وفعلها بوتفليقة!!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
محمد كريشان
lsquo;رئيس مـُــقعد يريد أن يقعد الجزائر أيضـاhellip;من باب أدب الاســــتواء في المجلس!! lsquo;رئيس أوكرانيا في صحة جيدة ocirc; هرب، ولن يترشح لأية انتخابات. رئيس الجزائر في مرض سيىء ocirc; هرم، وسيترشح لكل الانتخابات . مريضنا أقوى من معافاهم !!rsquo;.
هذا بعض مما كتبه جزائريون في مواقع التواصل الإجتماعي من تعليقات ساخطة على قرار الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الترشح إلى ولاية رئاسية رابعة رغم اعتلال صحته منذ إصابته بجلطة دماغية نهاية نيسان/ أبريل من العام الماضي. وكما قال أحد المعارضين في الخارج في مداخلة تلفزيونية، فإن lsquo;اللافت في كل هذه القصة هو أن عشرات الموالين للرئيس هم الذين يتحدثون باسمه حتى أنهم أعلنوا ترشحه للانتخابات بينما هو لم يتفوه بكلمة لأنه عاجز عن الحركة والتفاعل مع الأحداث بدليل أنه لم يتحدث للجزائريين منذ عام 2012 عندما قال lsquo;جيلي انتهىrsquo; وفهم هذا الكلام على أنه لن يستمر في الحكم لكنه فاجأ الكثيرين في الجزائر بقراره هذاrsquo;.
وحتى عندما ظهر الرئيس بوتفليقة لأقل من دقيقة واحدة على شاشة التلفزيون الجزائري أمس الأول الإثنين مستقبلا مبعوثا كويتيا لم تحفل أغلب تعليقات الجزائريين سوى بالتهليل الساخر: ها هو على قيد الحياة وقادر على تحريك يديه!!
بالطبع توجد كتابات وتعليقات أخرى من المتحمسين لترشحه لكن طغى على أغلبها الإنشائية والنفاق البيـّن لأن معضلة اعتلال صحته نقطة مركزية لا يمكن القفز فوقها. لقد بدا هؤلاء أن لا همّ لهم سوى الإبقاء على رجل منهك بالكامل وغير قادر على المشي أو الكلام أو السفر ناهيك عن إدارة شؤون البلاد، لا لشيء سوى الحفاظ على مصالحهم والتغطية على ملفات فساد يخوض الآن في تفاصيلها الجميع.
المفارقة أن كثيرا من الجزائريين الذين لم يكونوا يستبعدون بالمرة ترشح بوتفليقة لولاية رابعة رغم عجزه البيـّـن ظلوا إلى آخر لحظة يمـنّــون النفس بأن هناك أملا ما في أن الرجل قادر رغم كل شيء على تسفيه توقعاتهم. وعندما لم تحدث lsquo;المعجزةrsquo; أصيبوا بما يشبه البهتة مع أنهم كانوا يرجحون ما حصل!!. وإلى جانب وقع الصدمة، مع أنها متوقعة، غلب على تعليقات الأغلبية الساحقة من الجزائريين في كل المواقع الألكترونية ومواقع التواصل شعور مرير بالمهانة.
الإهانة كانت أولا في محاولة فرض رجل ما كان ليجوز أصلا فرضه بداهة رئيسا على الجزائريين مرة أخرى لأسباب لا يسمح حتى بإضاعة الوقت في سردها. كما تبدت الإهانة الأكبر في الإيحاء بأن بلد المليون شهيد لم يعد فيها lsquo;رجالrsquo; قادرون على قيادتها إلا صاحبنا. الإهانة الأخرى التي لا تقل فداحة فهي استخفاف من نصح أو خطط لترشيح بوتفليقة من جديد بأربعين مليون جزائري لتقديره أن هذا الشعب ليس جديرا برئيس أفضل من هذا لياقة ذهنية وقدرة بدنية وكفاءة في تسيير بلد عظيم كالجزائر. أما الطامة الكبرى فهي الإعتقاد بأن الجزائريين سيبلعون كل هذه الإهانات جميعها مرة واحدة ويعودون إلى بيوتهم lsquo;فرحين مسرورينrsquo; كما كنا نكتب في فروض الإنشاء في الإبتدائي.
صحيح أن الجزائريين يستحضرون دائما سنوات الجمر والإرهاب وعشرات آلاف القتلى في صدامات المسلحين الإسلاميين مع الجيش لكن ذلك لا يعني أن هذا الاستحضار سيجعلهم مقعدين عن أي تحرك احتجاجي غاضب. كان أمام الجزائر فرصة تاريخية لصياغة تحولها الديمقراطي السلس والمقنع على طريقتها لكنها أضاعته بغباء المتذاكين الذين دفعوا بوتفليقة للترشح من جديد فأخذوا البلد برمته رهينة لنزقهم وفسادهم.
وكما كتب أحد الصحافيين الجزائريين في أحد المواقع، صحيح أنه لن يكون بمقدور الجزائريين في الانتخابات الرئاسية المقبلة التصويت، لكن الله تعالى قادر سبحانه على التصويت: بالحياة أو الموت.