظع على أهل، أي أهل، أن يفجعوا بحقيقة أن التجمع الأهم للأطفال، أي المدارس، باتت مقبرة صغارهم..
مرت الدقائق الأولى ثم الساعات ونحن من تسمرنا أمام الشاشات بانتظار أن ينكب الإعلام الإخباري العربي على متابعة مأساة أطفال مدرسة بيشاور بصفتها فاجعة إنسانية أولا، وإسلامية ثانيا، مما يجعلها حدثا يستحق فتح كل الهواء لمتابعتها.


لم يحدث ذلك.. بل عدنا بخيبة جراء بهوت التغطية العربية للجريمة، وانقلبنا نتابع الحدث عبر فضائيات العالم.


نعم، مرّ الخبر في إخبارياتنا وفي صحفنا ومواقعنا الإخبارية وتفاوتت مساحات الاهتمام به، لكن ما بدا نسقا عاما هو أن تلك المأساة لم تأخذ المساحة التي يفترض بجريمة من هذا النوع وعلى هذا القدر من الدرامية أن تناله.. وليس الإعلام وحده من قصر في تلك المسألة، بل هناك ما يفترض بأنه رأي عام عربي وإسلامي كان بارد التفاعل إن لم نقل بليدا وفاقد الحس. فـ&"الهاشتاغات&" الرائجة على &"تويتر&" مثلا، بما فيها من غث كثير، لم تتمكن مدرسة بيشاور من أن تكون ضمن العناوين الأكثر شيوعا فيه.. لم تتمكن أرواح 150 طفلا قتلوا باسم الإسلام أن تصبح مادة نقاش عربي فعلي، بينما العالم كله يعكف على التضامن والتغطية والعزاء.. لا بل هناك من شرع في انتقاد اهتمام الإعلام الغربي بالقضية ووضع ذلك في خانة استهداف الإسلام.


لسبب ما، عجزت المأساة المروعة لأطفال مدرسة بيشاور الذين قتلهم مجرمو طالبان فرع باكستان عن إثارة اهتمام الإعلام الإخباري والرأي العام العربي بما تستحقه جريمة غير مسبوقة من هذا النوع.


طبعا لا يتعلق السبب بالمجزرة نفسها حتما، بل المشكلة هي ذاك العطب العميق فينا نحن. نحن من نملأ الدنيا صراخا وغضبا على كاريكاتور من هنا وأغنية من هناك.. نحن من نتظاهر ضد حذاء عليه رسم نرى فيه خدشا لنقاوتنا الدينية، ونحرض على رسوم كارتونية، لم تثر حفيظتنا أن تنظيما مثل طالبان قتل عشرات الأطفال باسم الإسلام.


والحال أن ما يفسر ضعف اكتراثنا بهذه المأساة مأساوي أيضا. هناك مسلمون قتلوا مسلمين. ليس في هذا ما يغرينا.. على القاتل أن يكون غير مسلم حتى يستفز حفيظتنا.. وربما لو كان القاتل مسلما وضحاياه من غير المسلمين لاكترثنا أيضا على ما حصل لأطفال الإزيديين أو ما حصل في مدرسة بيسلان الروسية قبل 10 سنوات.


أما تلك الحقيقة الصارخة بأن أكثر من قتل مسلمين هم مسلمون، فهذه مفارقة لا تخاطب ضائقتنا.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
مأسينا تفوق الوصف
سالم -

تستغرب السيدة او الانسة مقلد لا ادري بالضبط كيف اناديها بان الاعلام العربي لم يهتم بمجزرة طالبان على بشاعتها . السبب بسيط جدا وهي ان ماحدث في بيشاور يحدث يوميا في شوراع ومدن سوريا والعراق وليبيا لذلك منظر الدم لم يعد صادما بالنسبة لنا يا سيدتي العزيزة. ان يموت اطفال من تفجير ارهابي صعب ولكن ان يموت اطفال من الجوع والعطش في غوطة دمشق امام اعين والديهم اصعب بكثير ومؤلم لدرجة لا يمكن تصورها. العزاء والسلوان لاهالي اطفال بيشاور ولا عزاء لاطفال سوريا والعراق وليبيا لان مأساتهم يومية ولن تنتهي قريبا مع بالغ الاسف والحزن. هل كتبتي عنهم شيئا يا سيدة مقلد؟ مجرد تساؤل.

مأسينا تفوق الوصف
سالم -

تستغرب السيدة او الانسة مقلد لا ادري بالضبط كيف اناديها بان الاعلام العربي لم يهتم بمجزرة طالبان على بشاعتها . السبب بسيط جدا وهي ان ماحدث في بيشاور يحدث يوميا في شوراع ومدن سوريا والعراق وليبيا لذلك منظر الدم لم يعد صادما بالنسبة لنا يا سيدتي العزيزة. ان يموت اطفال من تفجير ارهابي صعب ولكن ان يموت اطفال من الجوع والعطش في غوطة دمشق امام اعين والديهم اصعب بكثير ومؤلم لدرجة لا يمكن تصورها. العزاء والسلوان لاهالي اطفال بيشاور ولا عزاء لاطفال سوريا والعراق وليبيا لان مأساتهم يومية ولن تنتهي قريبا مع بالغ الاسف والحزن. هل كتبتي عنهم شيئا يا سيدة مقلد؟ مجرد تساؤل.

الأسلام
أحمد شاهين -

يا سيدتي لا تستغربي.....كل ما يحصل يندرج تحت بند ألمؤامرة علر ألأسلأم؟؟؟؟؟؟؟؟ لذلك لن يشجبوا ما حصل خوفا من ان يتهموا بتهمة أنهم متأمرين على ألأسلام

الأسلام
أحمد شاهين -

يا سيدتي لا تستغربي.....كل ما يحصل يندرج تحت بند ألمؤامرة علر ألأسلأم؟؟؟؟؟؟؟؟ لذلك لن يشجبوا ما حصل خوفا من ان يتهموا بتهمة أنهم متأمرين على ألأسلام

النفاق
Avatar -

اللامبالاة .......فمجرد كاريكاتير في صحيفة دانماركية اثار جنون المدافعين عن الشرف الرفيع من المسلمين وخرجوا افواجا وكان اولهم الباكستانيين الذين خرجوا بالملايين لفعل لا يقدم ولا يؤخر شيئا ولكن جريمة وحشية بشعة وبهذا الحجم والفعل لم تحرك ضمائرهم وتقاعسوا وصمتوا كالجبناء ......بل اظنهم شامتون في اهالي الاطفال لانهم في الجيش او الشرطة......صدق من قال كلنا داعشيون وان لم ننتمي

النفاق
Avatar -

اللامبالاة .......فمجرد كاريكاتير في صحيفة دانماركية اثار جنون المدافعين عن الشرف الرفيع من المسلمين وخرجوا افواجا وكان اولهم الباكستانيين الذين خرجوا بالملايين لفعل لا يقدم ولا يؤخر شيئا ولكن جريمة وحشية بشعة وبهذا الحجم والفعل لم تحرك ضمائرهم وتقاعسوا وصمتوا كالجبناء ......بل اظنهم شامتون في اهالي الاطفال لانهم في الجيش او الشرطة......صدق من قال كلنا داعشيون وان لم ننتمي

الحل السحرى ..
مصرية -

العقل المسلم تقولب على ان اى مصيبة لها رد واحد ( ما حدث لا يمثل الاسلام ) !!!!!! ودمتم !!!!!!!! وخلاص كدة الأسلام والمسلمين براءة !!!!!!! فى سيدنى كان هناك تعليقات على مواقع التواصل لمسلمين تطالب القاتل بقتل كل من فى المقهى ليتذوق الغرب نتيجة دعمهم للأرهاب ، اما فى مذبحة بيشاور فالجميع لجأ للجملة السحرية ( ما حدث لا يمثل الاسلام والاسلام منه برىء ) و التى تبرأ الاسلام والمسلمين وتجعلهم لا علاقة لهم بما حدث بالرغم من ان التنظيم أسلامى ومصائبه كلها تقع تحت راية الدين !!!!! المسلمين لا يفهمون انهم يغنون ويردوا على انفسهم ... اى مسلم اصبح بالضرورة ارهابى الى ان تثبت براءته مهما رددوا جملتهم السحرية ولو لألاف المرات فلن يقنعوا احد غير ذواتهم المصدومة ... لقد زهق عدد كاف من الارواح البريئة على يد المسلمين اللى المسلمين عايزين يقنعونا انهم مش مسلمين ... وعجبى .

الحل السحرى ..
مصرية -

العقل المسلم تقولب على ان اى مصيبة لها رد واحد ( ما حدث لا يمثل الاسلام ) !!!!!! ودمتم !!!!!!!! وخلاص كدة الأسلام والمسلمين براءة !!!!!!! فى سيدنى كان هناك تعليقات على مواقع التواصل لمسلمين تطالب القاتل بقتل كل من فى المقهى ليتذوق الغرب نتيجة دعمهم للأرهاب ، اما فى مذبحة بيشاور فالجميع لجأ للجملة السحرية ( ما حدث لا يمثل الاسلام والاسلام منه برىء ) و التى تبرأ الاسلام والمسلمين وتجعلهم لا علاقة لهم بما حدث بالرغم من ان التنظيم أسلامى ومصائبه كلها تقع تحت راية الدين !!!!! المسلمين لا يفهمون انهم يغنون ويردوا على انفسهم ... اى مسلم اصبح بالضرورة ارهابى الى ان تثبت براءته مهما رددوا جملتهم السحرية ولو لألاف المرات فلن يقنعوا احد غير ذواتهم المصدومة ... لقد زهق عدد كاف من الارواح البريئة على يد المسلمين اللى المسلمين عايزين يقنعونا انهم مش مسلمين ... وعجبى .

جرائم داعش وجرائم طالبان
جاك عطالله -

يا ست ديانا اللا مبالاة لا تتجزأ ولا يتم المقايضة بها - كان امام المسلمين فرصا ذهبية لتحسين احوالهم والانتقال لعصر المساواة و ضمان الحقوق الانسانية عدة مرات لكنهم اختاروا بواسطة مشايخهم وحكامهم العبودية لدمية يعبدونها من دون الله اسمها الاسلام السياسى والاسلام دين ودولة ففضحوا الاسلام بنفاياتهم وحثالاتهم العقلية والعسكرية والدينية من القاعدة وداعش و القرضاوى والطيب قوى جدا و بن جاز و الشعراوى و يعقوب و باقى شياطين الانس- لقد ابادوا المسيحيين والازيديين والاكراد وصنعوا العديد من المذابح ومنها 11 سبتمبر وغزو سوريا والعراق وسيناء وليبيا و اليمن و اكرهوا الاغبياء على تكفير غير المسلمين وقتلهم وسلبهم شرفهم ونسائهم وبناتهم القصر وبيعوا كالجوارى والعبيد ووبعد اغتصابهم وتدويرهم بين الارهابيين كاكياس النفايات - المبدأ واحد يا سيدتى ومن لم يعترض سابقا على ولائم الابادة والاغتصاب والسرقات سرقة الاوطان وسرقة الشرف والممتلكات والاسلمة الاجبارية لا يحق له الان التحدث عن جرائم داعش وجرائم طالبان انتم من مولتوهم وانتم من لا يعترض على الاسلام دين ودولة لليوم - جاك عطالله

جرائم داعش وجرائم طالبان
جاك عطالله -

يا ست ديانا اللا مبالاة لا تتجزأ ولا يتم المقايضة بها - كان امام المسلمين فرصا ذهبية لتحسين احوالهم والانتقال لعصر المساواة و ضمان الحقوق الانسانية عدة مرات لكنهم اختاروا بواسطة مشايخهم وحكامهم العبودية لدمية يعبدونها من دون الله اسمها الاسلام السياسى والاسلام دين ودولة ففضحوا الاسلام بنفاياتهم وحثالاتهم العقلية والعسكرية والدينية من القاعدة وداعش و القرضاوى والطيب قوى جدا و بن جاز و الشعراوى و يعقوب و باقى شياطين الانس- لقد ابادوا المسيحيين والازيديين والاكراد وصنعوا العديد من المذابح ومنها 11 سبتمبر وغزو سوريا والعراق وسيناء وليبيا و اليمن و اكرهوا الاغبياء على تكفير غير المسلمين وقتلهم وسلبهم شرفهم ونسائهم وبناتهم القصر وبيعوا كالجوارى والعبيد ووبعد اغتصابهم وتدويرهم بين الارهابيين كاكياس النفايات - المبدأ واحد يا سيدتى ومن لم يعترض سابقا على ولائم الابادة والاغتصاب والسرقات سرقة الاوطان وسرقة الشرف والممتلكات والاسلمة الاجبارية لا يحق له الان التحدث عن جرائم داعش وجرائم طالبان انتم من مولتوهم وانتم من لا يعترض على الاسلام دين ودولة لليوم - جاك عطالله