جريدة الجرائد

"حزب الله" مثل "داعش"...

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

علي حماده

أهم ما قاله الرئيس سعد الحريري أمس انه "كما يرفض ان يكون "تيار المستقبل" وقوى ١٤ آذار على صورة "حزب الله"، فإنه بالمقدار نفسه يرفض ان يكون على صورة "داعش" و"النصرة". بهذا الموقف وضع الحريري في شكل او آخر "حزب الله" في مرتبة التنظيمين المتطرفين، اللذين يكثر الحديث عنهما في الحرب الدائرة في سوريا، باعتبار انهما موضوعان على لائحة الارهاب الدولية. وهما يمثلان صلب "البروباغاندا التكفيرية" التي يمارسها "حزب الله" في سياق الدفاع عن سياسته وسلوكياته وارتكاباته التي ما عادت تحصى في لبنان وسوريا. لكن المؤسف في وضع الحريري "حزب الله" في موازاة "داعش" - "النصرة" انه لا يستطيع إلا ان يجلس مع الحزب في حكومة واحدة! هذه هي الحقائق اللبنانية المؤسفة التي تفرض على الضحية ان تجلس جنبا الى جنب مع الجلاد، فقط لان الجلاد تمكن من خطف وعي جمهور مغرر به، واستغلاله في خدمة مشروع ووظيفة يقربان هذا الجمهور من الهاوية يوماً بعد يوماً.
نعم، نحن وكثيرون من جمهور 14 آذار حزبيين ومستقلين، يرون ان الجلوس مع "حزب الله" أمر سيئ، وان التعامل مع الحزب المذكور ينبغي ان يكون بعيداً عن التردد، والقفز من موقف الى موقف. ونحن أيضاً من الذين يعتبرون ان مجرد الجلوس الى جانب قتلة رفيق الحريري، وسائر الشهداء وصولا الى آخرهم محمد شطح هو تنازل كبير ومؤلم ويشبه طعن النفس بسكين.


ولمناسبة مرور تسع سنوات على اغتيالهم رفيق الحريري نعتبر ان التنازل الكبير والمؤلم جداً، أي المشاركة في حكومة مع "حزب الله"، ينبغي إذا بدا ان لا فكاك منه ان يقترن بثبات في مواقف مبدئية تتعلق أولاً بالتسميات، اي أن لا يتنازل "تيار المستقبل" عن تعيين اللواء أشرف ريفي وزيراً للداخلية أياً تكن الظروف، وان لا يأتي تمثيل قوى ١٤ آذار وبينها "تيار المستقبل" ضعيفاً بانتداب شخصيات لتولي حقائب وزارية جرت تجربتهم في السابق وتميزوا بحماستهم لخدمة مصالح "حزب الله" وأتباعه بسبب ضعفهم. وهنا ندعو المعنيين بالتوزير الى سحب اسماء لا طعم لها ولا لون. فلقد قدمنا ما يكفي من الشهداء والتضحيات كي لا نرضى بأن نتمثل بـ"خصيان" في السياسة والمواقف.
أمر آخر، على الرغم من تعثر المساعي لتشكيل الحكومة بسبب معارضة "حزب الله" توزير اللواء ريفي، فإننا ندعو في حال تشكلت الحكومة الى موقف صلب في ما يتعلق بما يسمى ثلاثية "الجيش والشعب والمقاومة" المرفوضة، اذ نعتبر ان لا مقاومة في لبنان، بل حزب فاشيستي مافيوي مذهبي ينبغي ألا يكون الجلوس المفروض فرضاً معه مناسبة للاستسلام له لا في المبادئ ولا في الممارسة اليومية للمسؤولة الحكومية. هنا نعود الى ما قاله سعد الحريري في مقابلته الأخيرة في التلفزيون، حيث وصف المشاركة في حكومة مع "حزب الله" بأنه "ربط نزاع". هذا معناه ان المواجهة مستمرة حتى لو جلس الاحرار الى الطاولة نفسها مع القتلة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف