جريدة الجرائد

صدام مرجح بين حكومة الأردن والبرلمان بسبب قضية ‘الشهيد زعيتر’: عبارات ‘خشنة’ من النسور ضد خيارات النواب

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

صدام مرجح بين حكومة الأردن والبرلمان بسبب قضية lsquo;الشهيد زعيترrsquo;: عبارات lsquo;خشنةrsquo; من النسور ضد خيارات النواب والدرك يمنع الإقتراب من السفارة الاسرائيلية

بسام البدارين

التلميحات التي يستعد بها رئيس وزراء الأردن الدكتور عبدلله النسور لجولة إضافية ومتوترة مع مجلس النواب الثلاثاء المقبل توحي ضمنيا بأن الرجل يصنف مطالبات البرلمان ضمن قائمة الخيارات السياسية lsquo;العدميةrsquo; التي من الصعب الإستجابة لها بكل الأحوال.


أحد أبرز الوزراء في محيط النسور قال لـrsquo;القدس العربيrsquo; إن الحكومة تتعرض لحملة إبتزاز وراء الكواليس تحاول استثمار وتوظيف حادثة استشهاد القاضي رائد زعيتر على يد جندي إسرائيلي في الإتجاه المعاكس للحكومة.
وقال الوزير: إنها معركة تصفية حسابات مع النسور والحكومة واضحة المعالم وهي ليست أكثر من متاجرة بدم الشهيد زعيتر.
نقطةrsquo; صدامrsquo; واضحة الملامح بين الحكومة والبرلمان تقترب من يوم الثلاثاء الممثل لاستحقاق مواجهة لم تكن مرتبة وهو صدام من المرجح أن جهة واحدة فقط مؤهلة لحسمه بكل الإتجاهات هي مؤسسة القصر الملكي خصوصا وأن المزاج البرلماني وإن كان يستبعد الغرق بالبحث عن بدائل في حال طرح الثقة بالحكومة إلا أن الحد الأدنى من الإجراءات ضد إسرائيل بات مطلوبا كما يرى النائب محمد حجوج.
الشعار الذي رفعه النسور قبل خمسة أيام من جلسة الإستحقاق الثلاثاء المقبل بعنوانrsquo;الإحراج للدولة وليس للحكومةrsquo; يؤشر مجددا الى ملامح الأزمة الحادة التي تتشكل بين الحكومة والبرلمان وهي أزمة يمكن العمل على احتوائها خلال اليومين المقبلين بدلا من دخول البلاد في أزمة مستعصية قد تستدعي الإطاحة بإحدى المؤسستين lsquo;الحكومة أو البرلمانrsquo; لصالح الأخرى.
كل مظاهر التوتر بين السلطتين بدأت مع اللحظة التي أطلق فيها جندي إسرائيلي النار بدم بارد على القاضي زعيتر بعد إنزاله من حافلة تقل الركاب على معبر الكرامة بين الأردن وإسرائيل.
الشارع الأردني يشعر بإهانة كبيرة ومشهد الشهيد زعيتر وهو ملفوف بالعلمين الأردني والفلسطيني قبل دفنه في نابلس أجج مشاعر الشارعين وأسس لمزاج حاد جدا ضد إسرائيل في الشارع الأردني تطلب صباح الجمعة تعزيزات أمنية مكثفة جدا لحماية مقر السفارة الإسرائيلية في منطقة الرابية غربي العاصمة عمان تحسبا لمحاولات متكررة لاقتحام السفارة.


وحاول مئات المعتصمين ضد سفارة إسرائيل الجمعة الإقتراب من مقر السفارة لكن قوات الدرك تصدت للمحاولة واعتقلت بعض المعتصمين.
مجلس النواب بشهادة الفاعلين فيه سبق وتحت وطأة حادثة زعيتر أن اتخذ موقفا متشددا جدا وألزم نفسه بستة شروط على الحكومة تنفيذها وإلا ستلاقي حتفها سياسيا الثلاثاء المقبل وستطرح فيها الثقة كما قال النائب عبد الكريم الدغمي الذي صرح قائلا إن على النواب أن يظهروا قدرا من الإلتزام بمواقفهم فإما نطرح الثقة بالحكومة أو نلم الأوراق ونذهب.
مزاج الشارع لا يسمح للنواب بمغادرة منطقة الشروط الستة المعلنة وجميعها قاسية وأقلها طرد السفير الإسرائيلي وتجميد اتفاقية وادي عربة وسحب السفير الأردني ومحاكمة إسرائيل في الجنائية الدولية وهي شروط جميعها ينطوي على مبالغة في تقدير مكتب رئيس الوزراء وجميعها يورط الأردن بإحراج إقليمي ودولي مع المجتمع الدولي.


عمليا يطالب النواب الحكومة بمنحهم شيئا ضد إسرائيل فيما تدعو الحكومة لخطوات متعقلة أقلها انتظار نتائج التحقيق المشترك في حادثة زعيتر..بين الإتجاهين يمكن رصد مزاودات سياسية متنامية من الواضح أن الرئيس النسور ضجر منها عندما إستعمل عبارات lsquo;خشنةrsquo; ضد النواب على هامش تلبيته لدعوة من كتلة الإصلاح المتحالفة معه عمليا.
النسور تحدث عن مبالغات النواب في هذا اللقاء وحاول الإستناد إلى أن الملف الإسرائيلي برمته في الأردن هو ملف للنظام والدولة ولا يقع ضمن دائرة الخيارات الحكومية حتى تستطيع التصرف فيه تفاعلا مع الإيقاع البرلماني الذي يشهد بعض الإستعراض عمليا في بعض المناطق.


النسور إختار توجيه رسالة lsquo;خشنةrsquo; لمجلس النواب ردا على عملية الضغط العنيفة التي تعرضت لها حكومته وألمح إلى أن إسقاط حكومته في كل الأحوال ينبغي أن لا يشكل خيارا ملمحا للأضرار التي ستحصل في واشنطن وبقية عواصم العالم المهمة خصوصا على الجانب الإقتصادي.


خشونة النسور ردا على التصعيد البرلماني توحي بأن حادثة الشهيد زعيتر أطاحت عمليا بالتفاهمات التي منحت بموجبها الحكومة ثقة على الحافة قبل عدة أشهر لكن الأمر يحتاج للإختبار الآن سياسيا وإن كان الرأي العام يشهد حالة متنامية للمناكفة بين النواب وزميلهم الذي أصبح رئيسا قويا للوزراء عبدلله النسور.
السؤال الآن: هل تتفاعل الأمور بين السلطتين إلى حد القطيعة على أمل أن تطيح سلطة بأخرى في ظل التعقيدات الدستورية التي تقول إن الحكومة التي تقترح حل البرلمان تسقط معه دستوريا؟.. أغلب التقدير أن خشونة النسور خلال الساعات القليلة الماضية لا تعكس مزاجه الشخصي فقط أو مزاج حكومته بقدر ما تعكس استياء وانزعاج مستويات أعمق في دائرة القرار لا تريد لملف القاضي الشهيد أن يتطور في اتجاهات تصادمية مع إسرائيل وفي وقت حساس للغاية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف