جريدة الجرائد

إسرائيل.. مواجهة طويلة مع «حزب الله»

-
قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

تتهم سوريا بالوقوف وراء الهجمات الأخيرة

نيكولاس بلانفورد

بيروت - لبنان

أثارت سلسلة من الهجمات على أهداف عسكرية إسرائيلية في مرتفعات الجولان المخاوف من أن يكون ldquo;حزب اللهrdquo; بصدد بدء نزاع جديد مع إسرائيل بعد هدنة دامت قرابة ثماني سنوات.

وتشير هجمات إسرائيل الجوية الانتقامية على أهداف عسكرية سورية ليلة الثلاثاء قبل الماضي إلى أنها تحمِّل النظام السوري مسؤولية الأعمال التي يشتبه في أن ldquo;حزب اللهrdquo;، حليفها العسكري، يقف وراءها.

ومعلوم أن ldquo;حزب اللهrdquo; أرسل الآلاف من مقاتليه إلى سوريا من أجل مساعدة بشار الأسد؛ حيث يسعون معاً حالياً إلى استعادة حزام استراتيجي شمال دمشق. غير أنه بالنظر إلى أنه يقاتل في سوريا، ويحاول في الوقت نفسه احتواء رد فعل قوي في لبنان، حيث استهدف انتحاريون المناطق الشيعية خلال الأشهر الأخيرة، فإنه لا مصلحة لـrdquo;حزب اللهrdquo; في مواجهة خطيرة مع إسرائيل. كما أن إسرائيل كانت واضحة في أنها لا ترغب في نزاع مفتوح معه.

وعليه، يمكن القول إن مرتفعات الجولان - التي استولت عليها إسرائيل من سوريا في 1967 وقامت بضمها في 1981 - تمثل منطقة غامضة على نحو مناسب يستطيع ldquo;حزب اللهrdquo; أن يطلق منها هجمات مجهولة لا تعرف إسرائيل مرتكبها.

أحدث الهجمات التي لم تتبن أي جهة المسؤولية عنها حدثت، عندما انفجرت قنبلة كانت مزروعة على جانب الطريق بالقرب من عدد من الجنود الإسرائيليين إلى الجنوب من مجدل شمس في السياج الأمني، الذي يمثل ldquo;الحدودrdquo; الشرقية لإسرائيل في الجولان. وهو ما أسفر عن جرح أربعة جنود، إصابة أحدهم خطيرة.

ورداً على ذلك، قامت مقاتلات إسرائيلية بمهاجمة عدد من القواعد العسكرية السورية في محيط القنيطرة ليلًا. وأعلن الجيش الإسرائيلي أن المواقع المستهدفة شملت مقراً عسكرياً سورياً، وبطاريات مدفعية، وقاعدة تدريب ldquo;ساعدت في تنفيذ الهجمات الإرهابية (أمس الثلاثاء)rdquo;.

وفي هذا الإطار، قال موشي يعلون، وزير الدفاع الإسرائيلي، إن إسرائيل تحمِّل نظام الأسد المسؤولية عن الهجوم محذراً من أنه ldquo;إذا استمر (هذا الأخير) في التعاون مع الإرهابيين، الذين يسعون إلى إلحاق الأذى بإسرائيل، فإننا سنواصل استخلاص ثمن باهظ منه وجعله يندم على أفعالهrdquo;. ومن جانبه، أعلن الجيش السوري أن جندياً قُتل وسبعة آخرين جُرحوا في الضربات الجوية الإسرائيلية وندد بالهجوم. وجاء في بيان عسكري سوري أن ldquo;تكرار مثل هذه الأعمال العدائية (الضربات الجوية) من شأنه أن يعرِّّض أمن المنطقة واستقرارها للخطر، ويجعلها مفتوحة على كل الإمكاناتrdquo;.

والجدير بالذكر أن السياج الأمني الإسرائيلي يمتد عبر تلال شديدة الانحدار جنوب مجدل شمس، وهو ما يسمح للمقاتلين بالاقتراب منه من دون أن يتم رصدهم. وتشتبه إسرائيل في ldquo;حزب اللهrdquo; لأن لديه سنوات من الخبرة في استعمال العبوات الناسفة في هجمات ضد الجنود الإسرائيليين في جنوب لبنان. ولئن كان قوات الثوار المناوئة للأسد موجودة في جزء كبير من مرتفعات الجولان، فإن المنطقة تخضع لسيطرة الجيش السوري، حليف ldquo;حزب اللهrdquo; في ساحة المعركة.

والواقع أنه إذا تبين أن ldquo;حزب اللهrdquo; كان بالفعل مسؤولاً عن هجوم الثلاثاء وهجمات أخرى وقعت مؤخراً ضد الجيش الإسرائيلي، فإن ذلك يمثل ابتعاداً عن الهدوء الذي ميز السنوات الثماني الماضية.

فمن 2000 إلى 2006، بعد انسحاب إسرائيل من لبنان، كان ldquo;حزب اللهrdquo; يشن هجمات دورية على القوات الإسرائيلية في مزارع شبعا، التي تحتلها إسرائيل. وفي يوليو 2006، قاتل مقاتلو ldquo;حزب اللهrdquo; الجيش الإسرائيلي على مدى شهر في جنوب لبنان. ومنذ ذلك الوقت، حرصت المجموعة الشيعية على تجنب أي عمل عسكري مفتوح في مزارع شبعا أو في أماكن أخرى بمحاذاة الحدود؛ حيث كان تهديد حرب أكثر تدميراً من حرب 2006 بمثابة رادع ليس لـrdquo;حزب اللهrdquo; فحسب وإنما لإسرائيل أيضاً.

غير أن الرابع والعشرين من فبراير قد يكون أنهى فترة الردع المتبادل تلك؛ حيث قامت المقاتلات الإسرائيلية في تلك الليلة بضرب هدف تابع لـrdquo;حزب اللهrdquo; بالقرب من بلدة جنتا على الحدود الشرقية للبنان مع سوريا. وقيل إن هدف الهجوم، وهو الأول من نوعه لإسرائيل على التراب اللبناني منذ 2006، كان شحنة من الصواريخ المتطورة المضادة للطائرات.

وفي العام الماضي، شنت إسرائيل ستة هجمات على الأقل على مواقع عسكرية سورية، قيل إنها استهدفت أنظمة دفاع جوي إضافة إلى قذائف طويلة المدى وصواريخ مضادة للسفن كانت في طريقها إلى ldquo;حزب اللهrdquo; في لبنان. وقد اعترف الحزب بأن إحدى منشآته قد استُهدفت وتعهد بـrdquo;اختيار الوقت والمكان والطريقة المناسبة للردrdquo;.

وبعد أربعة أيام على ذلك، حطت قذيفتا ldquo;جرادrdquo; أُطلقتا من داخل سوريا بالقرب من مركز عسكري إسرائيلي على جبل الشيخ. وفي الخامس من مارس، رصد جنود إسرائيليون ثلاثة رجال يحاولون زرع قنبلة على جانب الطريق قرب السياج الأمني الإسرائيلي في مرتفعات الجولان، وأطلقوا النار عليهم. وأعلن الجيش الإسرائيلي أن الرجال الثلاثة ldquo;يتبعون لحزب اللهrdquo;، وإن الكمين، الذي كانوا يحاولون نصبه قد تم إحباطه.

ولعل أهم حادث هو ذلك الذي وقع في الثالث عشر من مارس، عندما انفجرت قنبلتان كانتا مزروعتين على جانب الطريق ضد دورية عسكرية إسرائيلية داخل مزارع شبعا. الهجوم لم يسفر عن أية إصابات، ولكنه كان الأول من نوعه في مزارع شبعا منذ حرب 2006. ولم يعلق ldquo;حزب اللهrdquo; رسمياً على أي من الهجمات أو محاولات نصب الكمائن في مرتفعات الجولان ومزارع شبعا.

ينشر بترتيب خاص مع خدمة

"كريستيان ساينس مونيتور"

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف