جريدة الجرائد

السوريات النازحات إلى لبنان يعانين ضغوطاً: نضرب أطفالنا ثم نبكي

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

لندن - "الغارديان"

تعاني السوريات النازحات الى لبنان بسبب الازمة في بلادهن من ضغوط نفسية وأمراض عدة، إضافة إلى الولادات المبكرة.
وتبين الأبحاث التي أعدتها جامعة يال أن "النازحات السوريات في الشمال والبقاع يعانين من صعوبات في الحصول على الخدمات الصحية وبما فيها الرعاية الإنجابية". واظهرت أن "النساء الحوامل عاجزات عن إجراء فحوصات خلال فترة الحمل والأكثرية يعانين من الإلتهابات".
إضافة إلى ذلك تعاني السوريات من ضغوط نفسية بسبب صدمات الأزمة والعنف المنزلي، وبسب الأمراض الجلدية التي يعاني منها أطفالهم ويجدن صعوبة في تأمين علاجهم.
وتظهر الدراسة شهادات لأربع نساء يعانين من ضغوط يومية. الأولى تقول: "غضبنا يؤثر على أطفالنا، فنضربهم وبعد ذلك نندم ونبكي، ونسأل لماذا فعلنا ذلك؟". أما الثانية فتقول: "اشعر بأنني بحاجة إلى طبيب نفسي، فأنا أضرب أطفالي بشكل غير طبيعي، لكن في المساء عندما ينامون أحس بالندم وأبكي كثيراً". وتقول الثالثة: "زوجي يعمل ليلاً ونهاراً ولا يجني سوى خمسة الاف ليرة لبنانية، ونحن عاجزون عن دفع الإيجار، فهذا ما يدفعه إلى ممارسة العنف علينا".
أما الرابعة، فتقول: "بما انني المسؤولة عن الأسرة، فأنا مضطرة الى تحمل التعب اليومي وأطفالي وزوجي، فصرنا مجانين نصرخ وننام. ونحن نأخذ حبوب البنادول للنوم وننتظر يوما جديدا".

وتقول أميليا ماستترسون صاحبة فكرة الدراسة في مجلة "ب م س" صحة المرأة ان "النساء يدعمن بعضهن البعض في الشدائد". وتضيف: "على رغم القصص التي سمعناها فالمرأة تواجه الصعوبات بكثير من المرونة والقوة". وتؤكد الغرديان أن "النساء يساعدن بعضهن البعض من أجل تأمين الحاجات الأساسية ورعاية ألطفال، بينما يتواجد أزواجهن عنهن إما في سورية أو في أماكن ما في لبنان".

وأعدت ماسترسون وزملاؤها تقييم إحتياجات، بناءً على طلب من صندوق الأمم المتحدة للسكان، وقابلوا 452 إمرأة تتراوح أعمارهن بين 18 و 45. وأجريت المقابلات في ثلاث عيادات للرعاية الصحية بين تموز (يونيو) وآب (أغسطس) 2012. و في تلك الفترة كان في لبنان 48 ألف لاجىء ليصل العدد اليوم إلى مليون لاجىء.

وتثبت الأبحاث أن تقريبا ثلث النساء تعرضن للعنف و95.7% قلن إن المعتدي كان عنصرا مسلحا. ومن المؤكد أن هناك معنفات كثيرات لم نصل إليهن، أو لم يعترفن بالعنف بسبب وصمة العار أو الخوف.
وتبين أن 67.7% من النساء يعانين من العنف الجسدي ومن أمراض نسائية عدة بما في ذلك ألام الحوض وعدم إنتظام الدورة الشهرية. و64.4% من النساء لا يحصلن على خدمات صحية. ويعود السبب إما لعدم توافر المال أو عدم حصولهم على المعلومات. وأظهرت الدراسة أن واحدة من عشر نساء حصلت على إستشارة طبية.
وتثبت الأبحاث أن 23.7 % أنجبن قبل موعدهن، وأربع حالات أجهضن بسبب الظروف السيئة. و10.5 % قمنا بالإجهاض العمدي وطفل واحد توفي، وهذه النسبة هي بحسب النساء التي شملتن الدراسة. كما أن 36.8% من النساء المشمولات بالدراسة عانين من مضاعفات أثناء الحمل كالنزيف، و39.5 % عانين من مشاكل كثيرة مثل نحافة غير طبيعية وتعب والام في البطن ونزيف وحمى، ولم يلقين أي رعاية صحية منذ وصولهن إلى لبنان.

ويقول ماستروس ان النتائج النهائية للدراسة تثبت أن النازحات السوريات بحاجة إلى رعاية نفسية وإلى رعاية إنجابية في منطقة الشرق الأوسط.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف