حكمة محمد بن زايد تُفشل فتنة القرضاوي !
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
رجا طلب
كادت خطبة الجمعة للشيخ يوسف القرضاوي يوم الرابع والعشرين من يناير الماضي ان تفجر ازمة عميقة في العلاقة بين قطر ودولة الامارات ، فالخطبة لم تكن دينية او وعظية بل سياسية بحتة تمترس خلالها القرضاوي كعادته وراء مواقف جماعة الاخوان المسلمين وتحديدا في مصر وانهال نقدا لمواقف دولة الامارات العربية المتحدة من الاخوان عموما ومن " اخوان مصر بصورة خاصة ، حتى وصل اتهامه للامارات بانها " تقف ضد كل حكم إسلامي، وتعاقب أصحابه وتدخلهم السجون " .
هذا الاتهام كان يمكن ان يبقى في اطار الموقف الاجتهادي لخطيب جمعة خرج عن النص او انه اخذته الحماسة في مناصرة من يدعون الاسلام ، لكنه في حالة القرضاوي الذي لا يعرف من الدين الا الجانب المسيس فيه ، او القابل لان يصبح سياسيا ، المسالة مختلفة وخطيرة ، فالرجل معروف بمواقفه المنحازة بتطرف لجماعة الاخوان المسلمين ، وكان له دور كبير في نسج العلاقة الاستراتيجية بين قطر والجماعة منذ التغيير الذي حدث في الدوحة عام 1996 ، وهو مواطن قطري ، علاوة على ان خطبته في مسجد عمر بن الخطاب في كل جمعة تبث مباشرة في تلفزيون الدولة الرسمي ، وهو ما يعني ان الرجل ليس خطيب جمعة عاديا يمكن تجاهل اقواله او ارائه ، ومن هنا كان الغضب الاماراتي ، الذي راى ان اتهامات القرضاوي ما كان لها ان تصدر منه لولا ان هناك قبولا رسميا ما في مكان ما منها .
الاطر الرسمية في دولة الامارات تعاملت مع الموضوع بحزم لكي لا تتكرر تجارب بعض الدول العربية والخليجية مع " اتهامات " الجزيرة و " تفوهات " القرضاوي باعتباريهما خارج الاطر الرسمية القطرية او ان هذه الاطر ليست معنية بما يصدر من الطرفين ، وهو خطاب كررته الدوحة في الازمة الاخيرة ، الا ان ابو ظبي وباستدعائها السفير القطري في خطوة غير مسبوقة في العلاقات الخليجية - الخليجية ارادت ان تؤكد ان تلك الخطبة وما ورد فيها من اتهامات للامارات لن يسمح لها بان تتكرر تحت اي عنوان او مبرر .
في المعلومات كادت الامور ان تصل الى نهايات ازمة عميقة بكل ما تعني الكلمة من معنى ، و لكن ولدي اطلاع الشيخ محمد بن زايد ال نهيان ولي عهد ابو ظبي على تطورات الامور امسك بالملف، وهدأ الوضع باتجاه انهاء الازمة على ارضية عدم تكرار ما جرى لقناعته بان ترسيخ العلاقات مع الاشقاء يجب ان تشكل الاولوية بالنسبة لدولة مثل الامارت لم يسجل عليها تاريخيا ان كانت طرفا في ازمة مع شقيق او كانت عاملا في تفجير ازمة بين الاشقاء في الخليج العربي او الوطن العربي ، وهو ما اسماه الشيخ محمد بن زايد انه " ارث زايد آل نهيان " الذي شكل رحمه الله طوال حياته السياسية رقما مهما وفاعلا في بناء التضامن العربي ودعم الاشقاء على الصعيد المادي وفي جميع المناحي ، وعمل في لحظات عصيبة في تأريخ الخلافات العربية - العربية على توفير حاضنة لحل الخلافات وتجنيب الامة ويلاتها .
بتقديري ان الشيخ محمد بن زايد وبهذا الارث العزيز والغالي الذي ورثه من المرحوم الشيخ زايد معنيا بان لا تذهب العلاقات مع دولة شقيقة كقطر الى مستويات غير مقبولة وان لا يسمح للقرضاوي او غيره ممن قبلوا لانفسهم ان يكونوا ادوات للتخريب وان يداروا بهدف صناعة الفتن والازمات بين الاشقاء ان ينجحوا وان يستمروا في استثمار الفتن .
سارع الشيخ محمد بن زايد ولإسدال الستار على هذه الازمة المفتعلة قائلا : " ليس لدينا خلاف مع قطر.. وكل ما لدينا هو رفضنا للتطاول والتجني على سيادة وقيم وعقيدة دولة الإمارات وأهلها من أشخاص وأصوات شاذة لا تريد الخير لكلا البلدين والشعبين الشقيقينrdquo;.
ان وأد الفتنة من باب الحرص على التضامن هي نقطة قوة مارستها الامارات في التعامل مع خطاب " الافك " الذي صنعه القرضاوي ، وهو نهج يستحق الاشادة بل والاحتذاء به في علاقتنا العربية - العربية