جريدة الجرائد

أمريكا غير المتوازنة تتودد إلى إيران

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

صلاح الدباس

&
لا تبدو العدالة الأمريكية عمياء حتى لا تميز بين المواطنين بحسب أعراقهم أو دياناتهم أو مواقعهم الاجتماعية، فكل شيء في أمريكا يمكن أن يخضع في المسار القانوني لانحرافات عن المسار الذي يوصل المجتمع إلى التساوي والعدالة المطلقة، وفي الحقيقة ليست الصورة مثالية بحسب الصورة النمطية عن الحياة في الولايات المتحدة الأمريكية، فهناك تكتلات ولوبيات وجماعات تعمل من أجل مصالحها ومن شأنها أن تتلاعب بالقوانين وتخلق استثناءات غير متناهية.
أمريكا لم تعد هي بلد الأحلام والحريات والأمن والاستقرار والفرص الذهبية، فهناك حالة من اللاتوازن بين مكوناتها وإهدار متعمد لكثير من القيم الأمريكية، فمن بين الحالات الاجتماعية التي تكشف جانبا من انهيار القيم حالة قرار عدم معاقبة شرطي أبيض متهم بقتل رجل أسود غير مسلح، ما جعل البعض يعتبر أن المعاملة التي تتلقاها الأقليات في الولايات المتحدة في القرن الحادي والعشرين تعيد البلاد إلى عصور العبودية الأولى.
تلك الحالة تبرز سؤالا جوهريا حول ما إذا كانت هناك أزمة في نظام العدالة الأمريكية، لأن ما حدث في تلك الحالة يضاف اليه حالات أخرى كثيرة تتعامل مع الناس وفقا لأوضاعهم العرقية والدينية، ولطالما كانت هناك عنصرية دينية أظهرت تباينا عميقا في المجتمع الأمريكي، وفضلا عن ذلك فإن جميع المحامين تقريبا هم بمثابة محامو الشيطان الذين يبحثون عن تغرات ليفلت موكلوهم من العقاب ويكسب هؤلاء الدولارات.
في السياق الخارجي لا تبدو سياسة الولايات المتحدة متوازنة ومعتدلة، وإنما معتلة ومنهارة، وعلى سبيل المثال، ماذا يعني تودد أمريكا لإيران رغم أزمة ملفها النووي؟ وهل إيران حاسمة في ملف الإرهاب حتى يسمح لها بتواجد مؤثر في المنظومة الدولية لمكافحته؟ تظل أمريكا في الثقافة الإيرانية هي الشيطان الأكبر، ولا يتوقع أن يتصالح الشيطان مع الإنسان بهذه السهولة التي تتوقعها أمريكا وهي تتعامل من تحت الطاولة مع عدوها اللدود.
محاربة تنظيم داعش لا تستوجب تعاونا كبيرا ومهما بين أمريكا وإيران إلا في المخيلة الأمريكية التي تتناسب مع حالة اللاتوازن التي تعيشها القوة العظمى، وذلك بالضبط ما أشارت له صحيفة ديلي تلغراف من أن توحد إيران وأميركا لقتال التنظيم لا يجعل منهما صديقين، ولا يتوقع أن يحدث اختراق مهم في محاربة الإرهاب مع هذه الحالة إلا في الخيال الأمريكي المعتل.
&

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ما أحلى نقد العربان!!!
علي البغدادي -

كم يعجبني نقد الأعرابي لدولة و قوانينها، و هو يعيش براحة تامة و رفاهية على اختراعات تلك الدولة و اكتشافاتها و تقنياتها بل و حمايتها له و لأسياده، و في المقابل، يقيم في دولة تستورد كل شيء من الغرب الذي يعيب عليه، و تمول القتل و الخراب و الدمار و الإرهاب في كل أنحاء المعمورة بل و تُسحب الجناسي فيها من 5000 مواطن بلا إحم و لا دستور. و تبث منها قنوات تتباكى على حرية التعبير، في حين، على بعد فرسخين من تلك القنوات، يُسجن فيها الشعراء 15 سنة لإلقائهم قصيدة أغضبت طويل العمر. أمريكا لا تتودد لأحد. أمريكا لا تعيركم أي إهتمام لسبب واحد فقط: لأنها تبحث عن مصالحها و مصلحتها الآن هي في حليف قوي يُحسب له حساب في المنطقة يساندها و يساعدها على تحقيق هدف مشترك. و لا توجد دولة عربية تدخل في هذا الإطار، لأن معظم حكامها ما بين جاهل و أُمّي و متخلف لا يعرف كيف يفك الخط، فكيف بالتخطيط الإستراتيجي و العسكري؟. قرب أمريكا لإيران بديهي جدا. لأن إيران لديها قيادة مثقفة و تعلم ما تفعل. و طالما من يحكم العربان محسوب على الجهل و الغباء و الأمية، فلا تترقبوا أي إهتمام من قبل أمريكا أول الغرب. نقطة إنتهى