جريدة الجرائد

معركة يبرود تطلق «رصاصة الرحمة» على إمكان تشكيل الحكومة في لبنان

-
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
بيروت - "الرأي":إلى يبرود دُرّ، فرائحة البارود المتصاعدة من الهجوم الذي بدأه "حزب الله" عملياً للسيطرة على يبرود السورية المتاخمة لعرسال اللبنانية، مرشّح لـ "قلب الاولويات" في بيروت، على قاعدة ان "لا صوت يعلو فوق صوت المعركة"، وتالياً فإنه، وبحسب مصادر بارزة في قوى "8 آذار" مَن يربح في سورية يربح في لبنان. هذا التطور المستجدّ الذي كانت توقّعته "الراي" قبل نحو اسبوع، بدأ يطغى على ملف تشكيل الحكومة "المحتجز" في علبة شروط زعيم "التيار الوطني الحر" العماد ميشال عون الذي يصرّ على رفض تقديم أي تنازل يسمح بـ "الافراج" عن الحكومة، وهو الامر الذي من شأنه وضع الاستحقاقات الاخرى في البلاد في مهب الريح. وبدا ان مشروع تشكيل الحكومة السياسية قد "دُفن" مع استمرار تشدُّد عون واشتراط "حزب الله" وضع حقيبته "الداخلية"، التي تُعتبر أمنية بامتياز في عهدة شخصية حيادية ورفْض جعْلها من حصة "تيار المستقبل" وخصوصاً ان ثمة جهازاً امنياً في الداخلية (فرع المعلومات) محسوباً على "14 آذار". وقالت مصادر بارزة في قوى "8 آذار" لـ "الراي" ان "العودة الى خيار الحكومة الحيادية ستؤدي الى تشدُّد 8 آذار في خياراتها في المرحلة اللاحقة"، مشيراً الى انه "قد تنجح 14 آذار في فرض امر واقع الآن لكن الردّ سيكون لاحقاً في الاستحقاقات المقبلة كرئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة وقانون الانتخاب". ولوّحت هذه المصادر بان "ما بعد يبرود سيحدد المسار السياسي في لبنان، لان مَن ينتصر في سورية يمكنه فرْض وقائع جديدة، وهذا الامر ليس من باب التهويل بقدر ما هو ترجمة لقوانين اللعبة في اطار الصراع الدائر في لبنان والمنطقة". وفُهم من هذه المقاربة للاولويات اللبنانية واستحقاقاتها، ان مَن يعجز عن تشكيل حكومة لن يكون في امكانه الاتفاق على رئيس جديد للجمهورية، وتالياً فان الاستحقاق الرئاسي سيكون امام احتماليْن هما التمديد للرئيس الحالي ميشال سليمان او الفراغ وهو المرشح الأوفر حظاً بعد انهيار التفاهم السياسي على الحكومة. وتذهب السيناريوات الاسوأ التي "انتعشت" من جديد الى حدّ الغمز من قناة استحالة الاتفاق على أي قانون جديد للانتخاب في ظل شلل حكومي وفراغ رئاسي وانقسام على كل المستويات لم يسبق للبنان ان عاشه حتى في عز حربه الاهلية. وهذا المناخ المستجد تزامن مع معلومات عن ان التحضيرات لمعركة يبرود بدأت قبل نحو اسبوع وتتمثل بأخذ مناطق وحشد قوات والتمركز على مناطق مشرفة على يبرود واقامة استحكامات وقطْع طرق الإمداد وتشديد الحصار وتفادي الاخطاء التكتيكية التي ارتكبها "حزب الله" في معركة القصير.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف